حملة تلفزيونية لأوباما لحشد الرأي العام ضد سورية

09-09-2013

حملة تلفزيونية لأوباما لحشد الرأي العام ضد سورية

يجتمع المشرعون الأميركيون اليوم لمناقشة خيار الحرب على سوريا، على أن يتم التصويت خلال الأيام المقبلة. وتشهد العاصمة الأميركية واشنطن صخباً «سوريا» ليس ناتجاً فقط عن اجتماع الكونغرس، وإنما أيضاً عن الخطاب المفترض للرئيس الاميركي باراك اوباما غداً، وعن إعلان البيت الأبيض أن الرئيس سيقوم بست مقابلات تلفزيونية اليوم لحشد الرأي العام الأميركي لدعم طرحه ضد سوريا. متظاهرون ضد العدوان الأميركي على سوريا في لوس أنجلس أمس الأول (رويترز)
وبحسب تقديرات شبكة «سي إن إن»، فإن قرار الرئيس الأميركي حصل حتى مساء أمس على دعم 25 عضواً في مجلس الشيوخ (18 ديموقراطياً وسبعة جمهوريين)، في مقابل رفض 20 عضواً (ستة ديموقراطيين و14 جمهورياً)، وتردد 55 آخرين (28 ديموقراطياً، و25 جمهورياً، واثنين مستقلين). أما في مجلس النواب، فيؤيد العدوان 24 نائباً (16 ديموقراطياً وثمانية جمهوريين)، مقابل 123 معارضاً (23 ديموقراطياً ومئة جمهوري)، و272 متردداً (154 ديموقراطياً و118 جمهورياً)، ويبقى موقف 14 نائباً غير محدد حتى الآن (سبعة ديموقراطيين، وسبعة جمهوريين).
ومن المفترض أن يجري مجلس الشيوخ، وغالبيته من الديموقراطيين، تصويتاً أولياً بعد غد الأربعاء حول القرار الذي يسمح بضربة أميركية محددة على فترة لا تتعدى 90 يوماً. أما التصويت النهائي فمن المتوقع أن يجري في نهاية الأسبوع، في حين من المفترض أن يصوت مجلس النواب، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، بعد اقل من اسبوعين.
وبحسب مسح أجرته وكالة «أسوشييتد برس»، فإن حوالي نصف أعضاء مجلس النواب الـ433، وثلث أعضاء مجلس الشيوخ المئة، لم يقرروا حتى اليوم.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس، أنه بعد أسبوع من التقارير الاستخبارية يبدو أن المزيد من الجمهوريين والديموقراطيين بدأوا يميلون للتصويت ضد التدخل العسكري. وبالرغم من أن المسؤولين كانوا متفائلين بشأن التصويت في مجلس الشيوخ على الأقل، إلا أن الضربات لا تتوقف، فعلى سبيل المثال، أعلن السيناتور الديموقراطي من أركنساس مارك برايور أنه يعارض الحرب.
أما في مجلس النواب، بحسب الصحيفة، فإن عدد الأعضاء الذين أعلنوا معارضتهم للخطوة العسكرية ومن لم يتخذوا قرارهم حتى الآن بدأ يقترب من 218، وبالتالي فإن مهمة صعبة تقع على عاتق البيت الأبيض لإقناعهم.
ولتعزيز فرصه، يعمل البيت الأبيض على التواصل، بالإضافة إلى أعضاء الكونغرس، مع اللوبي الإسرائيلي، وحتى العربي ــ الأميركي، ومراكز الأبحاث، وحتى مع مسؤولين في إدارة الرئيس السابق جورج بوش. أما لجنة الشؤون العامة الأميركية - الإسرائيلية «آيباك» فتعمل جاهدة على الترويج للضربة العسكرية.
وكان مصدر في اللجنة قال منذ يومين «نعتزم القيام بجهد كبير يشارك فيه نحو 250 ناشطاً في واشنطن للاجتماع مع الأعضاء المكلفين بالتواصل معهم في مجلسي الشيوخ والنواب».
وسيحمل مبعوثو «آيباك»، بحسب «نيويورك تايمز»، رسالة مفادها بأن سلوك سوريا هو حرب وكالة بالنسبة لإيران، وأن الفشل في دعم أوباما سينظر إليه في طهران وكأنه إشارة إلى أن الرئيس الأميركي لن يحدد خطاً أحمر بالنسبة للمشروع النووي.
وبحسب البعض، فإن البيت الأبيض فشل في إيصال رؤيته من خلال جلسات الاستماع التي أجريت مع كل من وزير الخارجية جون كيري والدفاع تشاك هايغل، ورئيس الأركان مارتن ديمبسي، حيث أبدى الأخير بعض التراجع، في حين بدا هايغل غير واثق من موقفه. كما شكلت الثقة المبالغ فيها من كيري عاملاً إيجابياً للبعض وسلبياً للبعض الآخر.
ويسيطر الحزب الديموقراطي على مجلس الشيوخ بغالبية 54 عضواً مقابل 46، ولكن الامر سيحتاج إلى موافقة 60 عضواً للتغلب على العقبات الاجرائية المحتملة. وكان رئيس الغالبية في مجلس الشيوخ هاري ريد صرح أن عملية الحصول على 60 صوتاً لدعم التدخل العسكري مستمرة، على اعتبار أنه متفائل بقدرته على الوصول إلى هذا الهدف.
وفي إطار محاولاته لحشد تأييد الرأي العام، سيجري أوباما مقابلات اليوم مع ثلاثة من مقدمي البرامج للشبكات التلفزيونية، وكذلك مع مقدمي برامج من شبكة «بي.بي.إس»، وشبكة «سي. إن. إن» وشبكة «فوكس نيوز». وبحسب البيت الأبيض، فإنه سيجري تصوير المقابلات بعد ظهر اليوم، وستذاع أثناء الفترات الإخبارية الخاصة بكل قناة مساء اليوم ذاته.
وكان أوباما حث أعضاء الكونغرس أمس الأول على «عدم التغاضي» عن استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيمائية، داعياً الجمهوريين والديموقراطيين إلى «الاتحاد والتحرك من أجل النهوض بالعالم الذي نعيش فيه». وحذر أوباما من أن عدم الرد «سيزيد من مخاطر أسلحة كيميائية تستخدم مجدداً أو تسقط في أيدي إرهابيين... كما من شأن ذلك أن يوصل رسالة إلى دول أخرى بأنه لن تكون هناك عواقب بعد استخدام مثل هذه الأسلحة».
وفي المقابل، تظاهر عشرات الأشخاص في لوس انجلس أمس الأول للاحتجاج على التدخل العسكري في سوريا. وحمل المحتجون لافتات كتبوا عليها: «ارفعوا ايديكم عن سوريا»، و«نريد وظائف لا نريد حربا».
يذكر أن استطلاعاً للرأي أجرته وكالة «رويترز» ومؤسسة «ابسوس» هذا الاسبوع أظهر أن 56 في المئة من الأميركيين يعتقدون أنه يجب ألا تتدخل بلادهم في سوريا، مقابل 19 في المئة يؤيدون العدوان.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...