باكستان تحذر من حرب محتملة

10-12-2008

باكستان تحذر من حرب محتملة

دعا الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري الهند إلى مواصلة عملية السلام بين البلدين من أجل إحباط مخططات الإرهابيين الذين نفذوا اعتداءات مومباي لإثارة نزاع جديد في جنوب آسيا.

وفي الوقت ذاته، تحدث وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي بلهجة حازمة تجاه الهند، مؤكداً أن باكستان لن تسلم نيودلهي المشتبه بهم الذين تطالب بهم حتى إذا كان هناك خطر اندلاع حرب.

وكانت هجمات مومباي الدموية قد أثارت توترات شديدة بين الهند وباكستان إلى حد إثارة مخاوف من اندلاع حرب جديدة بين القوتين النوويتين.

ولكن الولايات المتحدة قامت بمجهود دبلوماسي نشط لتهدئة التوترات، مع ممارستها في الوقت ذاته ضغطاً على باكستان لكي “تتعاون” مع التحقيقات الهندية.      

وأكدت باكستان استعدادها للتعاون مع الهند وشنت قواتها الأمنية حملة مداهمات واعتقالات استهدفت جماعة “عسكر الطيبة” الكشميرية التي اتهمتها الهند بأنها العقل المدبر لهجمات مومباي.

وقال مسؤولون في اسلام اباد أمس إن السلطات الباكستانية وسعت نطاق حملتها ودهمت خمسة مقرات على الأقل لجماعة “عسكر الطيبة” واعتقلت حوالي 20 شخصاً.

ولكن باكستان أكدت بحزم أنه ليس لها أية صلة بهجمات مومباي، كما رفضت تسليم الهند أي مشتبه بهم.

وأمس، نشر الرئيس زرداري مقالاً في صحيفة “نيويورك تايمز” اعتبر فيه أن الحملة الأمنية الباكستانية ضد “اللاعبين من خارج الدول” لهي دليل على تصميم باكستان للقيام بعمل حازم ضد المجموعات الإرهابية.

وفي الوقت ذاته، اعتبر زرداري أن اعتداء مومباي تهدف إلى إثارة نزاع جديد بين الهند وباكستان، ودعا نيودلهي إلى العمل معاً لمواصلة عملية السلام بين البلدين ولمكافحة المخاطر الإرهابية.

وقال “إن هجمات مومباي لم تستهدف الهند فحسب بل استهدفت أيضاً حكومة باكستان الديمقراطية الفتية وعملية السلام التي باشرناها مع الهند”.

وتابع ان “أنصار النظام التسلطي في باكستان والجهات غير الرسمية التي ترى مصلحة في استمرار النزاع لا تريد للتغيير أن يترسخ في البلاد”.

ودعا زرداري البلدين إلى مضاعفة جهود السلام والعمل معاً لإحباط المخاطر الإرهابية.

وكتب “على الأمتين  الكبريين الهند وباكستان التي ولدتا معاً من رحم ثورة واحدة عام 1947 الاستمرار في دفع عملية السلام بينهما من أجل احباط مخططات الإرهابيين”.

ورأى أن “المصالحة والتقارب (بين البلدين) هما أفضل انتقام من القوى الظلامية التي تسعى لإثارة مواجهة بين باكستان والهند وصولاً إلى صدام حضارات”.

وجدد زرداري التشديد على التزام بلاده “بمطاردة واعتقال ومحاكمة ومعاقبة كل من يثبت تورطه في هذه الهجمات المهينة”. ولكنه حذر “من التسرع في إطلاق الأحكام وإصدار البيانات التحريضية” وذلك في إشارة إلى اتهامات الهند لبلاده في التورط في هجمات مومباي.

من جهته، أعلن وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي أمس أن بلاده لن تسلم الهند أي مشتبه بهم بل ستحاكمهم بنفسها عند الضرورة، مؤكداً أيضاً استعداد باكستان لخوض حرب جديدة إذا قررت نيودلهي شن عملية عسكرية ولو محدودة الأهداف.

وفي إشارة على الحملة الأمنية ضد “عسكر الطيبة”، قال قريشي إن “هذه الاعتقالات تتم في إطار تحقيقنا الخاص. حتى لو ثبتت التهم (الهندية) في حقهم لن نسلمهم إلى الهند”.

وأضاف :”سنحاكمهم بأنفسنا بموجب القانون الباكستاني”.

وفي إشارة إلى تقارير الصحافة الهندية التي تحدثت عن احتمال قيام الهند بشن ضربات محددة الأهداف على معسكرات للمجموعات الإسلامية في باكستان، حذر قريشي “أننا لا نريد الحرب لكننا مستعدون تماماً في حال فرضت علينا” مضيفاً “إننا نعي مسؤولياتنا في الدفاع عن أرضنا”.

وختم قائلاً “هذه رسالة واضحة: إننا نؤيد الصداقة ونتمسك بالسلام ونريد الاستقرار للمنطقة، لكن هذا يجب إلا يفسر على أنه ضعف”.

وهي أول مرة منذ اندلاع الأزمة بين الهند وباكستان عقب اعتداءات مومباي، تتحدث اسلام اباد بهذه النبرة الحازمة.

في واشنطن، تحدث البيت الأبيض الاثنين عن اتخاذ باكستان “خطوات ايجابية” في معركتها ضد المتطرفين على أراضيها اثر اعتداءات مومباي، لكنه كرر ضرورة أن تتعاون اسلام اباد مع الهند والولايات المتحدة.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو للصحافيين “أعتقد أنه لاشك أن باكستان اتخذت خطوات إيجابية”، وذلك بعد إعلان هذا البلد انه اعتقل الأحد والاثنين 16 شخصاً يشتبه بارتباطهم بجماعة “عسكر طيبة”، بينهم أحد قادتها العسكريين.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...