16900 سـلـة غذائيـة أسبوعياً و9200 حرام صوفي للأسر المتضررة في حماة

30-10-2012

16900 سـلـة غذائيـة أسبوعياً و9200 حرام صوفي للأسر المتضررة في حماة

يتجلى الترابط الأسري الوطني بصورته الحقيقية عند الشدائد والمحن وهذا ما حصل لأبناء الشعب السوري الذين تساموا على الجراح وتحملوا أقسى أنواع الخيانة التي حملها وللأسف بعض العاقين وعديمي الأخلاق من عناصر المجموعات المسلحة التي ضررت الآمنين والمدنيين والنساء والأطفال في بيوتهم وقراهم ومدنهم وسلبت ونهبت كل ما وصلت إليه أيديهم القذرة واعتدوا على كرامات الناس وأعراضهم واضطر الكثيرون ممن تعرّضوا لأذى المجرمين لترك كل شيء واللجوء إلى مناطق أخرى ومنها محافظة حماة حيث وجدوا فيها الحضن الدافئ والملاذ الآمن والأخوة الحقيقية وتلقوا المساعدة التي قدمها إخوتهم كل حسب استطاعته من خلال الجمعيات الخيرية أو التطوع بالتوزيع وتأمين المسكن والحاجات الضرورية.
 

تمركز الوافدين
تقصينا أحوال الأسر المتضررة التي قدمت إلى محافظة حماة لعرض الواقع الذي تعيشه ومدى التعاون ومقدار الجهود التي تبذل من قبل الجهات المعنية والمنظمات والجمعيات الخيرية والأهلية لاحتضان هذه الأسر، حيث قال الدكتور طلال الأحمد عضو المكتب التنفيذي لمحافظة حماة والذي أوكلت له متابعة أمور القادمين إلى المحافظة: إن عدد الأسر الوافدة إلى المحافظة حتى بداية الشهر الحالي وصل إلى أكثر من 17400 أسرة هجّرت من محافظات حلب وحمص وإدلب ودرعا ودمشق ودير الزور وتم رصد تمركز الوافدين في الأحياء والقرى، وتقديم المعونات والمساعدات لهم كواجب وطني وأخلاقي وديني حيث تم استقبالهم في أحياء التعاونية وكازو وجنوب الملعب ومشاعه والقصور والجلاء ومحالبة وجنوب الثكنة وحي البعث والمدينة والجراجمة والحوارنة وسريحين وكفر بهم ومعرين يضاف لها الأسر التي توزعت على مناطق سلمية ومصياف والسقيلبية وصوران ومحردة والقرى التابعة لها والتي يتوقع أن عددها يقارب 90 ألف أسرة.
مساعدات غذائية وأثاث
وأضاف الأحمد أن هذه الأسر تتلقى المساعدات والأثاث من قبل منظمة الهلال الأحمر عبر فرعها في حماة الذي يقدم لها أكثر من 16800 سلة غذائية أسبوعياً تحوي كل سلة منها مواد غذائية بقيمة تقدر بنحو6 آلاف ليرة من خلال ستة مراكز موزعة ضمن مدينة حماة ومركز أو أكثر في كل منطقة من الريف كما قام فرع الهلال بتوزيع ما يزيد على 1000 سلة صحية وحوالي 6700 حرام صوفي للأسر الوافدة مع بداية فصل الشتاء ويتم رفد هذه المساعدات بما تقدمه الجمعيات الخيرية والأهلية في المحافظة والتي عرف منها جمعيات الرعاية الاجتماعية وجمعية البر والخدمات الاجتماعية وجمعيات المحروسة ومصياف وعين الكروم الخيرية التي تقوم أسبوعياً وتحت إشراف الجهات المعنية بتوزيع أكثر من 2500 حرام صوفي و2000 فراش و2500 حصير نايلون و100 سلة غذائية و600 كيس من فوط الأطفال و3 آلاف علبة حليب أطفال والكميات التي تتمكن من توفيرها من أدوات المطبخ وأكثر من 300 ألف ليرة معونات نقدية.
إشراف ومتابعة
وذكر الأحمد أن معظم المعونات توزع وفق جداول مدونة فيها البيانات المطلوبة وموزعة على فرع الهلال الأحمر والجمعيات الخيرية والأهلية ومديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في محافظة حماة ويتم الإشراف والمتابعة لعملية التوزيع من قبل مراقبين ومتطوعين كي لا تتاح الفرصة لبعض ضعاف النفوس الذين يغتنمون الفرص لاستغلال ذوي الحاجة أو سرقة مخصصاتهم أو تحويلها إلى غير وجهتها الحقيقية.
بيانات ومتطلبات
أما عن كيفية رصد احتياجات الأسر الوافدة وأعدادها وطرق تقديم الخدمات لها فقال أمين فرع شبيبة الثورة في حماة فراس السركل: إن الفريق المشترك المؤلف من الشبيبيين ومندوبي مديرية الشؤون الاجتماعية وصندوق المعونة الاجتماعية.. شكل فرقاً تقوم بزيارة أماكن وجود الأسر المهجرة وتعمل على توثيق وتكوين قاعدة بيانات تتضمن أعداد الأسر والأطفال والنساء والمرضى والطلاب والاحتياجات والمتطلبات التي تحتاجها من خلال مراكز الشبيبة في مدينة حماة ومقرات الروابط في سلمية ومصياف وصبورة والمحروسة وقد تمكنت هذه الفرق من تجميع أكثر من 3 آلاف قاعدة بيانات حتى بداية الأسبوع الماضي.
وذكر رئيس مكتب العمل التطوعي في فرع شبيبة حماة ماهر الحسن أن معظم احتياجات الأسر التي رصدتها الفرق تركزت على مستلزمات الشتاء والأدوية لمن يعانون أمراضاً مزمنة وحليب الأطفال وتم رفع مذكرات بما تم توثيقه من حاجات حقيقية وضرورية إلى الجهات المعنية وفق قوائم تحمل جميع المعلومات المطلوبة ولكن لن يتم اعتماد آلية للتوزيع أو تأمين شيء منها حتى الآن والأسر تقوم يومياً بمراجعة مقر الفرع والجهات المشاركة في الفريق للسؤال عن تحديد موعد للحصول على بعض الحاجات الضرورية التي تعينها على تأمين الحد الأدنى من المعيشة لأفرادها.
تسهيلات للتعليم
في الجانب التعليمي قال مدير تربية حماة نجيب النابلسي إن المديرية قامت بتقديم تسهيلات كبيرة ضمن التعليمات الوزارية لاستقبال الطلاب والتلاميذ الوافدين من الذين لا يحملون وثائق دراسية أو الراغبين بالانتقال إلى مدارس المحافظة من جميع المحافظات السورية وكذلك تم استقبال المعلمين والمدرسين من المحافظات الأخرى ومعالجة أوضاعهم بالطرق المناسبة وكان للتعليم الخاص والخيري دور في استقبال أعداد من طالبي العلم حيث قالت لمياء بحاح معاونة مدير مدرسة في جمعية المرأة العربية إن المدرسة استقبلت كل من تقدم لها من الطلاب بشروط ميسرة جداً وبعضهم مجاناً وقدمت لهم المدرسة ما تستطيع من مساعدة لتمكينهم من متابعة التحصيل العلمي.
للضرورة
لاحظنا خلال لقائها عدداً من أفراد الأسر المتضررة في مراكز توزيع المعونات التي تشهد ازدحاماً شديداً ورقابة من قبل متطوعي الهلال الأحمر ومندوبي الجهات المعنية أن البعض يلجأ إلى بيع السلة الغذائية التي تحوي مواد بقيمة 6 آلاف ليرة بعيداً عن المركز ببضع مئات الأمتار حيث يتربص الكثيرون ولدى سؤالهم عن سبب بيعهم لمخصصاتهم من المعونة أجابوا إننا نبيعها رغم حاجتنا لها للضرورة القصوى فالمساعدات التي تعطى لنا عينية وليس لدينا مال لشراء بقية المستلزمات من أحذية أو ملابس أو قرطاسية ونعلم أن قيمة السلة ضعف السعر الذي نبيعه ولكن ما باليد حيلة!.

نزيرة الوادي

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...