نساء غزة ينافِسْنَ رجالها في تدوير النفايات

20-10-2012

نساء غزة ينافِسْنَ رجالها في تدوير النفايات

يعاني قطاع غزة منذ عشرات السنين من معضلة التخلص من النفايات والاستفادة منها.. ومؤخراً أنشئ المصنع الأول من نوعه لتدوير النفايات في القطاع، بهدف التخلص من الكميات الهائلة منها، بعدما أثارت قلق البلديات المحلية والمواطنين.
ودفع الفقر والوضع الاقتصادي الصعب ببعض النساء إلى مزاحمة الرجال في هذه المهنة، حيث تعمل 24 امرأة في المصنع الذي بُني في مدينة رفح في جنوب قطاع غزة.
لا تخجل هيام مشايخ من عملها في مصنع النفايات، إذ تطمح إلى مساعدة أسرتها، خصوصاً أنها لم تتمكن من العمل بشهادتها الجامعية. وتقول مستعينة بمثل شعبي «اللي رماك عالمرّ؟ اللي أمرّ منه»، حيث أجبرتها مستلزمات الحياة، وارتفاع نسبة البطالة في غزة إلى العمل في هذه المهنة.
ووجّهت مشايخ رسالة إلى نظيراتها اللواتي حصلن على شهادات جامعية أن «لا ينظرن بتعالٍ إلى بعض الأعمال، بل اقتحام مجالات العمل للوصول تدريجياً إلى طموحاتهن».
ويقول القائمون على المشروع إن المبادرة تهدف إلى «خفض الكميات الهائلة من النفايات المتراكمة في الطرقات والمكبات العشوائية».
وتوضح أم فؤاد أبو عودة أن زوجها لا يعمل، ما اضطرها إلى إعالة عائلتها التي تتكوّن من سبعة أبناء، مشيرةً إلى أنها لم تتقبل وعائلتها نوع عملها في البداية، «لكن تدريجياً اعتدنا على الأمر». وتعبر أم فؤاد عن سعادتها أن الحظ حالفها للعمل في مشروع أطلقت عليها اسم «المفخرة الوطنية».
أما أم حسام الصبيحي التي لديها ستة أبناء، فتقول «زوجي مريض لا يعمل. لذا أردت أن أشارك في توفير لقمة العيش لأولادي»، مؤكدةً ضرورة «بذل السيدات لكامل طاقتهن للمشاركة في أعمال مجتمعية تعود بالفائدة على عائلتهن».
من جهتها، توضح أم محمد ضرغام أنها تمكّنت من تنظيم وقتها بين واجباتها المنزلية وعملها في المصنع، مضيفةً أن «عمل السيدات في القطاع أمر غير مألوف، ولكن ليس عيباً لأنه يوفر الكثير من فرص العمل للنساء الفقيرات».
ويشرح صاحب المصنع سمير عفيفي أن «فكرة المصنع موجودة منذ 15 عاماً، وتمكنا من تحقيق الحلم مؤخراً»، مضيفاً إن «الكثير من العوائق واجهتنا، خصوصاً بعدما رفضت مؤسسات مانحة أجنبية تمويل المشروع»، واصفاً إياه بـ«المميز».
وتمكّن المنظمون بالتعاون مع «جمعية أصدقاء البيئة الفلسطينية» وبلدية رفح من توفير التسهيلات الكاملة للمشروع.
ويشير عفيفي إلى أن مصنع فرز النفايات يعمل على فرز حوالي 60 في المئة من المواد العضوية وتحويلها إلى سماد، بالإضافة إلى فرز وتدوير البلاستيك والألومينيوم والحديد، ما يخلق صناعات جديدة لهذه المواد، مؤكداً أن أهمية المشروع تكمن في «إيجاد حلول سريعة ومفيدة للتخلص من النفايات الصلبة، والحدّ من تلوث البيئة، والمحافظة على نظافتها، وتوفير فرص عمل للمحتاجين».
ويوضح عفيفي «أنجزنا المراحل الأولى من المشروع ونحضر للخطوة الثانية المتمثلة بإنتاج الطاقة من النفايات».
ويستوعب المصنع حوالي 120 طنّاً من النفايات في مدينة رفح، ويهدف المنظمون إلى التوسّع في المشروع ليشمل استيعاب جميع نفايات المدينة، بالإضافة إلى محافظات أخرى، وذلك لإنتاج الطاقة من حرق النفايات بمواصفات فنيّة جيدة، ما يوفر حوالي 10 في المئة من الطاقة، وإتاحة فرص العمل للنساء والرجال.
وتستخدم البلديات في قطاع غزة، أراضي شاسعة كمكبات للنفايات الصلبة، حيث يعاني السكان من التلوث والمشاكل بيئية والصحية.
ويقول محمد الشاعر من منطقة صوفا في جنوب شرقي رفح، التي تشكل المكب الأكبر للنفايات أن «تلال النفايات تسببت بمشاكل صحية لأبناء المنطقة خلال السنوات الأخيرة».
من جهته، يوضح مدير دائرة الصحة والبيئة في بلدية رفح عبد الحميد ضهير أن «المكبات يجب أن لا يزيد ارتفاعها عن سبعة أمتار، لكن طول المكبات في تلك المنطقة ارتفع إلى حوالي ثلاثين متراً».
وأكد أن مصنع فرز وتدوير النفايات هو «الحل الاستراتيجي والأمثل للتخلص من آلاف الأطنان من النفايات»، مشيراً إلى أن «البلدية وفّرت أرض المصنع مجاناً على مساحة ثمانية دونمات».

(«دويتشيه فيلله»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...