شبح الفيتو التركي يؤخر انتخاب أمين عام جديد للناتو

04-04-2009

شبح الفيتو التركي يؤخر انتخاب أمين عام جديد للناتو

فشل قادة دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذين بدؤوا أمس قمة لمدة يومين بألمانيا وفرنسا، في انتخاب أمين عام جديد، وهو منصب يعتبر رئيس وزراء الدانمارك أندرس فوغ راسموسن أبرز مرشح للفوز به لولا التحفظات التركية.

وأبدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ثقتها أمس في بادن بادن جنوب البلاد في اتخاذ قرار بالموضوع مع نهاية اليوم، لكن مضى اليوم ولم يبت قادة الحلف فيمن يخلف ياب دي هوب شيفر الذي تنتهي ولايته آخر يوليو/ تموز المقبل.

ولم يشأن ناطق باسم الناتو تحديد أسماء المرشحين الذين بحث أمرهم، أو كم دولة من الأعضاء الـ28 أثارت تحفظات، واكتفى بالقول إن الحلف سيتوصل إلى اتفاق، وهو ما يجب أن يكون بالإجماع حسب أعراف الناتو التي تقضي أيضا منذ إنشائه عام 1949، بأن يكون الأمين العام أوروبيا.

وقالت ميركل في مؤتمر صحفي أمس مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في بادن بادن إنها ستسعى إلى إقناع بقية أعضاء الحلف بقبول ترشح راسموسن لأنه "خيار ممتاز".

وراسموسن أبرز ثلاثة مرشحين بقوا في السباق، ويحظى بدعم الولايات المتحدة ودول أوروبية رئيسية كألمانيا وبريطانيا وفرنسا.

لكن رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا الدولة الوحيدة بالناتو ذات الغالبية المسلمة، يرى أن انتخاب راسموسن لن يخدم علاقة الحلف بالعالم الإسلامي، وهي علاقة الناتو بأشد الحاجة إليها بسبب توسعه بأفغانستان.
وقال أردوغان للصحفيين أمس في إسطنبول "لمَ علينا التشبث باسم واحد؟ ألا توجد خيارات أخرى؟". وقبل ذلك تساءل في معهد أبحاث بلندن: كيف يبحث الحلف عن نشر السلام وينتخب شخصية احتضنت بلادها "بوقا للإرهاب".
 غير أن رئيس الحكومة التركية لم يحدد أمس ما إذا كانت بلاده ستمارس حق النقض، مؤكدا أن الاعتراض ليس شخصيا، ودافعه الحرص على الحلف.

وتتلخص اعتراضات أنقرة في ثلاث نقاط هي موقف راسموسن من أزمة الرسوم المسيئة حين اعتبر نشرها حرية تعبير، واحتضان الدانمارك قناة تلفزيونية تؤيد (حسب أنقرة) حزب العمال الكردستاني المصنف أوروبيا حركة إرهابية، ومعارضته انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.

وزارت الشرطة الدانماركية تركيا الأسبوع الماضي للتحقيق في اتهامات أنقرة الموجهة إلى القناة، لكن المدعين نفوا وجود علاقة للزيارة بترشح راسموسن، وهو ترشح تكتم عليه الأخير طويلا ولم يعلنه إلا قبل يومين حين أبلغ به حزبه الليبرالي بها قبل أن يطير إلى قمة الحلف، حسب ناطق باسم الحزب.

وأبدى الرئيس التركي عبد الله غل الذي يمثل بلاده في القمة، انفتاحا أكبر على ترشح راسموسن ووصفه الأسبوع الماضي بأنه أحد أنجح رؤساء وزراء أوروبا، وإن أكد أمس أن موقف بلاده من الموضوع أساسه الإجماع.

ولم يستبعد مسوؤولون بالناتو أن يُؤجًل موضوع انتخاب الأمين العام إلى يونيو/ حزيران المقبل، وهو ما يضعف أكثر فرص راسموسن الذي قد يسيء اختياره إلى دولة أخرى هي روسيا التي يحاول الحلف تطوير علاقاته بها.

وأثار راسموسن حفيظة روسيا عام 2002 حين رفضت الدانمارك طرد مبعوث شيشاني، واحتضنت في العام نفسه مؤتمرا لحقوق الإنسان في الشيشان.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...