فضائح جيفري إبستين تلاحق الحكام والبنوك الأمريكية

09-01-2024

فضائح جيفري إبستين تلاحق الحكام والبنوك الأمريكية


تستمر تفاعلات قضايا الإتجار بالجنس بين القاصرين التي كان رجل الأعمال النيويوركي الراحل "جيفري إبستين" ينتظر المحاكمة بتهم التآمر واستغلال الأطفال والفتيات والمتاجرة بهم بموجبها قبل أن يُعْثَرَ عليه يوم 10 أغسطس/آب 2010 في زنزانته ميتاً "عن طريق الخنق" بدافع الانتحار، وتسفر نتائج التحقيق والتشريح عن اكتشاف كسور في العنق والصدر بحسب مصادر الشرطة الفيدرالية الأميركية.
هذا وقد ترك رجل الأعمال الأمريكي -المثير للجدل بعلاقاته المعقدة الغامضة والمتشعبة التي شَمَلَت رؤساء أمريكيين كَ بيل كلينتون ودونالد ترامب وزعماء وعلماء وفنانين كَ ليوناردو دي كابريو وشخصيات عالمية رفيعة بينهم إعلاميون كَ أوبرا وينفري وزعماء وأغنياء ونافذون عرب، وتورُّطِهِ مع أجهزة مخابرات عالمية بينها الموساد و سي آي إيه- ثروة تقدر بـ577 مليون دولار ووصيةً كتبها قبل انتحاره المزعوم بيومين في سجنه بنيويورك، بحسب وسائل إعلام أمريكية لم تذكر تفاصيل عن المنتفعين من ثروته، بحسب ما أفادت به أسوشيتدبرس التي أشارت إلى أن المليونير الذي رحل عن عمر ناهز 66 عاماً أكَّد في وصيته تلك أنه بريء من التهم الموجَّهة إليه وكان يواجه حُكْمَاً بالسجن لمدة 45 عاماً بحال إدانته.
ووضع رجل الأعمال السابق جميع ثروته في وَقْفٍ أسماه (وقف 1953)، بحسب نسخة من الوصية التي نشرتها نيويورك بوست. ووقَّع الوصية في 8 أغسطس 2019
ضَمَّت الوصيّة قوائم بممتلكاته، بينها 56 مليون دولار أموال سائلة، وأكثر من 14 مليون دولار دخل استثماري ثابت، وحوالي 18 مليون دولار قيمة ممتلكات "ملاحية وسيارات وقوارب". ولم تُقَدَّر بعد قيمة ممتلكاته من اللوحات الفنية والقطع الأثرية.
وقال بعض من ادَّعوا أنهم ضحايا إبستين إنهم سيطالبون بتعويضات تستقطع من ثروته عقب وفاته، لما أصابهم من أضرار.
وجاءت التقارير بشأن وصية إبستين بعد أن أعلن وزير العدل الأمريكي، وليام بار، عن تغييرات كبيرة في مكتب السجون الفيدرالي. فقد أقيل نائب الرئيس، هيو هورفيتس، وعينت رئيسة المكتب السابقة، كاثلين هوك سوير مكانه.
من هو جيفري إبستين؟
عمل إبستين، الذي ولد في نيويورك، مدرساً قبل انتقاله إلى مجالات المال والأعمال. وكان يعرف، قبل القضايا الجنائية ضده، باتصالاته مع المشهورين والأغنياء. وكان يُشاهَد في لقاءات مع الأثرياء وذوي النفوذ، الذين كان من بينهم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والرئيس السابق، بيل كلينتون، ونجل ملكة بريطانيا، الأمير أندرو.
وكتبت عنه مجلة نيويورك في 2002 تحقيقاً طويلاً. وكان ترامب يشير إليه على أنه "رجل رائع". لكنه قال في تعليق عنه مؤخراً "لم أكن من هواة جيفري إبستين".
بماذا اتهم إبستين؟
اتهم إبستين بدفع أموال لفتيات قاصرات تحت سن 18 لممارسة الجنس في قصوره في مانهاتن وفلوريدا بين عامي 2002 و2005.
وقبض عليه في 6 يوليو/تموز بعد هبوط طائرته الخاصة في نيوجيرسي. وكان قد تفادى تهماً مماثلة من قبل بعقده صفقة قانونية سرية في 2008، وقبوله الإقرار بتهم أقل درجة. وفحصت تفاصيل القضية بدقة خلال الأسابيع الماضية.
يواجه بنكان عالميان معروفان هما جي بي مورغان و دويتشه بنك، متصلان بالراحل جيفري إبستين دعاوى قضائية بسبب مزاعم أنهما قاما بتمكينه من الاتجار بالجنس، بحسب ما قضت محكمة أمريكية. كما أعطى القاضي جيد راكوف الضوء الأخضر لنظر قضية ضد جي بي مورغان في جزر فيرجن الأمريكية. وتنفي البنوك المذكورة علمها بانتهاكات إبستين.
إعلان
وفي أمر المحكمة المؤلف من أربع صفحات، كتب القاضي راكوف أن النساء وحكومة جزر فيرجن يمكنهن محاولة إثبات قضية أن البنوك "استفادت عن قصد من المشاركة في مشروع الاتجار بالجنس"، كما سمح للنساء برفع دعاوى بشأن إهمال البنوك وعرقلة تطبيق قانون اتحادي لمكافحة الاتجار بالبشر. لكن القاضي رفض بعض الادعاءات الأخرى.
كان إبستين، الذي توفي في السجن في عام 2019 بانتظار محاكمة بتهمة الاتجار بالجنس، وهو عميلٌ لدى بنكي جي بي مورجان من عام 2000 إلى عام 2013، ودويتشه بنك من عام 2013 إلى عام 2018.
هذا وقد رفع مصرف جي بي مورجان دعوى قضائية على جيس ستالي، الذي تولى إدارة أعمال إبستين كمدير تنفيذي كبير في البنك، متهماً إياه بعدم الكشف عن معلومات قد تكون ضارة بموكله. وعمل ستالي رئيسا تنفيذيا لبنك باركليز بعد ترك جي بي مورجان، واستقال في عام 2021 بعد تحقيق في علاقاته بإبستين. وقال إنه سيطعن في النتائج.
وكان إبستين، الذي أدين عام 2008 بتهمة التحريض على الدعارة، على علاقات اجتماعية مع الأمير أندرو واتهمته النيابة في 2019 قبيل وفاته بإدارة "شبكة واسعة" من القاصرات والأطفال لممارسة الجنس.
لا يستبعد مراقبون الصلة الوثيقة بين إعادة فتح ملف إبستين والضغوطات التي تمارسها اللوبيات الداعمة لاستمرار حرب بي بي أو بنيامين نتنياهو في غزّة على الإدارة الأمريكية وحلفائها الأوروبيين والعرب بالذات من زبائن إبستين المُعَرَّضين للابتزاز والتهديد بالصوت
والصورة وغيرها من القرائن في حال اعتراضهم على استمرار تلك الحملة الدموية التي أثارت ردود فعل واسعة حول العالَم وأثارت نقمة واسعة على داعميها، عداك عن تأثير تلك القضية على الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة، فهي بيضة القبَّان لحد الآن.

رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...