تشكيل الفيلق الرابع في الجيش العربي السوري

08-10-2015

تشكيل الفيلق الرابع في الجيش العربي السوري

محمد صالح الفتيح: تواترت في الأيام الماضية الأنباء عن أن تجربة الدفاع الوطني في سورية أصبحت قيد الدراسة والمراجعة ولاسيما بعد أن وصفت هذه التجربة بأنها تجربة فاشلة وأيضاً بعد أن أعلن الحليف الروسي أنه سيدعم فقط قوات الجيش العربي السوري،وكان الخبر الأكثر تداولاً أنه سيتم "حل" قوات الدفاع الوطني ثم "دمجها" بالجيش العربي السوري تحت مسمى الفيلق الرابع. وذلك لأن الجيش العربي السوري مكون من ثلاث فيالق وكل فيلق مكون من خمسة فرق.

أما اليوم فقد أعلن رئيس هيئة أركان الجيش العربي السوري، العماد علي عبد الله أيوب يعلن عن تشكيل الفيلق الرابع اقتحام.

التقدير الأولي هو أن هذا قرار حكيم للغاية، وإن كان متأخراً للغاية أيضاً، ولكن أن تصل متأخراً خير من أن لا تصل أبداً. عموماً، إذا استمرت الخطوات الصحيحة بالتتالي بهذا الشكل فقد نصل إلى وضع ممتاز خلال بضعة أشهر.
إيجابية الخطوة هو أنها تعيد بعض القوة إلى المؤسسة السورية الجامعة، الجيش العربي السوري. في مواجهة كانت تستهدف تماسك النسيج الاجتماعي في سورية كان الرد الصحيح هو الحفاظ على المؤسسات التي تصون هذا التماسك. في نهاية السبعينات عندما بدأت المواجهة المسلحة مع الإخوان المسلمين كان تعداد عناصر الجيش العربي السوري لايزيد عن 200 ألف رجل ولكن مع توالي فصول المواجهة المسلحة عبر البلاد، ولاسيما في حلب وإدلب وحماة، وعلى الحدود مع الأردن والعراق، كان القرار الحكيم بتوسعة الجيش العربي السوري. ومع انحسار الأزمة المسلحة وصل تعداد الجيش العربي السوري في العام 1984 إلى حوالي 440 الف رجل أي أكثر من ضعف حجمه قبل ست سنوات فهل تضاعف سكان سورية خلال ست سنوات؟ لا لم يتضاعف ولكن المواجهة مع الإخوان المسلمين والحرب التي استهدفت النسيج الاجتماعي السوري عبر التحريض الطائفي كان يمكن الرد عليها بطريقة واحدة صحيحة وهي الحفاظ على المؤسسة التي تجمع الجميع وتساويهم كأسنان المشط وهي الجيش العربي السوري.


إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...