عرض "سيلوفان" على مسرح الحمراء يفتتح موسم المسارح والموسيقا

16-10-2012

عرض "سيلوفان" على مسرح الحمراء يفتتح موسم المسارح والموسيقا

اندمجت كل من فرقتي سمة للمسرح الراقص وكون المسرحية في عرض "سيلوفان" كصياغة أولى من نوعها على الخشبة السورية حيث برزت في هذا العرض توليفة حركية وبصرية لافتة في المزج بين الاستعراض والرقص والتمثيل ليكون العرض بمثابة ائتلاف فني زاوج بين فنون عديدة على الخشبة للوصول بفن الفرجة المسرحية إلى مصاف عالية في مقاربتها الإبداعية بين فنون الأداء المعاصرة.

وشهد عرض سيلوفان الذي افتتح عروضه أمس على مسرح الحمراء حضوراً جماهيرياً كبيراً مقدماً لوحاته الفنية بالاتكاء على إعداد مونولوجات أقرب إلى الصراخ اعتملت فيها مشاعر الراقصين بموسيقا حية قدمها كل من الفنانين نزار عمران وصلاح نامق وقصي الدقر وناريك عباجيان وجهاً لوجه مع راقصي فرقة سمة لتشكل المقطوعات الموسيقية ما يشبه فضاءً عبقرياً في رسم ميزانسين الرقص جنباً لجنب مع إضاءة لافتة للفنان أدهم سفر.
وتمكن مخرج العرض الفنان أسامة حلال من إنتاج تجاورات فنية بين الحركة والإيماء الراقص معولاً في ذلك على خبرته في التنويع على العناصر المسرحية اللازمة لبناء كتل متشابكة تعانقت جميعها تحت ثوب راقصة الباليه المعروفة حور ملص في مشهد تنتصر فيه الجماعية على أنانيات أفرادها متجهة نحو تكوينات جسدية تتطور وفق آلية خاصة تاركةً مساحات هائلة لقراءة المتفرج وتفسيره لها كل من مقعده في الصالة دون المصادرة على طبيعة الفكرة ورحابتها في الخيال الجمعي للجمهور.

واستطاع سيلوفان النجاح في مغامرته الفنية هذه مبتعداً عن الكليشيهات المستخدمة عادةً في العروض الراقصة ناقلاً نبض الشارع السوري المعاصر عبر طبيعة علاقاته بالمدينة كفضاء عمومي يسمح بحوار متمدن بين أبنائه بعيداً عن إلغاء الآخر وشطبه وتحييده ليكون المتفرج هنا أمام إسقاطات ذكية نقلت حميمية محلية خالصة بعيداً عن أجندات نشرات ومواجيز الأخبار العاجلة التي تتعرض عادةً للمعركة في مواجهة الارهاب في سورية ليكون الرقص أداةً من أدوات التواصل والبوح والمصارحة مع الذات الجماعية منها والفردية.

ولقي العرض الذي تنتجه مديرية المسارح والموسيقا بالتعاون مع صندوق المورد الثقافي حفاوةً بالغة عند الجمهور كونه تميز بجرأة عالية في تنميط رموزه وإيحاءاته الراقصة مخاطباً هواجس جيل الشباب السوري عبر فهم فني خاص يرفض العنف بكل أشكاله وفق ذائقة بصرية تناغمت فيها الموسيقا مع الضوء والحركة لتؤلف في النهاية مشهدية مسرحية جاهرت بانحيازها لمفردات المدينة السورية وإنسانها رغم كل ما يحدث من محاولات لحرف الوعي وتهميشه.
كما تمكن الكريوغراف علاء كريميد من بناء مستويات جديدة في هذا العرض متكئاً على رحابة الأفكار التي تصدى لها سيلوفان في محاكاته للاحداث في سورية متجاوزاً مفهوم الرقص الاستعراضي المجاني إلى ما يشبه مساجلات حركية تراكم باستمرار حالة من التصاعد الدرامي الحركي بمؤازرة الموسيقا والأزياء والإكسسوارات والضوء ليكون الرقص هنا عبارة عن دراما محضة تعمل على مخاطبة الجمهور وفق منطق الرسم بالجسد للخلاص إلى بنية متكاملة بين عدة فنون تتكلم عبر حوارها الدائم على المسرح.

يذكر أن عرض سيلوفان مستمر حتى 18 من الشهر الجاري وهو من إخراج وسينوغرافيا أسامة حلال كريوغراف علاء كريميد..أداء كل من حور ملص.. داري جميل.. لانا فهمي.. محمد شباط.. حسن رابح.. مازن نحلاوي.. عمر قرقوط.. حسن برزاوي.

سامر إسماعيل

المصدر: سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...