تقرير أممي يتهم واشنطن بالاستبداد

02-02-2010

تقرير أممي يتهم واشنطن بالاستبداد

نشرت الأمم المتحدة مؤخرا تقريرا اتهم الولايات المتحدة بانتهاك القانون الدولي خلال حربها على ما يسمى الإرهاب بسبب الاعتقالات السرية والتعذيب الذي مارسته إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بالمعتقلات الأميركية في -الحرب على الارهاب- اعتبرت انتهاكا لحقوق الإنسانوش. وأنجز التقرير الذي جاء في 221 صفحة أربعة محققين في لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.

وقال الكاتب كولام لينش في مقالة نشرتها مجلة "فورين بوليسي" إن الولايات المتحدة ومعها  العديد من الدول من أمثال إيران, وباكستان, والصين، وسريلانكا مارست انتهاكات لحقوق الإنسان وضعتها في مصاف الأنظمة الاستبدادية مثل تلك التي قادها الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين والدكتاتور التشيلي أوغستو بينوشيه.

وأكد لينش في معرض عرضه للتقرير أن إستراتيجية الولايات المتحدة في ما يسمى مكافحة الإرهاب تشبه نمط الاعتقالات السرية الذي استخدمه النظام السوفياتي ضد مناوئيه أو النظام النازي  لدى اعتقال أعضاء حركات المقاومة في بلدان أوروبا المحتلة وترحيلهم في جنح الليل إلى ألمانيا.

وأشار إلى أن هذا الأسلوب الأميركي يطابق النمط ذاته الذي استخدمته الأنظمة الدكتاتورية في أميركا اللاتينية في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين كما في تشيلي والأرجنتين والبيرو، والذي تم بمقتضاه اختطاف وتعذيب وقتل الآلاف من أبناء أميركا اللاتينية على يد قوات الأمن كما جاء في التقرير.

ويركز التقرير على ممارسات وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي أي) باستخدامها مواقع للاعتقالات السرية واعتماد أساليب  تحقيق عنيفة خاصة ممن يعتبرون من كبار المعتقلين، ويقول التقرير إن ممارسات إدارة بوش من حيث الاعتقالات السرية قوضت المساعي الدولية للضغط على الدول التي تقوم بممارسات مشابهة مثل الصين والهند وإيران وباكستان ونيبال والفلبين.
وتذهب مقالة فورين بوليسي إلى أنه على الرغم من تبوأ الولايات المتحدة مركز الريادة في مجال حماية حقوق الإنسان, فإن واشنطن دأبت على ممارسات تنتهك حقوق الإنسان ومنها ما يعرف بقانون الوطنية الذي سن عام 2001 وكذلك  قانون اللجان العسكرية الذي سن عام 2006 كما أن القانون يحمل أميركا مسؤولية اعتقال أشخاص وتسليمهم إلى دول أجنبية خاصة تلك المعروفة بسوء الصيت في مجال حقوق الإنسان.

وردا على التقرير الأممي والتساؤلات الموجهة إلى الولايات المتحدة، قالت إدارة باراك أوباما إن الرئيس أمر منذ تسلمه السلطة وكالة المخابرات المركزية بإغلاق سجونها السرية وعدم إنشاء مراكز جديدة وإن الولايات المتحدة بصدد إغلاق معتقل غوانتانامو وستسمح للجنة الصليب بزيارة كل من ألقي القبض عليه خلال العمليات العسكرية.

وجاء في التقرير أن الاعتقالات السرية تتناقض مع القانون الدولي لحماية حقوق الإنسان وأن ذلك يرقى إلى مستوى انتهاك حقوق الإنسان ولا يمكن تبريره تحت أي ظرف كان حتى خلال حالات الطوارئ.

ويطالب التقرير إدارة أوباما بمحاكمة المسؤولين الأميركيين الذين انتهكوا القانون الدولي, إلا أنه يستدرك بالقول إنه رغم قيام إدارة أوباما بوضع حد لبرنامج الاعتقالات السرية الذي كان سائدا في عهد إدارة بوش, فإنها لم تشكل بعد لجنة تحقيق مستقلة للنظر في الانتهاكات الخطيرة  لحقوق الإنسان التي تمت في المعتقلات السرية.

وفي هذا السياق  يقول جميل داكوار من اتحاد الحريات المدنية الأميركية إن الولايات المتحدة ملزمة بناء على القانون الدولي بإجراء تحقيق مستقل في جرائم التعذيب وعمليات الاختفاء جراء استخدام القوة, وبدون اتخاذ واشنطن لمعايير جدية وتحديد الذين يتحملون المسؤولية الكاملة, ستبقى الولايات المتحدة منتهكة لالتزاماتها القانونية الدولية كما تبين من تقرير الأمم المتحدة. 


المصدر: الجزيرة نقلا ًعن فورين بوليسي
 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...