السوريون بانتظار كلمة السيد: حبس أنفاس ودعاء: ربي انصرالمقاومة

01-08-2006

السوريون بانتظار كلمة السيد: حبس أنفاس ودعاء: ربي انصرالمقاومة

الجمل ـ حسان عمر القالش : تحشرج صوته..فتدحرجت الأدمع منّا, هبط من قمة قلوب العرب الى ذرى أقدام مجاهديه وصعد بنا الى نشوة العز التي حرمنا منها ردحا قاسيا من الأزمان والحيوات. قائد يشكر من يقودهم من رجال على قبولهم له بين صفوفهم, وعلى أنهم هم القادة.. قائد مثل "السيّد" تنتظر منه جموع جماهير العرب اشارة من يده مناديا لتحرير الأرض. أذهل السيد حسن نصر الله دنيا العرب والغرب بتواضعه الياقوتي, بأخلاقه الزمرّدية وكأنها "أخلاق الصحابة" كما يقول أهل الصالحيّة في دمشق.

 

كان التنبّه والانتظار مسامير ثبّتت جسد ربيع على مقعده في مواجهة التلفاز بعد اعلان الفضائيات عن كلمة لـ"السيّد" تبث بعد قليل, تمكن النوم منه بعد أن طال الانتظار واستهلك أعصابه, ومالت زوجته هي الأخرى في غفوتها الى جانبه. دخلت الحارة كلها الى بيتي! لحّقت الكلمة من بدايتها, هكذا علّق على استيقاظه اثر بداية بث الكلمة على أصوات راديوات وتلفزيونات جيرانه.

 

صار سيد المقاومة حديث الناس في سوريا, كل الناس, فقيرهم وغنيهم, المتعلم ونصف المتعلم..فجأة صار الجلوس مع أي عابر سبيل جلوس غني ومؤنس, لا يبحث المرء عن أحاديث معلّبة ومنمقة يسلي بها وحشة المجلس مع الضيف أو عابر المجلس. فالكل – ونستعير تعابير اخوتنا الاسلاميين – يطيّب كلامه بالحديث عن لبنان وأخباره ومقاومته.

 

نبال, الفتاة المتموّضة الملبس تقول لصديقاتها أثناء افتراقها عن جمعهم: بشوفكم بـ"حيفا"..والى مابعد بعد حيفا. شاب من محافظتي طرطوس يتكلم عبر أثير راديو "صوت الشباب": نحنا العرب شو؟...ويصمت..وين بدنا نروح بحالنا بعد اللي صار بـ"قانا"؟ وشاب آخر من الجزيرة لا يعطي مجالا للمذيعة لتسأله التعريف بنفسه, فينتشل سيف قصيدة يتماهى بها أداء ومفردات مع عمر الفرّا الشاعر المعروف, ويخاطب "نصر الله" : رعد واحد اضرب أبعد, تاني تالت أبعد أبعد, تالت رابع أبعد أبعد...وهكذا ليصل الى تاسع عاشر أبعد أبعد, وحماسته كفيلة بالوصول الى ميّة ميّة وواحد, هذا ولم يعطى فرصة للتغزل بـ"خيبر واحد" الذي زلزل عروش صدر دولة العدو.

 

عمار الذي لايطيق الاعلام الرسمي كما يقول, تراه يجول في سيارته و"صوت الشباب" الاذاعة الرسمية للشباب والأغاني التي تحولت اذاعة مقاومة و"فلاشات" وملاحق اخبارية عاجلة عن أنباء لبنان تصدح بأغان لماجدة وجوليا و مارسيل تطير في أجواء الطرقات منعشة صدور الناس.

 

تحول الوطن الى "مصلى" كبير, يظلل الناس أجمعين, من كل الملل والمشارب, بصلبانهم وحجاباتهم, وعماماتهم, يصلّون, كل الى ربّه, أن ربي أنصر المقاومة, أنصر لبنان, والوطن, واحفظ الأمة.

 

الجمل

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...