مسرحية نيغاتيف نسخة مصدقة عن الحياة على مسرح القباني

05-12-2010

مسرحية نيغاتيف نسخة مصدقة عن الحياة على مسرح القباني

قدمت فرقة المسرح الجامعي باللاذقية عرضها المسرحي نيغاتيف نص وإخراج الفنان نضال سيجري على مسرح القباني ضمن فعاليات مهرجان دمشق المسرحي في إطار تظاهرة المنصة المسرحية لحوض المتوسط .

ويتناول العرض ملامح مهشمة من شخصيات تعاني آثارا نفسية حادة تؤدي بها إلى مشفى للأمراض العقلية حيث تبدأ هذه الشخصيات برواية حكايتها عبر مونولوجات مطولة عن أثر الفقد في حياة الكائن الإنساني من خلال تنميط فني عالي المستوى في توزيع حصص متساوية لمجموع الممثلين على الخشبة.

ويركز نيغاتيف على تقاطعات إنسانية لشخصيات تأخذها حياتها الداخلية العميقة إلى مراجعة عمر كامل من الأخطاء الصغيرة التي تعتقد بأنها كانت سببا للوصول إلى ما هي عليه من حالة اللوعة والشعور بالعزلة جراء انزوائها الطويل تحت امرة المعيش اليومي بخراباته النفسية الحادة التي تدفع هذه الشخصيات في نهاية العرض لاعترافات بآثام لم ترتكبها إلا بيد الحياة ذاتها .

وإختار مخرج العرض توازنا مشهديا عاليا في تقطيع الخشبة عبر حبل غسيل تنشر عليه الشخصيات ملابس النفس الداخلية رغبةً منها في البوح والإفصاح والتواصل مع الجمهور من خلال ثيابها المتروكة كسينوغرافيا مصغرة من تهشمات الداخل وغرقه في كآبة ولاجدوى أزمتها واضعةً إياها على حواف غاية في الحساسية .

وتمكن الفنان نضال سيجري مخرج العرض وكاتبه من ملامسة جمهور دمشق المسرحي عبر تقنية أداء خاصة سوغ لها برغبة الشخصيات في المكاشفة وتوريط المتلقي بمزيد من التعاطف مع موضوعات الشباب ومشاكلهم وسط بحر متلاطم من المحظورات الاجتماعية بهدف الوصول إلى تجاور فني عميق بين عناصر العرض المسرحي.

وتأتي تجربة نيغاتيف استكمالاً لتجربة طويلة للفنان نضال سيجري في تفعيل مسرح المحافظات عبر الاتكاء على جهود الشباب الهواة في مسارح الجامعات السورية للنهوض بواقع هذه التجارب وتقديمها للجمهور بعيداً عن الصيغ الفنية المتكلفة من أجل تحقيق أكبر قدر ممكن من التواصل مع مسارح العاصمة بهدف تطوير حراك مسرحي سوري قادر على إغناء الذوق العام والمضي قدماً لإنجاز ذاكرة جديدة للمسرح في ذهن الأجيال الشابة في سورية.

كما تكرس تجربة نيغاتيف ضرورة العمل على مسارح الأطراف من أجل الاشتغال على هوية مستقبلية لمسارح المحافظات بتطوير الكوادر الفنية العاملة في هذا القطاع عبر تصورات أكاديمية تفيد من المواهب الشابة رغبة منها في تسليط الضوء على مشاكل الشباب ودورهم التثقيفي في إغناء الحوار وتبادل وجهات النظر في الفن خصوصاً وفي المجتمع وطرائق التفكير السائدة عموما.

يذكر أن مسرحية نيغاتيف من تمثيل كل من الفنانين هاشم غزال ورغداء جديد و بسام جنيد و نجاة محمد ومصطفى جانودي والحسن يوسف وهبة.

المصدر: سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...