" دابق" أداة تنظيم "داعش" لتجنيد "جهاديين" غربيين

27-08-2014

" دابق" أداة تنظيم "داعش" لتجنيد "جهاديين" غربيين

يوظف تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"(داعش) وسائل الاعلام في حربه الدعائية والنفسية، بما في ذلك حسابات على تويتر ويوتيوب، لكن مجلة "دابق" التي يصدرها التنظيم باللغة الانكليزية تقدم "مادة غنية لدراسة تكتيكات التنظيم واستراتيجيته في مجال العلاقات العامة" ،بحسب محللين، لدى مقارنتها مع مجلة "انسباير" التي يصدرها تنظيم القاعدة بالانكليزية ايضًا.

ويرى محللون أن مهارة تنظيم "داعش" على الجبهة الاعلامية والدعائية واحدة من الأسباب الرئيسية وراء انشقاق افواج من عناصر "القاعدة" وانضمامهم إلى مئات إن لم يكن آلاف "الجهاديين" الغربيين، الذين توافدوا على تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام"، الذي تبرأ منه زعيم "القاعدة" ايمن الظواهري نفسه، لتطرفه واساليبه الهمجية.

 وقال كولن كلارك، الخبير في مؤسسة راند الاميركية للأبحاث: "يسعى تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام" في كل ناحية تقريبًا إلى النأي بنفسه عن تنظيم القاعدة، ويضع نفسه على مستوى آخر ". وأضاف: "بالامكان اعتبار طموح التنظيم المعادل الجهادي لشركات عملاقة مثل غوغل أو آبل في قطاع التكنولوجيا، في حين أصبح تنظيم القاعدة معادل البريد الالكتروني الذي عفا عليه الزمن".

واعتبر كلارك أن مجلة "دابق"، بإخراجها وتصميمها، محاولة لتجنيد غربيين أشمل من محاولة مجلة "انسباير". وقال كلارك لمجلة نيو ريبابليك الاميركية: "إن دابق متجر يتوقف فيه الزبون مرة واحدة للعثور على كل ما له علاقة بالتنظيم".

 ويشير اسم المجلة إلى بلدة دابق السورية قرب حلب، حيث تنبأ الرسول بهزيمة الروم. وتكرس المجلة موادها لمحاربة الغرب وريث الروم، مستخدمةً احدث ما تستخدمه مجلات اميركية فاخرة من ورق صقيل وصور ذات ألوان جذابة.

فمجلة "دابق" صدرت في عددها الثاني بغلاف أنيق وصورة متقنة لسفينة نوح، مع مقال بقلم ابو عمرو الكناني تحت عنوان "الدولة الاسلامية أو الطوفان"، يكتب فيه أن الخلافة هي سفينة نوح، في حين أن الطوفان سيجرف كل ما عداها".

وكتب الكناني: "نحن مستعدون للوقوف بوجه كل من يحاول أن يلهينا عن التزامنا من أجل انتصار دين الله على كل الأديان الأخرى، وسنواصل مقاتلة اصحاب الضلالة والانحراف حتى الموت من أجل انتصار الدين" بحسب زعمه .

 وكتبت الباحثة هارلين غامبهير، في تقرير نشره معهد دراسة الحرب أن مجلة "انسباير" أقرب إلى الدليل لهجمات ينفذها اشخاص بمفردهم منه إلى رؤية دينية وعسكرية وسياسية عامة. كما تفتقر مجلة تنظيم "القاعدة" إلى اناقة الانتاج الصحافي والمبررات الدينية التي يجدها القارئ في مجلة "دابق".

 وقال الباحث كلارك: "يحرص تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام " على اسناد كل ما يفعله بتبرير ديني، وهذا مجال تراخى فيه تنظيم القاعدة بمرور الوقت".

 والمخيف أن مجلة "دابق" توثق ما لا يتردد التنظيم عن القيام به، من أجل تحقيق اهدافه. فإن صفحاتها تعج بصورة جثث جرى التمثيل بها لمن تسميهم "الكفار"، في حين أن عددها الأول الذي صدر بعنوان "عودة الخلافة" تضمن صورة جنود غربيين وسط لهيب من النار.

ولاحظ بن كونابل، المحلل في مؤسسة راند للأبحاث، انه في الوقت الذي ابدى تنظيم "القاعدة" قدرًا من التردد بإصداره بيانات ضد التفجيرات والهجمات العشوائية، "فإن تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "ليس لديه مثل هذه الكوابح، بل هو أشد دموية وأكثر استعدادًا لعمل أي شيء من اجل تحقيق اهدافه، وهذا السلوك غير المقيَّد يولِّد قدرًا كبيرًا من الإثارة".

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...