أيام الغضب العربي وسيناريوهات الاحتواء الأمريكي

15-02-2011

أيام الغضب العربي وسيناريوهات الاحتواء الأمريكي

الجمل: أدت حركة الاحتجاجات الشعبية الغاضبة التي اندلعت في تونس ومصر إلى سقوط نظام الرئيسين التونسي زين العابدين بن علي والمصري محمد حسني مبارك، وحالياً تشير المعطيات الجارية إلى احتمالات متزايدة لجهة اتساع نطاق هذه الاحتجاجات: فما هي المناطق الأكثر انكشافاً لاحتمالات العدوى؟ وما هي القوى الداخلية والخارجية الأكثر احتمالاً لجهة الفعالية في إشعال العدوى؟شعار وكالة المعونات الدولية الأمريكية
* المسرح الشرق أوسطي: توصيف المعلومات الجارية
تحدثت التقارير والمعلومات عن احتمالات كبيرة لجهة انتقال عدوى حركة الاحتجاجات التونسية والمصرية، وفي هذا الخصوص تشير المعطيات إلى الآتي:
•    الدول الحليفة لأمريكا هي الأكثر احتمالاً لجهة انتقال عدوى الاحتجاجات الشعبية، وفي هذا الخصوص فقد رصدت التقارير حدوث المزيد من الحراك الشعبي الغاضب في: الأردن، الجزائر، اليمن والبحرين.
•    الدول غير الحليفة لأمريكا هي الأقل احتمالاً لجهة انتقال عدوى الاحتجاجات الشعبية، وفي هذا الخصوص فإن كل الدول العربية التي ظلت بمنأى عن تجمع المعتدلين العرب لم تتعرض لأي هزات شعبية عنيفة برغم وجود المزيد من المعاناة والضغوط الداخلية في هذه الدول.
وحالياً، تقول المعلومات والتقارير بأن دولة البحرين التي تستضيف مقر قيادة الأسطول البحري الخامس الأمريكي قد بدأت خلال اليومين الماضيين وهي أكثر انكشافاً لجهة انتقال عدوى الاحتجاجات الشعبية الغاضبة، والتي وإن اتخذت مظهراً اقتصادياً مطلبياً على مستوى السطح، فإنها على مستوى العمق أكثر ارتباطاً بمشاعر عدم الرغبة في القبول بالوجود العسكري-الأمني الأمريكي المكثف في البحرين، وإضافة لذلك، فهناك حركة احتجاجات مدنية غاضبة في الجزائر، وتشير المعلومات إلى أن احتجاجات الجزائر قد دخلت مرحلة الموجة الثانية، ويقول زعماء الجماعات المدنية الاحتجاجية بأنهم سوف يسعون إلى الاستمرار في تسيير وحشد المواكب الشعبية المعارضة للنظام بشكل أسبوعي حتى تستجيب الحكومة لمطالبهم.
* النوايا الأمريكية الجديدة في مرحلة ما بعد زين العابدين بن علي-حسني مبارك
تحدثت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون مطلقة تصريحات بالغة الخطورة كشفت فيها عن نوايا الإدارة الأمريكية إزاء اعتماد سياسة خارجية أمريكية شرق أوسطية جديدة تقوم على مبدأ العمل من أجل إنفاذ برامج نشر الديمقراطية في المنطقة، وما هو جدير بالإشارة في حديث الوزيرة كلينوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتونتون يتمثل في الآتي:
-    التأكيد على رغبة الإدارة الأمريكية في المضي قدماً لجهة الاستمرار في مشروع نشر الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط الذي سبق وأن بدأته إدارة بوش الجمهورية السابقة، ولكنها توقفت عنه بسبب مخاوف  واشنطن من المؤشرات الدالة على أن عملية نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط سوف يؤدي بالضرورة إلى إسقاط حلفاء أمريكا وإسرائيل الرئيسيين في المنطقة وخصوصاً نظام زين العابدين بن علي التونسي، ونظام حسني مبارك المصري إضافة إلى النظام الملكي الأردني والملكي المغربي.
-    إن التأكيد على مساندة الإدارة الأمريكية لحركة الاحتجاجات المدنية التي ظلت تنشط بين الحين والآخر في إيران.
تقول التسريبات الأمريكية بأن واشنطن سوف تركز هذه المرة على إنفاذ برنامج نشر الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط ضمن قواعد اشتباك جديدة تقوم على مبدأ الانتقاء وذلك وفقاً للقواعد والمبادئ الحاكمة الآتية:
•    تقديم الدعم المتزايد للأنظمة الحليفة لمحور واشنطن-تل أبيب في منطقة الشرق الأوسط بما يتيح لهذه الأنظمة التغلب على مشاكلها الداخلية إضافة إلى التعاون مع هذه الأنظمة لجهة التغلب على المعارضة الداخلية.
•    تقديم الدعم المتزايد لحركات المعارضة الناشطة لجهة استهداف الحكومات الشرق أوسطية غير الحليفة لمحور واشنطن-تل أبيب وذلك عن طريق الدعم المباشر لحركات المعارضة وفي نفس الوقت تشديد الضغوط  ضد الأنظمة والحكومات غير الحليفة لواشنطن.
هذا، وأشارت التسريبات إلى أن واشنطن سوف تسعى إلى اعتماد أسلوب المسار المزدوج في البلدان الشرق أوسطية ذات الحكومات والأنظمة الحليفة لمحور واشنطن-تل أبيب بما يتطلب السعي الأمريكي لدعم النظام من أجل البقاء والاستمرار، ولكن، إذا تزايدت المعارضة ووصلت إلى نقطة اللاعودة، في هذه الحالة، يتوجب على واشنطن السعي من أجل دعم صعود البديل السياسي الذي يؤمن الاستقرار والارتباط والعلاقات التعاونية مع واشنطن.
تأسيساً على تطورات الأحداث والوقائع الشرق أوسطية الجارية، من المتوقع أن تسعى وكالة المعونة الأمريكية إلى إعادة ترتيب جدول أعمالها في منطقة الشرق الأوسط وفقاً للأولويات والأسبقيات الجديدة، وما هو لافت للنظر أن واشنطن لم تعد تملك ما يكفي من المال لإشباع نهم حلفاءها الشرق أوسطيين والذين ثبت أنهم يحولون أموال المعونة الأمريكية لمصالحهم الشخصية الخاصة. إضافة لذلك، فمن المتوقع أيضاً أن تسعى واشنطن إلى تفعيل دور المجتمع المدني لجهة دفعها من أجل اعتماد أداء سلوكي شرق أوسطي يقوم على الانتقائية، بحيث تركز وتشدد الانتقادات ضد خصوم أمريكا، وفي نفس الوقت تغض النظر عن حلفاء أمريكا في المنطقة مهما كانت انتهاكاتهم أكثر ضرراً لمصالح وحريات شعوبهم!

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...