لرفض إسعاف طفلين كفيفين عقوبات بالجملة وإقالة مدير مشفى المجتهد

22-10-2009

لرفض إسعاف طفلين كفيفين عقوبات بالجملة وإقالة مدير مشفى المجتهد

قرارات وإجراءات نارية اتخذها وزير الصحة الدكتور رضا سعيد بحق كل من مدير عام مستشفى دمشق المركزي «المجتهد» وصلت إلى حد الإقالة، والتنبيه لمدير عام مستشفى مجمع ابن النفيس، والنقل لعدد من الأطباء المقيمين ورؤساء أقسام الإسعاف في المستشفيين ورؤساء أقسام الأطفال وغيرهم ممن شاركوا في التقصير الواضح وسوء التعامل مع الطفلين الضريرين حمزة جديع وعلاء عرنوس مساء يوم الإثنين الفائت 19/10/2009. 
 روى الطفل الضرير حمزة 12 سنة، قصته هو وصديقه الطفل علاء 13 سنة مع المستشفيات الحكومية المذكورة حيث توجهوا في مساء يوم الإثنين إلى مستشفى المجتهد بحالة إسعافية نتيجة ارتفاع حرارة حاد، ولكن الأطباء المقيمين في قسم الإسعاف في مستشفى المجتهد رفضوا استقبالهم بحجة خوفهم من إصابتهم بإنفلونزا الخنازير، ولذا توجهوا إلى مستشفى ابن النفيس ليتكرر الموقف ذاته ودون ذكر حجة منطقية واضحة «فرفضهم جاء دون سبب» بحسب تأكيد الطفل حمزة ولذا توجهوا إلى مرصد رعاية الشباب للتأكد من حالتهم إن كانت إنفلونزا أم غير ذلك وجاءت نتائج الفحوص والتحاليل لتؤكد عدم إصابتهم بإنفلونزا الخنازير ورغم ذلك رفض قسم إسعاف مستشفى ابن النفيس استقبالهم، وعندها توجهوا إلى الهلال الأحمر وفور وصولهم أجريت لهم مجموعة فحوص وتبين إصابتهم بالتهاب حاد في البلعوم وارتفاع حرارة حاد وصل إلى حدود الاختلاج بحسب تصريح الدكتور خالد الصبر رئيس الأطباء المقيمين في المستشفى والذي بين أن حالة الطفلين لم تكن تسمح بأن يتنقلوا كل ذاك الوقت فحرارتهم مرتفعة والطفل حمزة لم يكن قادراً على الوقوف عندما أدخل لحجرة التصوير الشعاعي لتصوير صدره مخافة إصابته بذات الرئة أو التهاب قصبات وبعدها أدخل الطفلان الكفيفان إلى المستشفى وبقوا فيها حتى تاريخه رغم أن الهلال الأحمر لا وجود لقسم أطفال فيه، ولا تعود العناية والاهتمام اللذان تلقاهما الطفلان إلى المتابعة الرسمية من الوزارة بعد معرفتها بما جرى معهم في ذاك المساء ولكنهم «أدخلوا إلى المستشفى وفحصوا وعولجوا قبل أن يتصل أحد ليبلغنا بوصولهم وطلب قبولهم لدينا» بحسب تأكيد مدير عام مستشفى الهلال الأحمر سالم عنتابي.

قصة الطفلين الضريرين حمزة وعلاء لم تنته عند قبلوهم في مستشفى الهلال الأحمر وتلقيهم العلاج اللازم فضغط القائمين على جمعية رعاية المكفوفين واهتمام وزارة الصحة تحول إلى قرارات تضع الحد للتسيب والإهمال في مستشفيي المجتهد وابن النفيس فجاءت البداية بتوجيه عقوبة تنبيه إلى الطبيب خالد حمو ليلا رئيس مشفى ابن النفيس لتقصيره الحاصل في قسم الإسعاف في المشفى والذي ظهر واضحاً مساء يوم الإثنين 19/10/2009، وتبعه أمر إداري بنقل الطبيب نادر الجفان اختصاصي طوارئ ورئيس قسم الإسعاف من مشفى ابن النفيس للعمل مع الهيئة العامة لمشفى الهلال الأحمر السوري وذلك لعدم كفاءة القسم في تقديم الخدمات الإسعافية اللازمة للحالات الطارئة والتي تراجع القسم المذكور وخاصة التقصير الكبير الذي حصل يوم 19/10/2009.
وتبعه أمر إداري بتكليف الطبيب ماهر العشا المتعاقد مع مديرية صحة دمشق- مشفى ابن النفيس للعمل في المراكز الطبية التخصصية في الزاهرة الجديدة لمدة ثلاثة أشهر للتقصير في أداء عمله في قسم الإسعاف.

أما على صعيد مستشفى المجتهد فلم تنته الحكاية عند حد عقوبة التنبيه لمديره العام الطبيب عصام حريراتي فتبعها قرار إقالته بناء على طلبه وتكليف الطبيب عادل بقلة اختصاصي التخدير بتسيير أمور الهيئة العامة لمشفى دمشق لحين تعيين مدير عام للهيئة، على حين وجهت عقوبة إنذار بحق الطبيب محمود بوظو رئيس قسم الأطفال في مستشفى المجتهد لعدم كفاءة القسم في تقديم الخدمات اللازمة، ونقل الطبيب محمد قاسم مشرف اختصاص أمراض أطفال في قسم الإسعاف في مشفى المجتهد إلى مركز عش الورور الصحي وذلك للتقصير في الخدمات اللازمة، وتبعه كل من الأطباء طلال محمود ومحمد جمعة وميادة محمد وعلي الدش من مستشفى المجتهد إلى مركز عش الورور الصحي ولكن لمدة ثلاثة أشهر فقط.
جميع ما سبق من قرارات وتنبيهات وإقالة ونقل لم تعن للطفل حمزة شيئاً ذا أهمية فهو نسي ما حصل معه وسامح كل من أساء له ولصديقه علاء وبابتسامته البريئة دعا لهم «الله يسامحهم» ولا أريد شيئاً، وبذات الابتسامة الذكية شكر أطباء الهلال الأحمر والقائمين عليه، فكفاهم وغمرتهم النشوة العارمة لقاء اهتمامهم بحالته ومعالجته.

لم يمض يومان على تصريحات وزير الصحة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في وزارة الصحة حول تخصيص مراكز أخرى ضمن مشافي العاصمة لاستقبال الحالات المشتبه فيها بإنفلونزا الخنازير ورغم ذلك فإن هذه الحادثة تثبت أن تلك المراكز أو العاملين فيها غير مستعدين لمواجهة المرض فنياً أو يوجد نوع من الإهمال لابد من معالجته.
مشفى المجتهد وسط العاصمة دمشق ومشفى المواساة هي بعض من تلك المراكز الجديدة التي تحدث عنها الوزير في تصريحاته والتي أصدر بحق العاملين في أحدها قرارات عقوبات سريعة تتناسب مع الإهمال المرتكب بينما تؤكد بعض المصادر في وزارة الصحة أن ما بين الأطباء المعاقبين أحد أقارب الوزير شخصيا من جهة زوجته أي إن العقوبة تنال المخالف أياً كانت صفته أو ارتباطه العائلي مع القائمين على الأمر في الوزارات وهي تجربة يتمنى جميع المواطنين تكرارها في جميع الوزارات والجهات العامة.
القرارات التي طالت أيضاً أطباء عاملين في مشفى ابن النفيس وهو المركز الرئيسي لاستقبال حالات الإصابة تدفع للسؤال عن استعداد وإجراءات تلك المشافي لاستقبال الحالات أياً كانت سواء أمراضاً عادية أم خطيرة أم إنفلونزا الخنازير وخاصة أن فصل الشتاء على الأبواب وفي ظل ما أطلق عليه وزير الصحة المرحلة الثانية من المرض في البلاد بعد وصول الرقم إلى أكثر من مئة إصابة وتصريحاته الأخيرة حول وصول عدد الإصابات إلى 122 إصابة إلا أن هذا الرقم بحاجة إلى مراجعة دقيقة.
الرقم 122 هو عدد مجمل الإصابات المسجلة منذ ظهور المرض في سورية لدى سيدة سورية مقيمة في استراليا قدمت إلى البلاد إلى الآن وكما تؤكد وزارة الصحة أن الإصابات تتعافى باستثناء حالتين توفيتا وهي لشاب وسيدة كان لديهما مشكلات صحية مرافقة وهذا يؤكد أن عدد الإصابات الموجودة حالياً لا يزيد على عدد أصابع اليدين بزيادة أو انخفاض بسيط ما يدفع للتأكيد أنه لا حاجة للهلع أو الخوف من المرض.
اللقاح الذي قالت وزارة الصحة إنها تعاقدت مع شركات عالمية لاستيراده مع توقع وصوله بداية عام 2010 أي في ذروة موسم الشتاء فإنه لابد من التوضيح أن اللقاح عالميا يدور حوله جدل عالمي بين مؤيد ومعارض له وخاصة في ظل ما تثيره وسائل الإعلام حول ما تطلبه الشركات المنتجة من الدول المستوردة من توقيع تنازلات عن أي مطالبات قانونية في حال حصول آثار جانبية للقاح على الناس وفي ظل حديث المؤسسات الصحية على أن المرض يشابه الإنفلونزا العادية بينما تزيد أخطاره على المصابين بأمراض هي بالأساس خطرة.

في الوقت الذي تستمر فيه وزارتا الصحة والتربية بنفي تسجيل أي إصابات في المدارس على الرغم من الإشاعات التي تسري في الشارع فإن وزارة الصحة تقوم بنشر إعلانات حول الإرشادات الصحية للتوعية الصحية من مرض إنفلونزا الخنازير إضافة إلى تخصيص الرقم 3310401-011 للرد على استفسارات المواطنين حول المرض وأعراضه وطرق الوقاية منه كما تطالب المواطنين بضرورة التقيد بتعليمات وزارة الصحة من خلال تجنب ممارسة بعض العادات والسلوكيات المضرة التي تسهم بنشر العدوى ولاسيما عادة التقبيل والعناق وخصوصاً عند الأطفال الذين يتأثرون بالأمراض التنفسية والابتعاد عن الأماكن المزدحمة والتجمعات في الأماكن المغلقة واستعمال المناديل الورقية الأحادية الاستخدام عند العطاس أو السعال والتخلص منها بشكل سليم إضافة إلى المحافظة على غسل اليدين بالماء والصابون بشكل متكرر والإكثار من تناول السوائل. ‏

جابر بكر- فادي مطلق

المصدر: الوطن السورية

التعليقات

حتى الضرير لم يسلم من سيئاتكم ألم تقرؤوا عتاب الله لنبيه من أجل أبن مكتوم. كل الشكر لوزير الصحة الدكتور رضا سعيد وأتمنى على باقي مسئولي بلدي أن يتم اتخاذ أقسى وأشد العقوبات بحق من يقصر في عمله وأن لا نبقي الأمر تحت ذريعة قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق لأن من لا يؤدي عمله" وخاصة في بعض المواقع التي لها صلة مباشرة بالجمهور ومنها المشافي العامة والخاصة لأن الإنسان يبقى القيمة العليا في هذا الوطن" لا يستحق مناالرحمة لأنه بكل بساطة لم يرحم حتى نرحمه.

بسم الله الرحمن الرحيم اصلا مركز عش الورور احسن من كل المشافي هلي فصلوهن منها لذلك وزير الصحة كافئهن مو عاقبهن لانه العقوبة المثالية لهيك عالم هي سحب شهادات الطب منهن اقل ما يمكن

قرارت حكيمة و آمل أن يعتبر جميع القائمين على المستشفيات العامة و الخاصة أما فيما يتعلق بلقاح انفلونزا الخنازير فقد قرأت في أحد المواقع تعليقا يشير الى دراسة تربط بين تعاطي اللقاح و العجز الجنسي .

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...