«عيادات العمل» تقدم علاجاً مجانياً للمصابين بالبطالة في سورية

10-05-2010

«عيادات العمل» تقدم علاجاً مجانياً للمصابين بالبطالة في سورية

«تعا اشتغل» عبارة طبعت بحبر ملون وتصدرت لوحة الإعلانات في مركز «عيادات العمل». إلى جانبها وضع إعلان عن ورش عمل أسبوعية يقيمها المركز، وفي زاوية أخرى من لوحة الإعلانات طويت صفحة مجلة ليبرز مقال عن «المهن الجديدة في سورية» أعدّه صحافي شاب. وفي وسط اللوحة نشرت إعلانات مجدولة عن دورات تدريبية في تعلم برامج الكومبيوتر يقيمها مركز حكومي، وجدول آخر عن مواعيد التسجيل في صفوف تعلم اللغة الانكليزية في مركز ثقافي أجنبي.

قد ترمز لوحة الإعلانات تلك إلى الكثير من نشاطات «برنامج عيادات العمل» وهو أحد برامج «مشروع شباب» الذي يركز على تحضير الشباب السوريين لبيئة العمل كجزء من مشاريع «الأمانة السورية للتنمية» وهي بحسب موقعها على الانترنت مؤسسة غير حكومية وغير ربحية أنشئت في سورية عام 2007، تنفّذ أعمالها بالشراكة مع المجتمعات المحلية والمنظمات غير الحكومية والجمعيات الخيرية والحكومة والقطاع الخاص، وتركز على مجالات: التعلّم؛ التنـــمية الريفية؛ والثقافة والتراث.

ويأتي برنامج «عيادات العمل» وغيره من المبادرات التي تشجع الشباب على الانخراط في سوق العمل في ظل معاناة كثير من الشباب السوريين من مشكلة البطالة التي تقدر نسبتها في سورية بـ20 في المئة بحسب باحثين اقتصاديين غير حكوميين، حيث تُقدر أعداد الداخلين إلى سوق العمل بحوالى 200 ألف شخص سنوياً، في الوقت الذي تقول الحكومة إن معدل البطالة أدنى بكثير من تلك النسبة.

ويتميز برنامج عيادات العمل عن غيره من برامج «مشروع شباب» في طريقة وصوله الى الشباب. فطبيعة النشاطات الأخرى لمشروع شـــباب تتطلب ذهاب فريق العمل إلى أماكن تواجد الشباب مثل برنامج «تعرف إلى عالم الأعمال» وغيره من البرامج التي تطبق في المدارس أو المعاهد أو الجامعات. إلا أن «عيادات العمل» يخرج عن هذه القاعدة، فالشباب هذه المرة هم من يُنتـــظر قدومهم إلى «عيادة العمل» لحضور ورشة ما، أو الاستفـــسار عن استشارة مهنية من خلال لقاء خـــبير أو التفاعل مع المواد التي يقدمها المركز مثل الكتب الالكترونية وغير ذلك.

ويوضح إياد يعقوب مدير «برنامج عيادات العمل» طبيعة نشاطه فيقول: «عيادات العمل» هو مركز استشاري يتوجه إلى الشباب الراغبين في دخول سوق العمل، ويقدم لهم خدمات مهنية مجانية من طريق تأهيلهم، وتطوير مهارتهم من خلال ورش عمل أسبوعية تتوزع على نوعين: عامة حول مهارات التواصل والبحث عن عمل وكيفية تأسيس عمل خاص، وأخرى تخصصية تقدمها مجموعة من رجال الأعمال في مجالات العمل المختلفة ومعظمها يتركز حول مجالات إدارة الأعمال، وإدارة الموارد البشرية والتسويق والمبيعات، إضافة إلى جلسات استشارية تقدمها مجموعة من الخبراء والمختصين لإرشاد الشباب ومساعدتهم في التخطيط لمسارهم الوظيفي.

يضيف مشيراً إلى هدف البرنامج : «يسعى برنامج عيادات العـــمل إلى تغـــيير النظرة السلبية لدى الشباب عن ســـوق العـــمل، فكـــثير منهم ينظر إلى العمل في القـــطاع الخاص في سورية بأنه غير آمن مقارنة بالوظـــــيفة في القطاع الحكومي، ويعتقد أن تأسيس عمل خاص في البــلد ضرب من المستحيل، لذا فإن البرنامج يحاول بناء الثقة لدى الشــباب من خلال إبراز نــــقاط القوة لديهم وتحويلها إلى أدوات تساعدهم على دخول سوق العمل».

علاء الخشي شاب استفاد من البرنامج وتدرب فيه أشهراً عدة يتحدث عن تجربته مع «مشروع شباب» ككل والبرنامج على وجه التحديد، فيقول: «قبل أن أتعرف على مشروع شباب كنت أشعر بأن لدي كل شيء لكن لا أستطيع أن أنجز شيئاً».

يضيف بحماسة واضحة: «قد يكون تعبيراً مبالغاً به نوعاً ما، لكن بالفعل تلك هي مشاعري، فاليوم استطعت أن أحدد ميولي ومواهبي في شكل واضح ووجهت طاقاتي التي كانت مهملة واستطعت دخول سوق العمل بمساعدة بعض الشــباب ذوي الخبرة الذين قدموا لي المساعدة».

اليوم تخلص علاء من مشكلة البطالة وحصل على عمل يتوافق مع اهتمامه في مجالي الموسيقى والإعلام، فقد حصل أخيراً على عمل في إذاعة محلية خاصة، وشاركته التجربة وإنما في شكل مختلف سيدان صهيب وهي شابة أخرى قصدت «عيادات العمل» للحصول على مساعدة في كيفية البحث عن عمل يتلاءم وقدراتها.

تقول الشابة التي تدرس الأدب الانكليزي في جامعة دمشق: «تجربتي مع برنامج عيادات العمل كانت قصيرة إذ لم تتجاوز زيارتي للمركز الساعتين لكنها كانت تجربة ثرية، إذ حصلت على النصيحة في أمور عدة كنت أجهلها عن كتابة السيرة الذاتية والأســلوب الاحترافي الذي ينبغي عليّ اتباعه لإقناع أصحاب العمل بمؤهلاتي ومدى ملاءمتها للمجال الذي أرغب العمل به».

بعد أسابيع قليلة من زيارتها مركز «عيادات العمل» نجحت سيدان في الحصول على وظيفة في موقع أخبار الكتروني، وهي تعمل اليوم في جمع الأخبار والمعلومات عن الأحداث الثقافية في البلد، ولا تزال تجـــتهد لإكـــمال تعليمها الجامعي ودراستها العليا لتحقيق طموحها في التدريس في الجامعة، تقول: «أعتقد أن جيلنا يمتلك القدرات التي تمكنه من تحقيق طموحه على أرض الواقع، لكن المهم في الأمر هو الإيمان بهذه القدرات ودعمها».

لينا الجودي

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...