حرب على الحدود السورية - اللبنانية

23-12-2011

حرب على الحدود السورية - اللبنانية

الحديث عن حرب طاحنة على الحدود السورية اللبنانية ليست مبالغة ...

هي حرب الاشاعات والاكاذيب تشنها اوساط لبنانية من طرف المعارضة الموالية للاميركيين في قوى الرابع عشر من اذار ضد سورية بحجة وجود نازحين تارة وبحجة دخول المخابرات السورية الى الاراضي اللبنانية لاعتقال معارضين سوريين

لكن ما هي حقيقة الاوضاع في تلك المناطق ؟

قمنا بزيارة منطقة الدبوسية حيث يختلط كل ما هو لبناني بالنفس السوري وباللهجة السورية وبالعلاقة السورية اللبنانية الازلية

تحت فيء شجرة الكينا امام دكانها القابع عند نقطة الحدود في الدبوسية تجلس الحاجة ام محمد، ترحب بضيوفها الزبائن، والابتسامة تعلوا وجهها، "اهلاً وسهلاً بكم اذا كنتم من اهل الصحافة الصادقة، قولوا الحقيقة ولا شيء غير ذلك".

وتسأل عن هوية الضيوف ومؤسساتهم الاعلامية.
هي لا تأمن جانب الضيوف وتحاول استطلاع آراء من تحاور.

"انا لا اتدخل في السياسة ولكنني ارفض رمي الحجر في البئر الذي نشرب منه". وتتابع الحاجة السبعينية:

"خير هذه المنطقة يعتمد بشكل رئيسي على سورية وتقديماتها، نحن هنا منسيون من دولتنا اللبنانية ونعتمد على اشقائنا في الجهة المقابلة من الحدود، انظروا انها حالة اكثر من طبيعية وهذه الشاحنات تقف بالعشرات منتظرة اتمام معاملاتها كي تعبر الحدود في الاتجاهين".
الحديث لا يطول حتى يدخل مختار احدى القرى الحدودية المنتمي الى تيار"المستقبل"، وقد جاء مستطلعاً هوية الضيوف "اهلاً وسهلاً، نحن لا نريد في هذه الفترة التحدث الى وسائل الاعلام حتى لا نسيء الى قضية اخواننا النازحين من سورية". ونسأل "هل من مهجرين سوريين هنا في بلدتكم؟". "نعم كثيراً".

نسأل اين هم؟"

. "لا عذراً ...هم خائفون ولا يقابلون اهل الصحافة".
لا يطول بنا الجلوس مع فنجان قهوة الحاجة ام محمد حتى تطل علينا من جهة الحدود سيارة فان صغيرة فيها عدد من الطلاب. ما الذي جاء بهم من هناك؟

انهم تلامذة لبنانييون يدرسون في المدارس السورية.

معقول؟

ترضي الحاجة فضولنا  بشرح المعضلة :

"معظم ابناءنا هنا يدخلون الى المدارس في سورية كي يتعلموا، والتعليم هناك مجاني وكل تلميذ يشرب في الصباح كوب حليب ويعطونه الكتب والدفاتر وحاجاته مجاناً، ونحن او بعضنا يستهدف شتم والاساءة الى سورية". وتستدرك "انا ما الي تدخل بالسياسة، ولكن هذه هي الوقائع".
"مكاتب تخليص المعاملات تعمل بوتيرة اقل" هكذا اخبرنا سليمان ن. - احد اصحاب المكاتب - وهو يتناول قهوته والسيجارة في يده . ويتابع :

"الله يهدّي البال، الناس بحاجة لكل يوم عمل ولسنا بحاجة الى ازمات ومواجهات تعيق حركة التجارة بين البلدين وعلى هذه النقطة بالتحديد".
نترك تلك المجموعة في نقطة الدبوسية صعوداً نحو الدريب وباتجاه القبيات ومن ثم نحو قرى وادي خالد (منجز، رماح، مشتى حسن، مشتى حلو، الرامة، العوادة ووادي خالد...). مع الاتجاه نزولاً نحو الوادي تصل الى الهاتف اللبناني رسائل ترحيب من الشبكة السورية MTNباسمها وباسم وزارة السياحة السورية وتتمنى لك الاقامة المريحة. وتضعف الشبكة اللبنانية الى حد التوقف.
كلما سألت عن نازحين كلما ازدادت علامات الاستفهام والنظرات باتجاهك. من انت؟ ولاي وكالة تعمل؟ وهل سألت "المراجع" ونسقت معها؟ من هي المرجعية التي ارسلتك؟. التحدث الى اشخاص يحملون الجنسية السورية في تلك الربوع ليس بالامر العسير ولكن ان يتحدث احدهم عن النزوح فهذا شبه مستحيل. الجميع يرفض بطريقة حاسمة ونهائية. "لا نستطيع الكلام الى وسائل الاعلام ونحن عائدون الى منازلنا في الاسبوع المقبل". ترد علينا سيدة ستينية في منطقة الوادي وتصر على تقديم واجب الضيافة في منزل مضيفيها.
في احدى تلك القرى التقينا المواطن محمد ن. وبعد الحاح منا قبل الحديث شرط عدم ذكر اسمه الحقيقي، عن عمله في تهريب المازوت والبضائع بين البلدين، وقال "يبدو ان الامن كان يغض الطرف عن عمليات التهريب، ولكن مع تصاعد الاضطرابات في سورية تشددت السلطات في منعنا ونصبت لنا الافخاخ وزرعت الارض بالالغام ما حد بشكل كامل من عمليات التهريب". ويتنهد "بالمحصلة خربت بيوتنا فمن اين نعيش وماذا حصلنا من كل هذه الخبرية؟".
وعند الخط الحدودي نشطت سابقاً حركة تجارية كبيرة من محال وافران وغيرها الا ان الوضع الامني في سورية قد حد من نشاطها وخفف من حجم النشاط التجاري. وهذا ما يعبر عنه سمير البساط "تراجعت تجارتنا الى النصف او اقل بسبب اوضاع سورية، ونحن اعتدنا خلال السنوات الماضية على استيراد البضائع من والى سورية، لكن اليوم يصعب تمرير بضائع وهي تخضع للتفتيش الدقيق بعدما نشط تهريب السلاح". ويختم بقوله "نتمنى اليوم لو ان تجارتنا كانت بالسلاح وليس بالبضائع لانها اكثر ازدهاراً في هذه الايام وتعطي ربحاً اكبر".
الا ان نادر م. من احدى مؤسسات المجتمع المدني العامل على تقديم المساعدات الانسانية، يقول "خلال جولتنا الطويلة في تلك القرى لم نعثر على نازحين وانما سمعنا عن نزوح". ويتابع "هناك عدد من العائلات ولكن الهيصة الاعلامية عن النزوح مضخمة وليست حقيقية".
نعود نزولاً الى معبر الدبوسية ونخبر الحاجة ام محمد بما رأينا فترد "من كل عقلكن في نازحين ؟ وكيف يمكن التفريق بين النازح وبين مئات الاف العمال السوريين الموجودين من عقود في لبنان ....وتسخر من الامر فتقول :

لم يعد لبعض المستفيدين من السياسيين من عمل الا المتاجرة بالمشاكل في سورية وتتابع:

لو ما شافها السنيورة شغلي ربيحا ما كان اعلن انو لبنان مع اقامة مخيمات نازحين؟".

عامر ملاعب

المصدر: عربي برس

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...