بعد نقاشات حادة البرلمان التركي يوافق على شن عمليات عسكرية ضد سورية
وافق البرلمان التركي اليوم الخميس 4 تشرين الأول/أكتوبر 2012 على طلب تقدمت به الحكومة التركية لشن عمليات عسكرية داخل الاراضي السورية. وقال نواب أتراك إن البرلمان وافق على شن عمليات خارج الحدود إذا اعتبرتها الحكومة "ضرورية".
وقد وافق البرلمان على طلب تفويض الحكومة بالتدخل العسكري لسنة واحدة ضد أهداف في سورية بأغلبية 320 نائباً مقابل رفض 93 نائباً معارضاً. وفي وقت سابق من اليوم أفاد مراسل قناة المنار في تركيا أن نقاشات حادة شهدها البرلمان التركي على خلفية رفض أحزاب المعارضة للتدخل العسكري في سورية.
وعقد البرلمان التركي، المؤيد بأغلبيته لحكومة رجب طيب أردوغان، اليوم اجتماعاً طارئاً مغلقاً للبحث في السماح رسمياً للجيش بتنفيذ عمليات في الاراضي السورية.فيما أعلن حزبان في المعارضة أنهما سيصوتان ضد الإقتراح الذي تقدمت به الحكومة.
وينص الدستور التركي على ضرورة الحصول على الموافقة المسبقة للبرلمان للقيام بعملية عسكرية خارجية.
وكانت الحكومة التركية، الداعمة للعمليات المسلحة في سورية، اعتبرت أن "الأزمة السورية تمثل تهديداً لأمن البلاد"، وأضافت أنها "تبحث في تنفيذ عمليات عسكرية في سورية"، مطالبة موافقة البرلمان على عملياتها العسكرية خارج الحدود.
إلى ذلك، قال مستشار رئيس الوزراء التركي إبراهيم كالين في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إن أنقرة لا تريد حربا مع سورية، مؤكداً إستمرار "المبادرات السياسية والدبلوماسية".
وأوضح كالين أن "لا رغبة لتركيا بحرب مع سورية، ولكن تركيا قادرة على حماية حدودها وسترد حين يكون ضرورة لذلك".
وأشار إلى أن تركيا ردت على حادث الأمس "بدون إعلان الحرب على سورية".
من ناحيته، علّق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم على القصف العسكري التركي للأراضي السورية، وقال إن دمشق أكدت لموسكو أن قصف الأراضي التركية كان "حادثاً عرضياً محزناً".
وأضاف لافروف في تصريحات أدلى بها للصحافيين خلال زيارته إلى إسلام آباد أنه يجب على السلطات التركية والسورية إقامة قناة اتصال مباشرة على ضوء التوتر على الحدود.
واعتبر وزير الخارجية الروسي أنه يتوجب على دمشق التعهد بشكل علني بعدم السماح بوقوع حوادث مسلحة جديدة على الحدود مع تركيا.
وأعرب عن أسفه لعدم تنديد مجلس الأمن الدولي بـ "العمليات الإرهابية في سورية".
ودان الاتحاد الاوروبي على لسان وزيرة خارجيته كاثرين أشتون "القصف السوري على قرية اكجاكالي التركية على الحدود"، وحث "جميع الاطراف" على ضبط النفس، حسبما ذكرت وكالة فرانس برس.
ونقلت "رويترز" عن وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ تفهمه لـ "الرد العسكري التركي على الهجوم السوري"، وتأكيده على وجوب "تفادي تصعيد الموقف".
وأضاف "نعبر عن تضامننا الشديد مع تركيا لكننا لا نريد أن نشهد تصعيدا مستمرا لهذه الحادثة."
وقال هيغ إن على الحكومة السورية أن تضمن الا "تتكرر اي حادثة من هذا القبيل حتى يمكن تفادي هذا النوع من التوتر على المناطق الحدودية مع تركيا او غيرها من دول الجوار".
كما دعا وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي أنقرة إلى "الإعتدال ولرد معقول في هذا الوضع المتوتر"، مؤكداً وجوب نزع الفتيل ووقوف بلاده إلى جانب تركيا.
وكانت الوكالة نفسها قالت إن القصف المدفعي التركي على منطقة تل أبيض السورية الحدودية تجدد صباح اليوم الخميس، ونقلت الوكالة عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من بريطانياً مقراً له، إن عدداً من الجنود السوريين قتلوا في قصف تركي ليل أمس الاربعاء على موقع عسكري سوري.
ويُشار إلى أن المعلومات التي ذكرها المرصد لم تؤكدها مصادر الرسمية للجانبين.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد