أزمة دولية في القرن الـ 21 عنوانها السكّري

09-12-2011

أزمة دولية في القرن الـ 21 عنوانها السكّري

هل يدقّ ناقوس الخطر مُنذراً باندلاع أزمة عالمية صحية معقّدة في القرن الـ 21 بسبب مرض السكّري؟ وفقاً لدراسة نشرت في مجلة «زي لانسيت» The Lancet، فإن عدد المصابين بالسكّري وصل إلى 350 مليوناً. ووفق «منظمة الصحة العالمية»، فإن هذا يمثل وباءً عالمياً (جائحة بالمصطلح الطبي)، وهي المرة الأولى التي يُحدث فيها مرض غير معد جائحة كبرى.

ونشرت «زي لانسيت» دراسة دولية أعادت تقويم معدلات الإصابة بمرض السكّري من النوع الثاني Diabetes Mellitus Type II عالمياً. ففي 2009، قدّر الخبراء عدد المصابين بالسكّري بقرابة 285 مليوناً. ووفقاً لبيانات «زي لانسيت»، بلغ عدد المصابين 350 مليوناً حاضراً. وحضّت هذه الأرقام «منظمة الصحة العالمية» على القول إن السكّري من النوع الثاني أصبح أول وباء في تاريخ الإنسانية ينتشر بطريقة غير معدية.

ويرتبط مرض السكّري من النوع الثاني عادة بأسلوب الحياة ونمطها، إذ نما بإطراد على مدار العقود الثلاثة الماضية.

وفي 1980، قُدّر عدد المصابين به بقرابة 153 مليوناً. ووصل هذا العدد في 2008 إلى قرابة 347 مليوناً. وبلغ عدد المصابين به في الصين والهند 138 مليوناً، فيما فاق العدد عينه في الولايات المتحدة وروسيا الـ 36 مليوناً.

وباستثناء إسبانيا، تعتبر أوروبا الغربية حاضراً في مأمن نسبياً من هذا المرض. إذ تتمتع هولندا والنمسا وفرنسا بنسبة منخفضة منه. وتلاحظ نسب منخفضة أيضاً في جنوب إفريقيا ودول جنوب شرقي آسيا.

في المقابل، تسجّل دول الخليج العربي نسبة انتشار للسكّري تعتبر من بين الأعلى عالمياً، إذ يُتوقّع أن تصل إلى 30 في المئة من السكان في 2030!

يعتبر مرض السكّري النوع الثاني من الأسباب الرئيسة للوفيات. ويصيب البالغين، خصوصاً من لديهم زيادة في الوزن. وإذا لم تتم السيطرة على نسبة السكر في الدم عند المريض وخفضها الى معدلاتها الطبيعية من طريق العلاج، تظهر مشاكل صحية خطيرة، تشمل الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وصولاً إلى العمى وتدهور الأعصاب الطرفية والفشل الكلوي وغيرها.

وتعتبر التغذية الغنية بالدهون والسكر مع قلّة النشاط البدني من العوامل التي تلعب دوراً رئيساً في الإصابة.

وقد لا يحتاج الأمر إلا الى تدابير بسيطة كي ينال المرضى القدرة على السيطرة على المرض في شكل جيد وصحيح، وتالياً تجنّب المضاعفات الناجمة عن هذا المرض الخطير.

وتشمل هذه التدابير الحفاظ على وزن صحي، وتناول طعام صحي يسمح بتحكم جيد بالسكر في الدم، وممارسة نشاط بدني منتظم.

وفي هذا السياق، أُجريت دراسة علمية واسعة في المملكة المتحدة أخيراً، شملت 590 مريضاً بالسكّري من النوع الثاني، ممن تراوحت أعمارهم بين 30 و 80 سنة. وأظهرت الدراسة الفوائد التي جُنيت من برامج التوعية بأهمية الغذاء الصحي بالنسبة الى مرضى السكّري. وأعطيت المجموعة الأولى من هؤلاء المرضى نصائح غذائية بمعدل 6 ساعات ونصف الساعة، خلال فترة الدراسة. وترك الآخرون لأنفسهم، مع نصيحة شدّدت على أهمية التمـسـك بإتباع العلاج. في المـجـموعة الأولى، جـاءت نتيجة فحوص السكّري في الدم، بما فيها فحص تخزين السكّري، طبيعية ومقبولة. ولم تكن النتيجة كذلك للمجموعة الثانية. ويعطي فحص تخزين السكّري معلـومات عن متوسط مـسـتوى الـسـكر فـي الدم خلال الشهور الثلاثة التي تسبق الفحص، ما يجعله معياراً لقياس نوعية السيطرة على نسبة السكر في الدم.

هشام حدّانة

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...