قمة أفغانية ـ باكستانية وواشنطن تتوقع صراعاً طويلاً مع طالبان

02-04-2009

قمة أفغانية ـ باكستانية وواشنطن تتوقع صراعاً طويلاً مع طالبان

تزامناً مع قمة أفغانية ـ باكستانية في أنقرة، صعّدت «طالبان» لليوم الثاني على التوالي، أمس، لهجتها حيال الأميركيين في أفغانستان، فيما قتل الاحتلال الاميركي العشرات من المشتبه في انتمائهم إلى الحركة في البلاد، في ما بات واضحاً أنه مرحلة متقدمة من صراع الطرفين، الذي رجح جنرالات أميركيون ميدانيون أمام الكونغرس الأميركي، أن أمده سيطول، ويهدد «وجود» باكستان.
وحذر قائد المنطقة الوسطى الأميركية الجنرال ديفيد بيتراوس، أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، من أن «المتمردين» يشكلون خطرا متزايدا ليس فقط على أفغانستان، بل «خطرا أكبر على باكستان في صميم وجودها». ودافع بترايوس عن استراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما الجديدة في أفغانستان وباكستان، ووصفها بأنها «شاملة»، مؤكداً أن «الوضع في باكستان على ارتباط وثيق بالوضع في أفغانستان»، وأن تدريب الجنود الأفغان والباكستانيين ضد مقاتلي «طالبان» و«القاعدة»، سيتطلب المزيد من الوقت والمال.
وفي أنقرة، جدد الرئيسان الأفغاني حميد قرضاي والباكستاني آصف علي زرداري التزامهما بالتعاون في مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات. ووافق الرئيسان، في قمة ثلاثية استضافها الرئيس التركي عبدالله غول، على تعزيز التعاون وإضفاء الصفة الرسمية على اجتماعاتهما. وأشار غول إلى أنه تمّ الاتفاق على عقد قمة ثلاثية تعرف باسم «عملية أنقرة» مرة كل سنة، ويشارك فيها قادة الجيش ورؤساء أجهزة الاستخبارات في الدول الثلاث.
تزامن ذلك مع إعلان «طالبان» أنها ترفض أي عرض أميركي بعقد «تسوية مشرّفة»، وهو التعبير الذي استخدمته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون يوم الثلاثاء الماضي، قائلة إن الذين يتخلون عن «التطرف» من عناصر «طالبان» يجب أن يكافأوا بـ«شكل مشرّف من التسويات». أضاف المتحدث باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد، في اتصال هاتفي مع «أسوشييتد برس»، أن كلام أوباما في آذار الماضي عن ضرورة التواصل مع «المعتدلين» بين عناصر «طالبان»، هو « فكرة حمقاء».
وتابع مجاهد، وهو أحد شخصين مخوّلين التحدث باسم المجلس القيادي لـ«طالبان» الذي يترأسه الملا عمر، أن الزيادة الأميركية الجديدة التي سترفع عدد الجنود الأجانب في أفغانستان من 70 ألف جندي إلى 91 ألفاً، تدلّ على أن الولايات المتحدة ترغب بمواصلة الحرب والاحتلال، و«طالبان» لن تتوقف عن القتال إلا إذا انسحب هؤلاء الجنود. «لا سبيل آخر»، أضاف المتحدث، «نحن نريد حريتنا واحترام استقلالنا».
ميدانياً، قتل 14 شخصاً على الأقل وجرح آخرون، في انفجار صاروخين يعتقد أنهما أميركيان، استهدفا مبنى يعتقد أنه ملاذ لـ«طالبان» في منطقة أوراقزاي الباكستانية القبلية قرب الحدود الأفغانية، والتي يسيطر عليها أنصار زعيم الحركة بيت الله محسود. وأعلنت وزارة الداخلية الأفغانية بدء حملة واسعة ضد «طالبان» بالتعاون مع القوات الأجنبية، في منطقة ميديريات الواقعة بين ولايتي هلمند وأورزوغان جنوب البلاد. كما أعلنت مقتل أكثر من 30 طالبانياً في وقت سابق، في مداهمات لقواتٍ أفغانية ودولية في وسط البلاد. إلى ذلك، قتل 13 شخصاً على الأقل، بينهم مسؤولون محليون، وجرح آخرون في هجوم شنه أربعة انتحاريين واستهدف مبنى البرلمان الإقليمي ذا الحماية المشددة في قندهار، معقل «طالبان» في جنوب أفغانستان. وتبنى المتحدث باسم «طالبان» يوسف أحمدي الهجوم.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...