ويليام أودم: غزو العراق أكبر خطأ استراتيجي في تاريخ أمريكا

09-04-2006

ويليام أودم: غزو العراق أكبر خطأ استراتيجي في تاريخ أمريكا

قال المدير السابق لوكالة الأمن القومي الأمريكية الجنرال المتقاعد ويليام أودم إن غزو العراق قد يكون أكبر خطأ استراتيجي في تاريخ الولايات المتحدة. وجادل في ندوة موسعة بجامعة واتسون الأمريكية في مدينة بروفيدنس بولاية رود آيلاند يوم الجمعة قائلا "إننا لم نرى بعد العواقب الأكثر سوءا."
وقال أودم إن مسار العمل الأفضل هو الانسحاب من العراق بأسرع وقت ممكن مؤكدا أن إطالة أمد بقاء القوات الأمريكية في العراق سيؤدي إلى إيجاد مزيد ممن أسماهم "الإرهابيين". لكنه استدرك قائلا إنه حتى الانسحاب السريع من العراق سوف يؤدي إلى عالم غير مستقر وأن ذلك سيثير شكوكا متزايدة حول قدرة الولايات المتحدة على أن تكون قائدة له موضحا أن الإمبراطورية التي وصفها بـ"الناجحة جدا" التي خلقتها الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية تتآكل الآن وربما تنهار، وأن ذلك بدأ في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون. وقال إن الإمبراطورية الأمريكية قامت على أساس أيديولوجي وليس على الأرض وحققت أموالا، وأن هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 قد جلبت للولايات المتحدة دعما دوليا غير مسبوق لكن الرئيس جورج بوش بعد 18 شهرا حول الولايات المتحدة إلى أكثر دولة مكروهة في العالم عندما أطلق تعبير "محور الشر" في خطابه حول حالة الاتحاد في مطلع عام 2003 الذي خصصه لوصف العراق وكوريا الشمالية وإيران كأعداء للولايات المتحدة.
وقال أودم إن حكومة بوش قد استخدمت معلومات استخبارية كاذبة حول أسلحة دمار شامل لتبرير غزو العراق وعندها تجاهل الرئيس بوش معظم الحلفاء الدوليين للولايات المتحدة مهملا إياهم عندما عارضوا الحرب على العراق. وأضاف أن غزو العراق قد خدم مصالح إيران والقاعدة أكثر مما خدم مصالح الولايات المتحدة موضحا "العراق الآن مفتوحا للقاعدة، التي لم تكن هناك من قبل. وهناك حرب أهلية مشتعلة وإيران تتدخل والجيش الأمريكي قد انتشر إلى أقصى طاقته."
واتهم أودم الرئيس بوش بعدم فهم طبيعة القوة الأمريكية التي قال إنها تعتمد على الحلفاء واحترام القانون الدولي، وقال "إن الحكومة (الأمريكية) ارتكبت مزيدا من الأخطاء.. لقد خلقت عدم استقرار باتخاذها منهجا مختلفا مع العديد من الدول حول التسلح النووي الأمر الذي قد يسفر عن مزيد من الأسلحة النووية في العالم." وقال إن حكومة بوش أعلنت حربا عالمية "غبية" على الإرهاب كتكتيك وليس كعدو، وأن النتيجة قد شجعت على الحكم المسبق ضد المسلمين وهي أيضا تتميز بالنفاق، مؤكدا أن الولايات المتحدة قد استخدمت طويلا الإرهاب كتكتيك.
وشكك أودم في صدق نية حكومة بوش بإقامة ونشر الديمقراطية الدستورية في بلدان قال إن الجماعات الرئيسية من سكانها تكره وتقتل بعضها البعض منذ سنين.
وقال أودم إنه ينبغي على لارئيس بوش أن يطلب من جنرالاته العسكريين وضع خطة لسحب القوات الأمريكية من العراق في غضون بضعة أشهر.
وتنبأ أودم أنه بعد الانسحاب فإن العراق سينقسم إلى ثلاثة أقاليم: كردي وشيعي وسني وكلها ستعمل على إخراج جماعة القاعدة من أراضيها حيث قد تتجه شمالا لمهاجمة روسيا وتركيا وعندها سيكون الإرهابيون مشكلة أكبر لأوروبا.
وأوضح أودم أن بوش لن يتراجع عن موقفه الحالي الذي يدعو فيه غلى مواصلة الحرب على العراق إلا إذا بدأ الجمهوريون في الكونغرس يغيرون من مواقفهم تجاه الحرب مشيرا في هذا الاتجاه إلى عدد من الأعضاء الجمهوريين في مجلس النواب الأمريكي الذين بدأوا الحديث عن ضرورة فتح النقاش واسعا في الكونغرس حول جدوى الحرب ومن بين هؤلاء النائب عن ولاية كارولينا الشمالية والتر جونز الذي قال أودم عنه إنه يشارك في كل مآتم الجنود الأمريكيين القتلى في العراق في ولايته.

 

المصدر :الوطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...