مسلسل التحالفات الأمريكية الجديدة والصراع مع موسكو على دول شرق أوروبا

25-10-2009

مسلسل التحالفات الأمريكية الجديدة والصراع مع موسكو على دول شرق أوروبا

الجمل: نفذ السيناتور جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال الأسبوع الماضي جولة دبلوماسية فائقة الأهمية (لم تجد التغطية الكافية بسبب تسليط الأضواء على مفاوضات إيران مع مجموعة "5+1" في جنيف) التي زار خلالها كل من بولندا ورومانيا والتشيك.
* جدول أعمال جولة بايدن:
على أساس الاعتبارات الإجرائية تضمنت بنود جدول أعمال جولة السيناتور بايدن أربعة بنود أساسية هي:
• العلاقات التجارية: وتضمنت التفاهم حول أوضاع الميزان التجاري الأمريكي مع كل واحدة من الدول الثلاثة، وأكد بايدن على رغبة واشنطن بالقيام برفع معدلات التبادل التجاري معها.
• المعاملات الاستثمارية: وتضمنت التأكيد على رغبة واشنطن لجهة القيام بضخ المزيد من تدفقات رأس المال المباشرة وغير المباشرة في اقتصاديات الدول الثلاثة إضافة لرغبة واشنطن في التأثير على صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لتفعيل برامج التمويل والدعم اللازمة لاقتصاديات الدول الثلاثة.
• الانتعاش الاقتصادي: وتضمنت التفاهم على إدراك واشنطن لمدى أهمية عملية الإصلاح الاقتصادي في الدول الثلاثة إضافة لتقديم المساعدة اللازمة لاقتصادياتها من أجل التغلب على تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية وتجاوز ضغوط الأزمات الاقتصادية الداخلية وذلك بما يتيح أمام اقتصاديات هذه الدول تحقيق المزيد من الانفتاح والاندماج ضمن آليات اقتصاد السوق.
وقد اختتم السيناتور بايدن زيارته مكتفياً باللقاءات التي لم تتضمن التوقيع على أية اتفاقيات حقيقية واكتفت فقط بالتفاهم وتقريب وجهات النظر المتبادلة بين قيادة الدول الثلاث والولايات المتحدة.
* النوايا الأمريكية الجديدة: الأبعاد غير المعلنة:
تقول التسريبات بأن جولة بايدن هدفت إلى تحقيق عدد من الأهداف الرمزية الساعية باتجاه ضبط إدراك حلفاء واشنطن ضمن مفهوم ينطوي على الآتي:
• تأكيد واشنطن لكل من بولندا ورومانيا وجمهورية التشيك أن تحسن العلاقات الأمريكية – الروسية ليس معناه أن علاقات واشنطن ستتدهور مع بولندا ورومانيا والتشيك.
• إن قرار إدارة أوباما الأخير بالتخلي عن مشروع نشر شبكة الدفاع الصاروخي في وسط أوروبا ليس معناه أن واشنطن قررت التخلي عن أعباء الدفاع عن حلفائها الممثلين بالدول الثلاثة وتركهم بلا غطاء دفاعي في مواجهة الخطر الروسي.
• التأكيد على سعي الولايات المتحدة عل الاتفاق مع موسكو من أجل الحصول على الدعم الروسي إزاء الملف النووي الإيراني والملف الأفغاني وبملف كوريا الشمالية ليس معناه أن واشنطن ستقوم بعقد صفقة تتضمن مقايضة علاقاتها مع بولندا ورومانيا والتشيك.
• التأكيد على إدراك واشنطن بأن انسحابها من تحالفاتها في وسط أوروبا سيترتب عليه فراغ استراتيجي خطير وبالضرورة فإن موسكو ستتقدم لملئه وبالتالي فستظل واشنطن تمسك بمبدأ عدم الانسحاب من المنطقة مهما كان الثمن.
وتشير معطيات الوقائع الجارية أن السيناتور جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي ظل طوال الفترة الماضية أكثر انهماكاً وتركيزاً على القيام بتعزيز ملفات السياسة الخارجية الأمريكية إزاء الآتي:
• دبلوماسية إبعاد دول وسط وشرق أوروبا عن موسكو لإضعاف علاقاتها مع روسيا وتقويتها مع أمريكا.
• دبلوماسية استخدام دول شرق ووسط أوروبا من أجل بناء تحالف أمريكي يتيح لواشنطن استخدامها للقيام بدور "حصان طروادة" الأمريكي داخل حلف الناتو وداخل الاتحاد الأوروبي.
• دبلوماسية تفعيل استخدامات المسار المزدوج بحيث تتعامل واشنطن بشكل مباشر مع دول شرق ووسط أوروبا عندما تتصاعد التوترات على خط واشنطن – موسكو وتتعامل واشنطن بشكل غير مباشر عن طريق إسرائيل عندما تكون واشنطن منخرطة في علاقات تعاون مع موسكو.
تقول المعلومات أن نائب الرئيس جو بايدن نجح من خلال زيارته الثلاثية في التفاهم مع هذه الأطراف لتعزيز تعاونها مع إسرائيل، وبكلمات أخرى أكمل السيناتور بايدن ما بدأته جولة وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك التي تمت خلال الأسبوعين الماضيين إلى هذه المنطقة، وهذا يعني أن بايدن أكد لهذه الدول أن التعاون العسكري – الأمني الأمريكي معها سوف لن يتوقف ولأن أمريكا تسعى لتهدئة وترتيب علاقاتها مع موسكو فإن تل أبيب ستكون هي القناة والنافذة التي ستتعامل عن طريقها واشنطن مع هذه البلدان.
* الإدراك الروسي لجولة بايدن؟
تعاملت موسكو بالكثير من الشكوك إزاء جولة السيناتور جو بايدن وتقول المعلومات أن موسكو أظهرت ردود الفعل الآتية من خلال تصريحات كبار المسؤولين في الكرملين:
• التأكيد على أهمية بلدان وسط وشرق أوروبا بالنسبة للأمن القومي الروسي.
• التأكيد على رغبة موسكو في أن تكون هذه الدول حيادية.
• التأكيد على أن التحركات الدبلوماسية الأمريكية التي ظل يقوم بها المسؤولون الأمريكيون للمنطقة عمقت الشكوك الروسية إزاء مصداقية واشنطن في سعيها الأخير لتعزيز علاقاتها معها.
أضافت المعلومات أن الرد الروسي على زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي وزيارة السيناتور جو بايدن إضافة لزيارات وزير الخارجية الأمريكية كلينتون وجدت رداً واضحاً من موسكو من خلال المناورات العسكرية الروسية – البيلاروسية التي تم إجراؤها على خلفية التعامل مع فرضية احتمالات التعرض للهجوم القادم من الغرب.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...