بين سورية وبريطانيا متطوعون يتبادلون الخبرات

24-05-2010

بين سورية وبريطانيا متطوعون يتبادلون الخبرات

كانت المرة الأولى في حياة سمر التي اختبرت فيها التفكير والعمل لأجل قضايا لا تخصها وحدها، وإنما قضايا ذات طابع «عالمي» تشترك معظم دول العالم بالعمل لأجلها، مثل أهمية التعليم والعمل الجماعي والتفاهم المتبادل بين الثقافات المختلفة. تصف الشابة تجربة اشتراكها في برنامج التبادل العالمي بقولها: «أعتقد أن تفكيري أصبح أكثر انفتاحاً فأنا الآن أملك نظرة أوسع الى العالم».

بدأت سمر العمل منذ أشهر عدة ضمن فريق ضم ستة عشر شاباً وشابة نصفهم سوري والنصف الآخر بريطاني أمضوا ثلاثة أشهر في العمل التطوعي في مدينة دمشق، ثم سافروا إلى بريطانيا ليعملوا هناك في خدمات تطوعية أخرى. قبل السفر تحدث الفريق لـ «الحياة» عن هذه التجربة المثمرة، وقالت سمر أن أكثر أيام التدريب إفادة ومتعة هي عندما قامت مع نظيرتها البريطانية ايما بتعليم الفريق كيفية مساعدة العجزة.

وبرنامج التبادل العالمي هو برنامج تطوعي ثقافي يتيح تبادل المتطوعين الشباب بين البلاد المختلفة، تـنظمه وتديره «خدمات التطوع بلا حدود» بالتـعاون مع «المجلـس الـثـقافـي البريـطـاني»، ويتم تطبـيقه في سورية بالشراكة مع «مـشروع شباب» التابع للأمانة السورية للتنمية. وهدف البرنامج بحسب القائمين عليه يكمن في فكرة التبادل لأن المطلوب من الشباب المشتركين أن يعملوا معاً ليتبادلوا الخبرات ويتعلموا من تجارب الآخرين، ويدركوا المسائل المشتركة التي تواجه كل الشعوب، بما يفيد في تنمية مهاراتهم لخدمة مجتمعاتهم المحلية.

وشارك المتطوعون في العمل مع جمعيات أهلية منها جمعية «بسمة» لمـساعـدة الأطفال المصابين بالسـرطان، وجمعية «قرى الأطفال» و «دار زيد بن حارثة» اللتان تساعدان الأطفال الأيـتام والمحتاجين، و «دار الكرامة» لرعاية المسنين، ومنظمة «آمال» التي تـعـمل لتحــسـين حـياة المـعوقيـن، وجـمعـية «تـطـوير دور المرأة»، و «مؤسـسة رضا سعيد الخيرية» التي قالت انها لمست تطور المتطوعين يوماً بعد يوم. فقد «زاد وعيهم بالحلول البديلة وتطبيقهم لها، كما تعددت وسائل تعلمهم وتطورت قدرتهم على حل المشكلات التي تواجههم، كما زاد اهتمامهم بالشؤون الدولية وزادت معارفهم في شكل عام، كما جاء في بيان المؤسسة.

وبدأت تجربة تبادل الشباب المتطوعين هذه بين سورية وبريطانيا خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث تم التبادل في السنة الأولى بين مدينتي حلب وغلاسكو، وفي السنة الثانية بين مدينتي حمص ولوتن، وهذه السنة بين مدينتي دمشق ونيو كاسل.

ويبدو أن عنصر التبادل هو الأهم من وجهة نظر كات وهي متطوعة بريطانية، وجدت في هذه التجربة فرصة فريدة من نوعها لفهم ثقافة مختلفة عن ثقافتها من خلال العيش والعمل في المجتمع المحلي، فالبرنامج لم يقف عند عمل المتطوعين معاً كفريق، وإنما قام بتأمين إقامتهم مع عائلات مضيفة من البلد نفسه.

عائلة الجرف، واحدة من الأسر المضيفة في سورية، رأت أن هذا البرنامج يفيد المشارك من خلال انتقاله للعيش مع عائلة جديدة وبالتالي معايشة عادات مختلفة وطعام جديد وشريك من بلد آخر مما يضيف لشخصيته المرونة والقدرة على التأقلم مع أي ظرف كان. وهو ما أثنت عليه يمامة العريبي مديرة مشروع «شباب» منوهة بما أبداه الشباب والشابات البريطانيون من تفهم وإدراك لخصوصية المجتمع السوري وتقاليده وانخراطهم فيه بسرعة.

ويحدد برنامج التبادل العالمي هذا للمشتركين فيه قواعد سلوكية يطلب منهم الالتزام بها أبرزها الامتناع عن تناول المشروبات الكحولية، أو الدخول في علاقة حميمة ضمن أعضاء المجموعة أو مع المجتمع المضيف، أو المشاركة في أي نشاط أو عمل ذي عائد مادي شخصي، إضافة إلى الالتزام بقوانين البلد المضيف وقواعد سلوكية أخرى توضحها استمارة طلب الاشتراك التي تركز على معاملة الجميع في شكل متكافئ وباحترام، بغض النظر عن الاختلافات.

لينا الجودي

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...