الانتخابات الإيرانية والسيناريو المتوقع لعام 2009م

03-09-2008

الانتخابات الإيرانية والسيناريو المتوقع لعام 2009م

الجمل: برغم التحليلات المكثفة المتعلقة بأزمة البرنامج النووي الإيراني وما يجري وراء كواليس دبلوماسية خط طهران – واشنطن، فقد بدأت تظهر التقارير والتحليلات المتعلقة بالصراع السياسي الإيراني – الإيراني الداخلي.
* الانتخابات الرئاسية الإيرانية: السيناريو المتوقع في عام 2009م:
ستشهد الجمهورية الإسلامية الإيرانية جولة الانتخابات الرئاسية في العام 2009م وتقول التسريبات بأن أبرز المنافسين على ملف الرئاسة هم:
• الرئيس الحالي أحمدي نجاد.
• غلام رضا حداد – رئيس البرلمان السابق.
• علي لاريجاني – رئيس البرلمان الحالي.
• محمد باقر غاليبا – عمدة طهران الحالي.
وتقول التوقعات بأن هناك احتمالات بأن يرتفع عدد المرشحين خلال الأشهر القادمة.
* موقف الرئيس نجاد من ملف الرئاسة:
تقول التسريبات بأن الرئيس نجاد قد بدأ حملة إعادة ترتيب أوراقه جيداً لجهة الحصول على تأييد الأطراف وجماعة المصالح التي تمتلك القوة والنفوذ في تسيير دولاب العملية السياسية في إيران وحالياً وبحسب المعلومات الواردة فإن الرئيس أحمدي نجاد استطاع أن يكسب إلى جانبه اللاعبين الرئيسيين في إيران وهما:
• الحرس الثوري الإيراني: حيث يتمتع نجاد بدعم لا حدود له لأن نجاد هو بالأساس ابن الحرس الثوري وقد وصل إلى كرسي الرئاسة بفضله.
• المؤسسة الدينية الإيرانية: حيث تقول التسريبات بأن الزعيم الروحي الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي قد أطلق تعليقاً أشار فيه بوضوح إلى أن المرجعية الدينية ستساند بقاء الرئيس نجاد لولاية انتخابية جديدة، وتقول التسريبات كذلك بأن تصريح خامنئي جاء أمام بعض الحضور الخاص وقد ورد فيه قول خامنئي بأنه في هذه السنة النهائية اعملوا وكأنكم تعملون بطاقة العمل في السنة الأولى ولا تعتقدوا بأن هذا العام سيكون هو الأخير بالنسبة للإدارة الإيرانية الموجودة حالياً واعملوا مثل الشخص الذي يخطط من أجل العمل لخمسة سنوات قادمة.
* أبرز ردود الأفعال على تصريحات المرجع الإيراني الأعلى:
صرحت بعض المصادر الإيرانية إلى أن تصريحات خامنئي قد أثارت موجة من ردود الأفعال الغاضبة خاصة من جانب الإصلاحيين المطالبة بإقصاء الرئيس نجاد وركزت انتقادات الإصلاحيين على القول بأن المرجع الأعلى سوف لن يتخلى عن نجاد الذي أتاح له فرض سيطرته الكاملة على إيران عن طريق:
• القضاء على الإصلاحات السياسية والثقافية التي حصلت على يد الرئيس محمد خاتمي.
• الدفع باتجاه عسكرة العملية السياسية الإيرانية.
• تقييد وخنق المعارضة الداخلية.
هذا، وبرغم ردود الأفعال الإيرانية الرافضة والمؤيدة كانت خلال الفترات السابقة تركز على الموقف من الإصلاحات الداخلية فإن ملف السياسة الخارجية الذي بدا أكثر سخونة مع تزايد أزمة البرنامج النووي الإيراني والوجود العسكري الأمريكي في العراق وأفغانستان والخليج والقوقاز وباكستان، أصبح ملفاً أكثر تأثيراً على توجهات الرأي العام الإيراني الذي بات منقسماً بين طرف معتدل يطالب بالتهدئة وطرف متشدد يطالب بالتصعيد مع أمريكا والغرب.
* الانتخابات الرئاسية وتعقيدات العملية الانتخابية:
يعتبر جهاز الدولة الإيراني من الأكثر تعقيداً في العالم لجهة تعدد وتقاطع الصلاحيات ومزايا الانغلاق والانفتاح التي يتسم بها إزاء ملفات اقتسام السلة والثروة والموازنة بين الأسلوب الليبرالي المنفتح على الانتخابات والأسلوب الشمولي الذي يؤكد مركزية ومرجعية السلطة الروحية العليا.
يمكن تقسيم بنية الدولة الإيرانية إلى ثلاثة أقسام لجهة المشاركة والاختصاصات:
• القسم الأول: مؤسسات يتم تكوينها عن طريق الانتخابات وصناديق الاقتراع وهي:
- رئاسة الجمهورية.
- مجلس الوزراء.
- البرلمان.
• القسم الثاني: مؤسسات يتم تكوينها عن طريق التعيين وهي:
- المرجع الروحي الأعلى.
- القوات المسلحة.
- رئاسة القضاء.
- مجلس التنسيق.
• القسم الثالث: مؤسسات يتم تكوينها عن طريق الانتخاب والتعيين وهي:
- مجلس الخبراء.
- مجلس الحرس.
يدور الصراع السياسي بشكل أساسي بين تيارين هما: الإصلاحيون الذين يتزعمهم الرئيس السابق خاتمي والمحافظون الذين يتزعمهم الرئيس الحالي أحمدي نجاد. هذا، وعند استعراض توازن القوى الداخلي الإيراني نلاحظ الآتي:
• سيطرة المحافظين على المؤسسات التي تتم عن طريق التعيين.
• تدخل المؤسسات التي تتم عن طريق التعيين في توجيه وإعادة توجيه المؤسسات التي تتم عن طريق الانتخاب.
وعلى هذه الخلفية فقد لعبت المؤسسات التي عن طريق التعيين دوراً كبيراً في إضعاف التيار الإصلاحي لصالح المحافظين.
حتى الآن يمكن القول بأن الرئيس الحالي أحمدي نجاد وإن كان قد ضمن النجاح بنسبة 50% فإن الطريق أمامه ما زال صعباً وذلك لأن تعرض إيران لخطر العقوبات والحصار البحري أو الضربة العسكرية بلا شك سيؤدي إلى حدوث تغييرات كبيرة في توجهات الرأي العام الإيراني والذي قد يميل أكثر فأكثر لصالح الإصلاحيين وعندها سيكون صعباً على المرجعيات العليا التدخل لصالح المحافظين لأن ذلك قد يؤدي إلى حدوث ثورة شعبية يمكن أن يترتب عليها الإضرار كثيراً بنظام الثورة الإسلامية الحالي.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...