الأسد والحريري:توقيع 17اتفاقية ومذكرة تفاهم لا تشمل التنسيق الخارجي

19-07-2010

الأسد والحريري:توقيع 17اتفاقية ومذكرة تفاهم لا تشمل التنسيق الخارجي

 شكّلت زيارة الرئيس الحريري الى دمشق أمس على رأس وفد وزاري موسع محطة مفصلية على طريق تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها. وبرغم انه سبق للحريري ان زار دمشق أربع مرات في مناسبات مختلفة، إلا ان الزيارة الخامسة بدت وكأنها الاولى من حيث مساهمتها في تنظيم العديد من جوانب العلاقات الثنائية على أسس واضحة. ولكن الانجاز الذي حصل أمس، يظل ناقصا في ظل تأخر التفاهم حول اتفاقية الامن والتنسيق الخارجي، وهو الجانب الذي يعلق عليه الجانب السوري الكثير من الاهمية. الأسد والحريري وخلفهما المعلم والعريضي والشامي والحاج حسن والصفدي ونجار وعبود والحسن وأوغاسبيان.
وكان لافتا للانتباه ان «هيئة المتابعة والتنسيق» اجتمعت برئاسة الحريري ورئيس الوزراء السوري محمد ناجي العطري تحت سقف «معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق» و«المجلس الأعلى اللبناني السوري»، كما جاء في البيانات الرسمية. واستقبل الرئيس بشار الاسد الرئيس الحريري والوفد الوزاري اللبناني المرافق، مؤكدا ضرورة وضع آليات عمل وخطط تنفيذية لتحويل الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها بين الجانبين إلى التنفيذ العملي ومتابعتها لإزالة العقبات التي يمكن أن تعترض تنفيذها، وشدد على أهمية البحث عن آفاق جديدة للتعاون في إطار رؤية استراتيجية لتحقيق التكامل بين سوريا ولبنان.
وفي حين عاد الوزراء الى بيروت، أمضى الحريري ليلته في دمشق حيث التقاه الرئيس الاسد بشكل منفرد على مأدبة عشاء مساء أمس، استكملا خلالها المباحثات. وأبلغت أوساط مطلعة ان اللقاء الليلي بين الاسد والحريري اتسم بالاهمية وجرى خلاله التطرق الى المسائل السياسية بعمق، وخصوصاً ما يتصل منها بالكلام الأخير للسيد حسن نصر الله حول المحكمة الدولية.
ومن المتوقع أن يكون الأسد قد بادر خلال اللقاء إلى مناقشة الحريري في القراءة التي عرضها أمامه العماد ميشال عون خلال زيارته الأخيرة إلى سوريا والتي أعاد عرضها أمام السيد نصر الله الأسبوع الماضي، وقد تم نشر مضمونها الأساسي السبت الماضي.
وقالت مصادر وزارية  إن التوقيع على الاتفاقيات ومذكرات التفاهم فتح صفحة جديدة في العلاقة بين البلدين، وشكّل محطة اساسية في اتجاه تطويرها على قواعد مؤسساتية. ولكن المصادر لفتت الانتباه الى ان الانجاز الذي تحقق يحتاج الى متابعة واستكمال، بما يسمح بالبناء عليه في المستقبل، وإلا فانه لن يكون كافيا لوحده من أجل النهوض بكل متطلبات البلدين، مشيرة الى ان النفس السوري كان ممتازا خلال الاجتماعات.
وفي حين شدد الحريري على ان علاقته مع الرئيس الأسد مبنية على الصدق والصراحة والتفاهم، لأن ذلك في مصلحة البلدين، تجنب الخوض من دمشق في السجال الداخلي حول المحكمة الدولية، داعيا الجميع الى التحلي بالهدوء في هذه المرحلة مهما كانت الصعاب والتعامل مع كافة الأمور بشكل هادئ، لان لا شيء يستدعي أي احتقان.
وردا على قول السيد حسن نصرالله بان المحكمة الدولية هي مشروع اسرائيلي، اكتفى الحريري بالقول: لقد تم اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وهناك تحقيقات جارية ومحكمة تقوم بعملها في هذا الإطار، وهذا الشأن نتحدث فيه في لبنان وليس هنا.

وأكد العطري من جهته انه سيلبي قريبا دعوة الحريري لزيارة لبنان، وأكد أنه عندما يكون لبنان قويا فإن سوريا تشعر بالارتياح، ولبنان ايضا يريد أن يكون الجسم السوري معافى، فالأمن والاستقرار
في لبنان وسوريا متبادلان. وأمل في ان يصل حجم التبادل التجاري بين البلدين الى مليار دولار شرط ان ننجز الأرضية والوسائل اللازمة لتسهيل هذا التبادل.
أما وزير الخارجية وليد المعلم، فاعتبر تعليقا على التسريبات حول إمكانية صدور قرار ظني يتهم حزب الله «إن إسرائيل قد تكون تعلم ماذا سيتضمن القرار، لكن نحن في سوريا نعتقد أن موضوع المحكمة الدولية شأن لبناني». وحذّر من تسييس المحكمة، لأنها «ستبتعد حينها عن الحقيقة»، مؤكدا أن سوريا ستحاكم أي سوري يثبت تورطه بالدليل القاطع (في جريمة الاغتيال) بتهمة الخيانة العظمى.
وأوضح أن زيارة الرئيس الأسد إلى لبنان ستتم هذا العام، آملا في «أن تتوفر الظروف الملائمة لتكون من الزيارات التاريخية الناجحة».ودعا الى عدم إحصاء عدد الزيارات المتبادلة، لانها من الآن وصاعدا ستكون مكثفة.
وصدر عن اجتماع هيئة المتابعة والتنسيق السورية اللبنانية بيان ركز على «أهمية تفعيل التعاون والتنسيق بين البلدين في مجال السياسة الخارجية وفي مجالي الدفاع والأمن». كما أكد البيان تصميم الجانبين على السير قدما بتعزيز وتطوير العلاقات وإزالة كل ما من شأنه أن يعرقل مسيرة التعاون الثنائي. وجدد التزام الدولتين بـ«الثوابت الاستراتيجية المشتركة والعمل على ترسيخ علاقات سورية ـ لبنانية تقوم على الاحترام المتبادل لسيادة واستقلال كل منهما».

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...