بعد 114 يوماً إطلاق سراح مراسل بي بي سي في غزة

04-07-2007

بعد 114 يوماً إطلاق سراح مراسل بي بي سي في غزة

اطلق سراح مراسل بي بي سي في غزة الان جونستون وسلم الى حركة حماس في وقت مبكر من صباح الاربعاء بعد 114 يوما قضاها قيد الاختطاف.

ووصل جونستون برفقة دبلوماسي بريطاني الى القنصلية البريطانية بالقدس عبر معبر ايريز، بعد عقده مؤتمرا صحفيا في منزل رئيس الحكومة المقال اسماعيل هنية.

وبعد وقت قليل من اطلاق سراحه تكلم جونستون، 45 عاما، باللغة العربية الى مراسل بي بي سي العربية، وقال انه "بصحة جيدة ويشكر كل من ساهم في اطلاق سراحه كما يشكر الشعب الفلسطيني ويتضامن معه".

واعتبر جونستون ان "الفترة التي قضاها في الاعتقال كانت بالغة الصعوبة لانه من الصعب جدا ان يحافظ الانسان على قواه في مثل هذه الايام".

وقال إنه شعر كمن "دفن حيا" وانه لم ير الشمس لمدة ثلاثة شهور، وانه قضى أوقاتا طويلة مكبلا بالسلاسل.

وأضاف ان الأسابيع الـ16 الأخيرة كانت أسوأ ما مرت به حياته، لكنه أكد أنه لم يتم تعذيبه خلال فترة الاعتقال غير ان خاطفيه "ضربوه قليلا" قبل نصف ساعة من إطلاقه.

وقال انه كان عانى من المرض بسبب نوعية الطعام التي قدمت له.
وأضاف " كنت أحلم مرارا بالحرية ثم استيقط لأجد نفسي في ذات الغرفة."

وقال إن خاطفيه نقلوه إلى أربعة مواقع لكنه لم يمكث طويلا في اثنين منهما.

من جانبه قال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون انه سعيد لإطلاق سراح مراسل بي بي سي في غزة.

وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده في دارة اسماعيل هنية قال جونستون انه "في بعض الاحيان كان يشعر بالخوف الكبير لان الناس الذين اعتقلوه كانوا خطرين ولم يكن ممكنا التنبؤ بتصرفاتهم".

واعتبر جونستون انه "اعتقد ان الافراج عنه كان سيتم في غضون شهر او شهرين لكن الامور طالت اكثر، وكان ذلك عاملا نفسيا ضاغطا جدا وهذا ما يشعر به بالتأكيد كل انسان يختطف"، ولكنه اضاف انه "لولا ضغوط حركة حماس لكان لا يزال معتقلا".

وفي حديث لبرنامج "العالم اليوم" لاذاعة البي بي سي العالمية قال جونستون انه "كان يعرف جيدا ان المجموعة التي اختطفته خطرة جدا، وبخاصة انه غطى خلال عمله 27 عملية اختطاف جميعها تقريبا انتهت في غضون اسبوعين"، الا انه "كان يعرف ان هناك مجموعة خطرة جدا كانت قد قامت بعمليتها الاولى في اغسطس/ آب الماضي، وكان يشعر دائما بالقلق من ان تتعرض له يوما، وقد صح هذا القلق".
وقال جونستون أيضا إن استيلاء حركة حماس على قطاع غزة ساعد على إطلاق سراحه وانهم" كانوا يشعرون براحة وأمن كبيرين خلال عملية الاختطاف، حتى سيطرت حماس على القطاع منذ عدة أسابيع."

وأضاف انهم أخبروه بـ"إطلاق سراحه ليلة الثلاثاء، عندها شعر بأنهم سيغيرون موقعه مجددا أو سيسلمونه لخاطفين جدد لكنه علم بانتهاء العملية فعلا لاحقا."

وختم قائلا ان "ما سيتذكره عن غزة ستكون الذكريات الحلوة والايام الجميلة التي قضاها"، مشيرا الى انه "يعرف الثقافة الفلسطينية والشعب الفلسطيني المضياف".

ونقلت وكالة رويترز عن جونستون قوله انه "من الجميل جدا ان يكون الانسان حرا"، مشيرا الى انه "امضى اوقاتا شعر خلالها بذعر شديد".

وقال زعيم حركة حماس اسماعيل هنية انه "تبين ان جونستون هو فعلا صديق الشعب الفلسطيني وتبين ذلك من كل العمل الذي قام به"، واضاف هنية ان "الفلسطينيين عملوا بجهد من اجل اطلاق سراح جونستون في حكومة الوحدة الوطنية و المجلس التشريعي".

وقال هنية ان "كتائب عز الدين القسام لعبت دورا كبيرا للافراج عن الان جونستون وان شباب جيش الاسلام تفهموا في الايام الاخيرة اهمية هذه القضية وكانوا متعاونين".

واختطف ناشطو جند الإسلام، وهي جماعة غير معروفه تسيطر عليها عائلة دغمش الفلسطينية بغزة، جونستون في الثاني عشر من مارس/ آذار الماضي واصدرت ثلاثة تسجيلات ظهر جونستون في اثنين منهما خلال فترة الاختطاف.

وقال إن إطلاق سراح جونستون يثبت جدية حماس في فرض الأمن والاستقرار وتعزيز استتباب النظام والقانون في غزة.

وتمنى هنية "ان تنتهي ازمة الجندي الاسرائيلي المحتجز جلعاد شاليت بصفقة مشرفة تنهي معاناة شاليت وكذلك معاناة اسرى فلسطينيين بالسجون الاسرائيلية".

وفي بيان اصدرته عبر بي بي سي قالت عائلة الان جونستون انها "بغاية الفرح لاطلاق سراح الان. وان الايام الـ114 الاخيرة كانت بغاية الصعوبة لنا، وبخاصة لآلان ولكننا لم نفقد الامل لان الان كان دائما يخبرنا عن اصدقائه في غزة وكان دائما يقول انهم دائما الى جانبه".

واضاف البيان "كنا نعرف ان آلان شخص مميز، لكن الأسابيع الاخيرة اظهرت لنا كم هو مميز بالنسبة لاصدقائه في غزة وزملائه في بي بي سي وآلاف المستمعين والمشاهدين والقراء الذين تضامنوا مع آلان، فنحن كنا نستمد قوتنا منهم في اصعب الايام".

"نريد كذلك ان نشكر كل الذين ساهموا باطلاق سراح الان بدءا من الذين سعوا لذلك في غزة، وفي الشرق الاوسط وفي بي بي سي وفي وزارة الخارجية البريطانية".

من جهتها، قالت بي بي سي في بيان لها انها "مسرورة جدا لاطلاق سراح الان فهذا خبر سار لاصدقاء الان وعائلته وزملائه"، مضيفة انها تشكر "كل الذي تضامنوا مع الان خلال ايام اعتقاله الطويلة وكل الذين عملوا على اطلاق سراحه".

وكان التلفزيون التابع لحركة حماس اول من نقل الخبر.

وقال الصحفي البريطاني إنهم عرضوا عليه حريته مقابل تسجيل احدى هذه الشرائط وانه أجبر على قول اشياء غير صحيحة خلال أحدها.

وقالوا أنهم سيقتلونه إذا لم تنفذ مطالبهم بإطلاق سراح عدد من الإسلاميين المحتجزين في بريطانيا.

وقالت مصادر مقربة من حماس للاسوشيتد برس ان جونستون سلم في بادئ الامر الى كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس.

وقال جونستون، الذي تحدث مع والده لمدة قصيرة بالهاتف، انه يتطلع للقاء عائلته باسكتلندا وانه يأسف لما عانوا منه.

واضاف انه كان يتابع إذاعة بي بي سي للاستماع للأخبار وأن الأنباء بمطالبة الكثيرين بإطلاق سراحه كانت تشعره بالراحة.

ووقع قرابة 200 ألف شخص على عريضة تطالب بإطلاق سراح جونستون.

على صعيد آخر، وصف احد مساعدي الرئيس الفلسطيني محمود عباس الطريقة التي تم بها اطلاق جونستون بـ"المسرحية" قائلا ان حركة حماس "سبق وكانت على صلة بجيش الاسلام" ووصف هذه العلاقة بـ"الاختلاف بين السارقين".

المصدر: BBC

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...