دراسـة طبّيـة توثّـق وقـوف الأسـلحة الأميركيـة وراء التشـوهات الجينيـة لأطفـال الفلوجـة

05-01-2011

دراسـة طبّيـة توثّـق وقـوف الأسـلحة الأميركيـة وراء التشـوهات الجينيـة لأطفـال الفلوجـة

دفع ازدياد التشوهات الخلقية لدى اطفال مدينة الفلوجة في العراق إلى نسبة 15 في المئة من الولادات منذ عام 2003، مجموعة باحثين في المجال الطبي والجيني من العراق وإيران وإيطاليا، إلى التدقيق العلمي في هذه الظاهرة الصحية الخطيرة، بعدما رجّحوا ان تكون هذه العيوب الجينية عائدة إلى تعرّض الامهات الحوامل لملوّثات الحرب في العراق إبان الغزو الاميركي.
وتبيّن في البحث الذي نشر في «المجلة الدولية لأبحاث البيئة والصحة العامة»، ورصد نمط حياة أربع عائلات من الفلوجة تعددّت فيها الزيجات، أن حالات التشوه الخلقي عند الأولاد امتدت من عيوب في الجهاز العصبي إلى ضعف في القلب وصولا إلى سرطان في الدم وغيرها من التشوهات الجسدية الخارجية الخطيرة.
وأوضح البحث الذي استعرض مسار الإنجاب في كلّ من العائلات الأربع أن التشوهات تظهر بأشكال مختلفة بين أولاد العائلة الواحدة، ما يؤكد أن التشوهات لم تنتج عن عوامل وراثية، بل عن ملوثات بيئية تؤدي إلى تحولات بيولوجية تنتج بدورها هذه التشوهات.
وأشار التحليل الذي امتد من نيسان 2008 إلى أيار 2010 داخل مستشفى الفلوجة العام، إلى دور مخلفات الحرب من معادن تترسب في البيئة المحيطة كما في الجسد، في إحداث خلل على مستويات متعددة من التكوين الجيني البشري. فهي تكبح عملية إصلاح الحمض النووي وتبدل في المخزون الجيني لهذا الحمض، ما يقف بشكل مباشر وراء الكثير من التشوهات الخلقية.
وفي حالة اليورانيوم المنضّب الذي يرجح استخدام الاحتلال الأميركي له في مراحل متعددة من الغزو، تؤكد الدراسة دوره في حالات سرطان الدم، قبل أن تخلص إلى أن العدد المرتفع للتشوهات الخلقية بين مولودات الفلوجة والمرتبط بشكل مباشر بالأسلحة المستخدمة خلال الغزو الاميركي، يؤثر بعمق في الوضع الصحي العام في الفلوجة، ويتطلب عملا تحقيقيا للتمكن من تحديد العائلات الأكثر تعرضا واتخاذ الاجراءات المناسبة لحمايتها.
وشارك في الدراسة سميرة العاني، موزغان سافابيس اصفهاني، محمد طفش وباولا ماندوكا.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...