تركيا: تفاصيل الانقلاب العسكري على حكومة العدالة والتنمية

09-07-2008

تركيا: تفاصيل الانقلاب العسكري على حكومة العدالة والتنمية

الجمل: لم يعد مسار الأزمة السياسية التركية ممثلاً في ملف المحكمة الدستورية العليا الساعي باتجاه حظر حزب العدالة والتنمية وإنما أصبح لهذه الأزمة مسار آخر يتمثل في ملف التحقيقات في فضيحة " إيرغينكون" المتعلق بتورط لعض كبار العسكريين والسياسيين في مخطط محاولة الانقلاب العسكري على الحكومة التركية.
* رئيس الأركان الجنرال بيوكانيت أليسار: هل يكون المفاجأة الجديدة؟
نشرت صحيفة زمان اليوم التركية تقريراً حمل عنوان «اتهام الجنرالات السابقين بحفظ ملفات عن بيوكانيت والوزراء»، أشار التقرير إلى النقاط الآتية:
• تم اعتقال الجنرال سينير إيرويفور قائد المشاة السابق والجنرال هورسيت قائد الجيش الأول السابق بتهمة تكوين وقيادة تنظيم إرهابي يهدف لتنفيذ انقلاب عسكري ضد حكومة حزب العدالة والتنمية.
• حملة التفتيش أسفرت عن العثور في منزل الجنرال طولون على ملف يتضمن المعلومات التفصيلية عن رئيس الأركان الجنرال أليسار أما في منزل الجنرال أيرويفور فقد تم العثور على عدد من أشرطة الفيديو الخاصة بالعديد من الجنرالات والقيادات العسكرية التركية.
• أنكر الجنرال طولون والجنرال أيرويفور الوثائق التي تم العثور عليها وأكدا بأن وجود هذه الوثائق في منزلهما قد تم بفعل فاعل.
• تم اعتقال رئيس الغرفة التجارية بالعاصمة أنقرة بسبب تورطه مع المجموعة الانقلابية وقد رفض سينان أيفون الإفصاح عن الاسم الحقيقي للشخص الذي كان يتحدث معه بالتليفون ويطلق تسمية "آبي" كاسم حركي
وفي تقرير آخر أشارت صحيفة زمان اليوم إلى أن المدعي العام قد ربط بين تنظيم إيرغينكون والهجوم على مجلس الدولة التركية الذي تم تنفيذه في العام 2006م وترتب عليه مقتل أحد القضاة. وأكدت الصحيفة بأن المدعي العام سيحيل ملف الاتهام إلى المحكمة المختصة خلال هذا الأسبوع وأشارت الصحيفة كذلك إلى أن أجهزة الأمن التركية ظلت تراقب وترصد التنظيم لفترة عام كامل، وذلك منذ لحظة بالكشف عن منزل كان التنظيم يستخدمه كمخزن للأسلحة.
* أبرز التسريبات المفاجئة:
أدلى سامدين ساكيك أحد زعماء حزب العمال الكردستاني السابقين بإفادته أمام الإدعاء العام، التي أكد فيها على شهادته بوجود علاقات وروابط وثيقة بين حزب العمال الكردستاني وتنظيم إيرغينكون وأكد ساكيك بأن التنظيم ظل ينسق مع حزب العمال. وتقول المعلومات بأن عدد المعتقلين وصل نهاية يوم أمس الثلاثاء إلى حوالي 59 عسكرياً ومدنياً، وأشارت المعلومات إلى أن محاولة الاغتيال الفاشلة التي سبق أن استهدفت عام 1998م عاكين بيردال زعيم حزب المجتمع الديمقراطي التركي ونائب البرلمان عن منطقة ديار بكر نفذها تنظيم إيرغينكون بناء على طلب حزب العمال الكردستاني، وأشارت الصحيفة إلى أن سبب استهداف حزب العمال للزعيم الكردي عاكين بيردال يعود إلى أن الأخير كان ملماً بتفاصيل التعاون الاستخباري والعسكري السري بين التنظيم وحزب العمال الكردستاني. وأشارت الصحيفة إلى أن الوثائق والمستندات التي حصلت عليها فرق التفتيش والمداهمة لمقرات ومنازل التنظيم كانت تتضمن ما يلي:
• خطط تفصيلية للتفاهم والتعاون مع عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني.
• خطط تفصيلية للتعامل المتدرج مع عبد الله أوجلان وبعد نجاح تنفيذ الانقلاب يتم تحويل أوجلان من سجنه الحالي إلى قوات الأمن لكي تقوم بالقضاء عليه.
• خطط تهدف لتسريب ضباط أتراك للتعاون مع حزب العمال الكردستاني في المناطق الجبلية الوعرة ولاحقاً بعد ذلك في حالة سقوط نظام حزب العدالة والتنمية يقوم هؤلاء الضباط بالانقلاب على حزب العمال الكردستاني.
• وثيقة تؤكد على أن التنظيم هو المسؤول الأول عن تركيا وبأن أعضاءه هم "حراس الدولة التركية الحقيقيون والوحيدون".
* تنظيم إيرغينكون: التخمين السري:
تقول التسريبات التركية بأن تنظيم إيرغينكون بحسب ما هو واضح ومعلن حتى الآن يتكون من الآتي:
• جنرالات عسكريون وضباط أمن سابقون.
• رجال أعمال أتراك بارزون.
• زعماء سياسيون في بعض الأحزاب العلمانية.
وتشير التسريبات إلى هذا الجانب باعتباره الجزء البارز على السطح من جبل الجليد وهناك توقعات بوجود ارتباطات لهذا التنظيم بعدد كبير من جنرالات وقادة الجيش التركي الحاليين، وذلك لأنه من غير الممكن أن تخطط مجموعة من الضباط المتقاعدين للقيام بالانقلاب العسكري في تركيا وليس لها ارتباطات فاعلة داخل الجيش التركي، وهناك عدة أسباب للاعتقاد بذلك:
• تحريك الجيش التركي ليس أمراً سهلاً لأنه يتكون من ثلاثة جيوش تتضمن حوالي 2 مليون جندي.
• الكثير من جنرالات الجيش الحالي تربطهم علاقات وثيقة مع الجنرالات السابقين والمتهمين حالياً بتشكيل تنظيم إيرغينكون السري.
* حزب العدالة والتنمية: بين المناورة والتحرك المضاد:
تقول المعلومات بأن الحكومة التركية تحاول تجميع كل الخيوط المتعلقة بتنظيم إيرغينكون والعمل بعد ذلك لجهة تقديمه إلى المحاكمة ولكن ليس بتهمة تدبير انقلاب فحسب وإنما تحت طائلة الاتهام بتخطيط وتنفيذ العمليات الإرهابية ويقول مصدر أمني تركي بأن توجيه تهمة ارتكاب الأنشطة الإرهابية تتطلب توافر عناصر ثلاثة هي:
• أن يكون التنظيم ميالاً لاستخدام العنف.
• أن يكون للتنظيم هيكل هرمي وتراتبية واضحة.
• أن يكون للتنظيم أهداف سياسية محددة.
وتأسيساً على ذلك في الوقت الذي يمضي فيه خصوم حزب العدالة والتنمية قدماً في دفع قضية المحكمة الدستورية باتجاه إدانة الحزب وحظر قادته عن العمل السياسي، فإن الحزب يمضي قدماً كذلك في محاولة استخدام ملف تنظيم إيرغينكون لجهة إدانة خصومه بجريمة ارتكاب الإرهاب، وحتى الآن من غير المعروف من سيفاجئ من، ومن سيكسب المعركة، ولكن ما هو مؤكد أن تنظيم إيرغينكون والمرتبطين به سيتم تقديمهم للمحاكمة وإدانتهم حتى لو تم حظر الحزب وذلك لأن الإجراءات الجنائية والعدلية قد بدأت مسارها في مواجهة عناصر إيرغينكون، وبرغم ذلك فهناك رأي خافت يقول بأن خصوم حزب العدالة والتنمية من العسكريين والعلمانيين يفكرون حالياً بعقد صفقة مع الحزب بحيث يتم التفاهم على إخراج سيناريو المحكمة الدستورية وسيناريو إيرغينكون بطريقة تؤدي إلى جعل حزب العدالة والتنمية يربح بقاءه في السلطة وإلى جعل خصومه يربحون عدم مواجهة المحاكمة بتهمة الإرهاب!!

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...