مقـلاة «سحـريـة» تنقـذ نسـاء دارفـور

22-10-2012

مقـلاة «سحـريـة» تنقـذ نسـاء دارفـور

تعتبر مهمة جمع الحطب لاستخدامه في طهو الطعام، وسيلة شاقة ومحفوفة بمخاطر كبيرة للنساء السودانيات في دارفور، لكن تعلم صنع مقلاة بسيطة، سهلت حياة الآلاف منهن.
ومؤخراً، بدأ «برنامج الغذاء العالمي» في إطار خطة أطلقت منذ عامين، بتعليم النساء على صنع مقلاة تسمح لهن بتمضية وقت أقل في جمع الحطب، وذلك بهدف تحسين مردودهن المادي وحماية البيئة.
وقالت مديرة مركز التدريب الذي يضم قرى عدة في منطقة شقرا ناديا إبراهيم إن «حياتنا الاجتماعية تحسنت كثيرا بفضل هذا المشروع».
وأشار رئيس بعثة برنامج الغذاء العالمي في الفاشر، وهي كبرى المدن في شمال دارفور سيزار أوريو، إلى أن المشروع يحسن الظروف السيئة في الأرياف، بعدما دمرت النزاعات غالبية القرى، حيث حرم سكانها تدريجياً من المساعدة الغذائية المباشرة التي تقدمها المنظمات الدولية.
وأرغمت الأضرار التي خلفتها الحرب النساء على المغامرة بعيدا عن منازلهن بحثا عن الحطب لتحضير الطعام، بالرغم من أنهن يجازفن في هذه التنقلات بالتعرض لخطر الاغتصاب.
وقال أوريو إن ذلك يعني اضطرار «الســـير مـــسافة حـــوالي 15 كيلومتراً بحثاً عن الحطب، ما يضطر هؤلاء النساء إلى ترك أطفالهـن حوالي أربعــة أيام».
وبالرغم من أن أعمال العنف في دارفور تراجعت إلى حد كبير، إلا أن الصدامات بين المتمردين والقوات الحكومية والهجمات المسلحة بين القبائل ما زالت تتكرر.
ويشمل المشروع بحسب برنامج الغذاء العالمي، 14 ألف امرأة في منطقة شقراء في غرب مدينة الفاشر.
وأجرت امرأة اختباراً أمام الوفد الأوروبي، الذي زار المنطقة لمراقبة آليات تنفيذ المشروع، حيث شكلت بحركة سريعة بعض لفافات من مادة تشبه الطين ووضعتها في قوالب بشكل دائري، لتستخدمها بعد تجفيفها على النار لطهو الطعام.
ويتطلب الطهو في المقلاة الجديدة كمية أقل من الحطب، مقارنة بالكمية التي تحتاجها النساء في إعداد الطعام تقليديا، خصوصا إذا استخدمت القوالب التي تصنع من براز الحيوانات الممزوج بالقش، والتي تتعلم النساء صنعها أيضا في إطار البرنامج.
كما يهدف المشروع الذي أنشئ في غابة تبلغ مساحتها أربعة هكتارات، إلى تقليص الوقت الذي تمضيه النساء في جمع الحطب، خصوصاً أن الأشجار تنمو بصعوبة في دارفور.
وتصنع النساء عدداً من هذه المقالي لاستخدامها في تحضير الطعام في المنزل، بالإضافة إلى محاولة بيعها في الأسواق.
وأوضحت إبراهيم أن صناعة المقالي يشكل «مردودا ماديا لهؤلاء النساء»، مضيفة أن «أرباحنا تتزايد بالإضافة إلى تطوير نشاطاتنا».
وخضعت حوالي 200 ألف امرأة للتدريب في أحد مراكز البرنامج، التي يبلغ عددها 33 مركزاً في دارفور.

المصدر: أ ف ب

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...