وماذا لو كان فيليكس سورياً؟

17-10-2012

وماذا لو كان فيليكس سورياً؟

يبحث السوريون عما يبدِّد همّ الأزمة التي تعيشها بلادهم. يشاغلون أنفسهم عن مسلسل الموت والدمار، بما قد يجمعون عليه بعيداً عن الانقسام بين مؤيد ومعارض. في فترة ما من الأزمة السورية، كانت مباراة الكلاسيكو بين «برشلونة» و«ريال» قادرةً على تحقيق ذلك السلام النفسي لتسعين دقيقة. خلالها، يعقد المرء هدنة بينه وبين حالة الوله الموجع بملاحقة نشرات الأخبار. يرتاح قليلاً قبل أن يعاود لعبة الترقب. طغى صوت القصف والاشتباكات المسلحة والدمار على كل ما من شأنه أن يلفت انتباه السوريين، لدرجة صاروا بحاجة إلى حدث ضخم، وغريب، وأسطوري، ليلفت انتباههم. هذا ما فعلته قفزة المغامر النمساوي فيليكس بومغارتنر الحرّة من الفضاء، التي واكبها السوريون لحظة بلحظة. ولكن ما من سوري واحد كان بوسعه النظر إلى مغامرة النمساوي تلك، بعيداً عن نافذة الحدث السوري، وهذه المرة لا من باب الدهشة بل من باب السخرية. هذا ما كشفته على الأقل تعليقات البعض منهم على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» حيث استعاد عدد منهم يوميات الحدث السوري. فيكتب سامي على صفحته «والله يا فيليكس أرجل قناص، ما بيجيبك وانت بهذه السرعة». ويكتب هاني: «فيليكس نسيان هويته، رح يتأخر شوي»، ويكمل ساخراً: «مشافي المخيم تغصّ بالفليكسييين». ويكتب علي: «فيليكس إذا صادفت على طريق نزولك سورياً صاعداً إلى فوق، أرجعه لنا معك، الله يخليك». ويعود آخر ليؤكّد: «عمّي هاي القفزة مفبركة، وما عاد تمشي علينا هيك قصص، روحوا العبوا غيرها». فيما يتناقل نورس وعدد من رفاقه جملة مفادها أنّ من قفز ليس فيليكس، بل «مجسّم» له.
ومن السوريين من أراد السخرية من قفزة فيليكس، والابتعاد عن وجع الأزمة في آن معاً، من خلال استعادة يوميات السوريين قبل الأزمة، ومنها إعلان رمضاني شهير لأحد أنواع العلكة: «منطاد فيليكس شغل معمل علكة منطاد». من جهته يربط زياد حادثة مغامرة فيليكس بطائرة «حزب الله» التي اخترقت أجواء فلسطين المحتلة، فيكتب على صفحته: «منكم فيليكس ومنا أيوب. يغامرون ونغامر».
سرعان ما يهبط فيليكس، وتهدأ ثورة السوريين على أزمتهم، بالسخرية من فيليكس. تكتب مرح: «خلصتوا من فيليكس؟ منرجع لموضوعنا، أين كنا؟»، فيما كتب هاني حاسماً: «القفزة خلصت... كل واحد يرجع إلى مصائبه».

ماهر منصور

المصدر: السفير

التعليقات

على ما يبدو انك لم تقرأ كل التعليقات على الفيس بوك فالبعض تذكر بقفزة فيليكس احداث سوريا بأن قال لقد سبقوك با فيليكس السوريين و قذفوا ببعضهم من الشرفات و الاسطح و وضعوا صور قذف الجثث و الاحياء منهم مثلما حدث في منطقة الباب في حلب او في يبرود و النبك عندما قذفوا بأحدهم من النافذة.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...