قمة الـ٢٠ في واشـنطن اليـوم: حلـول مؤجلـة ووعـود بالوقايـة

15-11-2008

قمة الـ٢٠ في واشـنطن اليـوم: حلـول مؤجلـة ووعـود بالوقايـة

يجتمع قادة الدول الصناعية والناشئة الكبرى للمرة الأولى في واشنطن، اليوم، في إطار قمة »مجموعة العشرين« التي تعتزم وضع استراتيجية منسقة لمواجهة أسوأ أزمة مالية عالمية منذ أزمة ،١٩٢٩ ويعتقد أنها ستقترح إنشاء هيئة لمراقب أكبر ٣٠ مصرفاً في العالم، فيما واصل سعر النفط الخام الأميركي انخفاضه بنحو دولارين إلى دون ٥٥ دولاراً للبرميل.
وذكرت صحيفة »واشنطن بوست« الأميركية أمس، أن القمة ستتخذ قراراً بإنشاء »هيئة مراقبين« ستضمّ »المنظمين الدوليين لتنسيق مراقبة ٣٠ مؤسسة من كبرى المؤسسات المالية العالمية«، بهدف »إضافة مستوى مراقبة جديد للمصارف ورصد أي مجازفة مبالغ فيها«. وأكد متحدث باسم الرئيس جورج بوش دعم البيت الأبيض إنشاء تلك الهيئة، لافتاً إلى أن »عددا« من هيئات المراقبة موجود سلفا. وذكرت »واشنطن بوست« انه خلال مناقشة برلمانية أمس الأول، أيدت خمسة من اكبر صناديق المضاربات، وخصوصا الصندوقين العائدين إلى المتموّلين جورج سوروس وجون بولسون، إخضاع أنشطتها لقوانين من هذا النوع.
ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية قولها إن »الولايات المتحدة والدول الأوروبية واليابان وأكبر الدول النامية على وشك التوصل أيضا إلى اتفاق لاستحداث نظام وقائي مبكر،
بغية رصد مواطن الضعف في النظام العالمي« المالي، قبل أن تتخذ بعداً خطيراً. وأشار المتحدث باسم البيت الأبيض إلى أن القمة ستعهد إلى صندوق النقد الدولي بدور »الكشف عن الأخطار التي يرى أنها تهدد الاقتصاد العالمي، علما انه يؤدي حاليا هذا الدور بشكل جزئي«. أضافت الصحيفة نقلا عن مسؤولين رسميين، انه، واستجابة لدعوات شركاء الولايات المتحدة إلى تعزيز الشفافية في أسواقهم، فإن الاحتياطي الفدرالي الأميركي »سيعلن قريبا إنشاء غرفة تعويضات للمساعدة في الحد من الأخطار التي قد تطاول« بعض عقود التأمين.
في هذه الأثناء، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن المقاربتين الروسية والأوروبية اللتين سيتمّ عرضهما في قمة »مجموعة العشرين« بشأن الأزمة المالية، هما متقاربتان جداً. جاء كلام ساركوزي خلال مؤتمر مشترك مع نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف في مدينة نيس الفرنسية أمس، حيث عقدا اجتماعاً وطارا من بعده معاً إلى واشنطن.
وفي السياق، حثّ ائتلاف من شركات الأعمال من مختلف أرجاء العالم قادة »مجموعة العشرين«، على الدفع سياسياً من أجل إنهاء جولة الدوحة لمحادثات التجارة العالمية، وعلى عدم المساس بالنظام الجمركي لحماية الصناعة والتجارة، معتبرين أن من شأن ذلك زيادة التدهور الاقتصادي.
وكانت الولايات المتحدة تحفظت في البداية على استضافة مثل هذه القمة، التي استهلّت بعشاء عمل تمهيدي في البيت الأبيض أمس، وتعقد جلسات مباحثاتها وتختتم اليوم. وكان الرئيس الأميركي جورج بوش استبق القمة بخطاب ألقاه أمس الأول، حذر فيه من المساس بالنظام الاقتصادي الرأسمالي، ورفض تحميل بلاده اللائمة في انزلاق العالم إلى الأزمة الحالية التي ظهرت أولى علاماتها في السوق العقارية الأميركية. وسيكون هامش التحرك أمام بوش خلال القمة ضيقا، إذ أن ولايته شارفت على نهايتها، حيث سيتولى خلفه الديموقراطي باراك أوباما، منصبه في ٢٠ كانون الثاني المقبل. ومن الصعب في هذه الظروف قطع تعهدات أميركية.
من جهتهم، بات الاوروبيون ولا سيما الفرنسيين يقرون بأن القمة لن تكون سوى نقطة انطلاق ولن تؤدي الى »بريتون وودز« ثانية شبيهة بالاتفاقات الموقعة عام ،١٩٤٤ والتي انبثق عنها النظام المالي الحالي. ورأت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل في مقابلة أجرتها معها صحيفة »سودويتشه تسايتونغ« ان »هذه المحادثات ستكون صعبة«، مشددة على وجوب »تطبيق أول إجراءات (الإصلاح المالي) في الأشهر المقبلة«. وستشكل القمة ايضا فرصة للبحث في ما اذا كان من المفيد وضع خطط انعاش اقتصادي منسقة، في وقت اعلنت الصين اخيرا عن برنامج يقارب حجمه ٦٠٠ مليار دولار.
وتضم قمة »مجموعة العشرين« التي ولدت في العام ١٩٩٩ بعد الأزمتين الاقتصاديتين الآسيوية والروسية، دول مجموعة الثماني (ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة واليابان وكندا وايطاليا وبريطانيا وروسيا)، والاتحاد الأوروبي، و١١ دولة ناشئة (جنوب أفريقيا والسعودية والأرجنتين واستراليا والبرازيل والصين وكوريا الجنوبية والهند وأندونيسيا والمكسيك وروسيا وتركيا). وقد تنازلت فرنسا لاسبانيا عن احد المقعدين اللذين تشغلهما، بصفتها تحظى بمقعد الاتحاد الاوروبي الذي تشغل رئاسته الدورية حاليا.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...