جيش المهدي في دائرة الاتهام الأمريكي

24-07-2007

جيش المهدي في دائرة الاتهام الأمريكي

بعد تركيز القوات الأميركية على توجيه ضربات كبيرة الى تنظيم «القاعدة» في العراق، سواء من خلال عمليات عسكرية كبيرة استهدفت معاقل التنظيم، أو من خلال استمالة زعماء العشائر، يتجه الأميركيون إلى مواجهة الميليشيات الشيعية التي تعتبرها تقارير القادة العسكريين «خطراً مماثلاً للخطر الذي تمثله القاعدة». وتذهب هذه التقارير أبعد من ذلك الى اعتبار الميليشيات الشيعية منظمات إرهابية، فيما ينفي قادتها الاتهامات، مشددين على أن الولايات المتحدة ليست في موقع لتحدد من هو الإرهابي.

وقال الشيخ جابر الخفاجي، أحد كبار مساعدي مقتدى الصدر، إن «القوات الأميركية لم تفهم بعد ما يجري على الأرض على رغم مرور أكثر من أربع سنوات على احتلالها البلاد، ولم تدرك أسباب ظهور المسلحين في الشوارع». ويضيف في حديث إلى «الحياة» ان «جيش المهدي مثل ضرورة اقتضاها غياب سلطة القانون وضعف الأجهزة الأمنية بشكل واضح في مواجهة الارهابيين». وأكد أن «القوات الأميركية والحكومية تبرر فشلها في توفير الأمن بتحميل جيش المهدي مسؤوليته عدم الاستقرار».

وتفيد التقارير العسكرية الأميركية ان الميليشيات الشيعية (70 ميليشيا) أبرزها قوات «فيلق بدر»، الجناح العسكري لـ «المجلس الاسلامي الاعلى»، و «جيش المهدي» وتنظيمات «حزب الله» هي من أسباب عدم استباب الأمن في الكثير من أجزاء العراق، لا سيما في وسطه وجنوبه. ويشكل وجود هذه الميليشيات تحدياً امام الحكومة في ظل ضغوط أميركية كبيرة عليها لاتخاذ موقف حازم منها.

من جهته، يؤكد الناطق العسكري باسم رئيس الوزراء العميد قاسم عطا ان «القوات الأمنية العراقية تقود عملياتها ضد أي خارج على قانون، بغض النظر عن الجهة التي ينتمي اليها»، مضيفاً انه «خلال خطة فرض القانون التي تشهدها العاصمة منذ أشهر شنت القوات الحكومية عمليات عسكرية في كل مناطق بغداد من دون تمييز، وكانت الميليشيات والجماعات المسلحة هدفاً لهذه العمليات»، لافتاً الى ان «رئيس الوزراء يشدد دائماً على استهداف كل من يحمل السلاح وقرار تفتيش مقار الأحزاب الذي اتخذه المالكي يصب في هذا الاطار».

ويشير تقرير عسكري أميركي الى ان الأعمال المسلحة للميليشيات الشيعية تشكل خطراً أكثر من التفجيرات بالسيارات والعبوات التي ينفذها تنظيم «القاعدة». ويقدر التقرير ان القتل على أيدي هذه الميليشيات يتم بمعايير طائفية وعرقية أكثر من ضحايا السيارات ويصل عدد ضحاياه إلى أكثر من أربعة أضعاف.

لكن قائد فرقة الاتصالات في الجيش الأميركي الأميرال مارك فوكس نفى أن يكون في نيته اعتبار «جيش المهدي» منظمة إرهابية. وقال في مؤتمر صحافي الأحد إن هناك عناصر متشددة وإرهابية في هذا التنظيم. وأضاف: «هناك خلايا سرية في جيش المهدي نعدّ أفرادها من المتشددين والإرهابيين، فهم لا يخضعون لأي سلطة عُليا ولا يعني ذلك أننا نقول إن منظمة جيش المهدي بأكملها كذلك. ونحن نفهم أن هناك أجزاء من جيش المهدي ما زالت تبذل جهودها للعمل السلمي. ونركز جهودنا لملاحقة تلك الخلايا السرية». ويؤكد عدنان الدليمي، زعيم جبهة «التوافق» السنية، أن «جيش المهدي وعدداً من المنظمات تقوم بعمليات قتل وتهجير منظمة لأهل السنة لجعل بغداد مدينة شيعية خالصة»، مضيفاً ان «الميليشيات الشيعية تمثل خطراً محدقاً كونها استطاعت التغلغل داخل اجهزة الجيش والشرطة».

حسين علي

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...