مخاوف على حياة أسرى «الأمعاء الخاوية»: ثمانية في المستشفى بصفة مشاريع شهداء

09-05-2012

مخاوف على حياة أسرى «الأمعاء الخاوية»: ثمانية في المستشفى بصفة مشاريع شهداء

تزايدت المخاوف على حياة الأسرى الفلسطينيين المشاركين في معركة «الأمعاء الخاوية»، وذلك بعد نقل ثمانية منهم إلى المستشفيات على أثر تدهور خطير في وضعهم الصحي.
وحسب ما ورد من داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي حول معركة «الأمعاء الخاوية» أفيد عن تدهور خطير جداً في صحة ثمانية أسرى مضربين عن الطعام احتجاجاً على اعتقالهم الإداري المتواصل منذ سنوات، وهم بلال ذياب وثائر حلاحلة (مضربان عن الطعام منذ 72 يوماً)، وحسن الصفدي (66 يوماً)، وعمر أبو شلال (64 يوماً)، ومحمد التاج (56 يوماً)، ومحمود سرسق (50 يوماً)، وفارس الناطور (44 يوماً)، وجعفر عز الدين (49 يوماً). فلسطينيون يتظاهرون دعماً للأسرى في نابلس أمس (أ ف ب)
وقال المحامي الفلسطيني محمود حسان، الذي قام بزيارات للأسرى المضربين، في حديث إلى «السفير»، إن «الأسيرين بلال دياب وثائر حلاحلة دخلا في حالة خطر شديد ـ وقد يفارقان الحياة في أي لحظة». وأضاف «بلال ذياب وضعه الصحي صعب جداً، حيث فقد معظم عضلاته واستهلك جسده كل ما لديه من دهن، وقلبه يتغذى حالياً على العضلات، ما قد يسبب موتاً مفاجئاً له».
أما بالنسبة لثائر حلاحلة، فأكد المحامي حسان أنه يمر في الظروف ذاتها، مشيراً إلى أن السجانين يحضرونه إلى زيارة المحامي على كرسي نقال «وهو يشعر بالدوار باستمرار، ويعاني من فقدان التوازن. وقد فقد 30 كيلوغراماً من وزنه، وأظهر آخر فحص طبي له أن قلبه ضعيف جداً، حيث بلغ عدد نبضاته خمسين نبضة في الدقيقة».
وقال المحامي حسان إن الأسيرين ذياب وحلاحلة مصمّمان على مواصلة الإضراب «حتى النهاية»، مشدداً على أنهما «في كامل وعيهما ولم يدخلا في حالة غيبوبة».
وكانت ما تسمى بـ«محكمة العدل الإسرائيلية» رفضت أمس الأول التماساً للإفراج عن الأسيرين ذياب وحلاحلة، وهما قياديان في حركة الجهاد الإسلامي، بداعي أنهما ما زالا «يشكلان خطراً على إسرائيل».
إلى ذلك قال المحامي حسان إن الأسير محمود سرسق، وهو من قطاع غزة، ومعتقل منذ عام 2009 بداعي أنه «محارب غير قانوني» مضرب عن الطعام منذ 50 يوماً وحالته الصحية مبعث قلق»، مشيراً إلى أنه «يعاني من دوار وصداع في الرأس وآلام في الفخذ والكلى، وقد وقع أرضاً مرات عديدة مغشياً عليه ما تسبّب بجروح حادة في رأسه ووجهه».
وأضاف حسان أن الأسير جعفر عز الدين، المضرب عن الطعام منذ 50 يوماً، أصيب بجروح مماثلة بعدما سقط قبل أيام هو الآخر مغشياً عليه. ولفت المحامي إلى أن «الأسرى الموجودين في المستشفى بسبب إضرابهم كلهم مشاريع شهداء، لأن إضرابهم يتسبب في ضمور عضلاتهم وفي أي لحظة قد يفارقون الحياة بسبب توقف مفاجئ لعضلة القلب».
ويواصل أكثر من ألفي فلسطيني إضراباً عن الطعام منذ 23 يوماً متواصلة وسط توقعات باستمرار ارتفاع عدد الأسرى المضربين داخل السجون الإسرائيلية خلال الشهر الحالي، حيث وردت أنباء عن دخول جماعي لنحو 500 أسير خلال الأيام العشرة المقبلة، تليها أعداد مماثلة على التوالي، حتى يُضرب جميع مَن في السجون وعددهم 4700.
وقال المحامي حسان «أعتقد أن استمرار الإضراب وزيادة أعداد المضربين سيسبب إحراجاً كبيراً لإسرائيل التي بدأت تتعرّض لضغوط من المؤسسات الدولية». وأضاف إن «إسرائيل تحاول المماطلة وتظهر أنها غير مهتمة، لكنها حالياً قلقة جداً، فالإضراب بشكل عام يشكل ضغطاً قوياً عليها لا سيما بعد بيان الصليب الأحمر الذي حذّر من أن حياة الأسرى في خطر».
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر طالبت بنقل 6 معتقلين فلسطينيين مضربين عن الطعام إلى المستشفى، وذلك إثر تدهور وضعهم الصحي. وقال خوان بيدرو شيرر، رئيس وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الأراضي المحتلة، في بيان صدر من جنيف «نطالب بإلحاح سلطات السجون بنقل المعتقلين الستة إلى مستشفى بحيث يمكن مراقبة وضعهم بشكل دائم ومنحهم العناية الطبية».
وفي بروكسل، قال الاتحاد الأوروبي في بيان إن «بعثاته في القدس ورام الله عبرت عن قلقها تجاه تدهور الحالة الصحية للفلسطينيين المعتقلين إدارياً في إسرائيل والمضربين عن الطعام منذ ما يزيد عن شهرين».

 أمجد سمحان

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...