معارك صعدة تتحول إلى حرب استنزاف

11-03-2007

معارك صعدة تتحول إلى حرب استنزاف

دخلت المعارك الدائرة بين قوات الجيش اليمني وأنصار الزعيم الديني بدر الدين الحوثي المتهم ونجليه يحيى وعبد الملك بقيادة تمرد مسلح في محافظة صعدة الشمالية مرحلة حرجة أشبه بحرب الاستنزاف مع دخول المواجهات شهرها الثالث .
ويأتي ذلك بعدما لجأت قوات الجيش إلى أسلوب الحصار وقطع الإمدادات عن الحوثيين وإنهاكهم بهجمات متقطعة بالطيران والمدفعية بعد أسابيع من المواجهات التي أوقعت أكثر من 700 قتيل وعشرات الجرحى من الجانبين، فيما تجاوزت فاتورة الخسائر خانة المليارات في الممتلكات العامة والخاصة والسلاح.
وحتى يوم أمس ارتفع عديد قوات الجيش في المنطقة وفقا لمصادر حكومية إلى حوالي 25 الفاً، أي ما يعادل ربع قوات الجيش اليمني موزعين على ثمانية الوية عسكرية.
وأكد مسؤولون عسكريون أن ساعة الحسم في المواجهات الدائرة اقتربت من نهايتها مع تشديد الخناق على المعاقل الجبلية للحوثيين واقتحام بعضها بالتعاون مع رجال القبائل الذين جرى تدريبهم وتسليحهم خلال الأيام الماضية للقتال في صفوف القوات الحكومية .
واستأثر موضوع الخسائر الكبيرة في هذه الحرب باهتمامات الدوائر السياسية في البلاد، وخصوصا بعد خسارة اليمن طائرتين من طراز " ميغ 29 " الأسبوع الفائت في الكارثة التي قالت وزارة الدفاع إنها ناتجة من خلل فني، في حين أشارت مصادر مستقلة إلى أن الطائرتين تعرضتا لهجوم صاروخي في مطار صعدة، خصوصاً أنهما شوهدتا قبل احتراقهما ضمن سرب من أربع طائرات من نفس الطراز كانت تشارك في الهجمات على المعاقل الجبلية للحوثيين في صعدة.
وبحسب الإحصاءات الرسمية المعلنة، قتل من أنصار الحوثي حتى اليوم نحو 250 في مواجهات الأسابيع الماضية، فضلا عن اعتقال أكثر من الف شخص معظمهم من الشباب الذين يعتقد أنهم من أعضاء تنظيم "الشباب المؤمن" المحظور.
غير أن خسائر الحوثيين تبدو قليلة قياسا إلى الخسائر الحكومية، إذ تشير إحصاءات غير رسمية إلى مقتل أكثر من 500 جندي وضابط، إلى جرح العشرات.

وتحول عدد من المدن والقرى في محافظة صعدة مدن أشباح بعد تنفيذ قوات الجيش أكبر عملية إخلاء من نوعها لبعض القرى القريبة التي تدور فيها مواجهات.
وكان المعطى الجديد في الحرب الميدانية مشاركة القوات غير النظامية من رجال القبائل الذين انخرط الآلاف منهم في صفوف قوات الجيش خلال الأيام الماضية للمساهمة في حسم المواجهات على طريقة حرب العصابات، ولا سيما بعدما تكبدت قوات الجيش خسائر كبيرة اثر محاولتها اقتحام المناطق الجبلية التي يتمركز فيها الحوثيون.

وعلى جبهة الحرب الإعلامية، شهد اليومان الماضيان تغيراً كبيراً في نبرة الخطاب الإعلامي الرسمي حيال أزمة التمرد، إذ خفتت وسائل الإعلام الرسمية النبرة المذهبية لخطابها في ما اعتبر مؤشرا لادراك الحكومة تداعيات خطيرة مستقبلا، خصوصا ان الخطاب تركز على اثارة الفتنة المذهبية بوصف الحوثيين من الجماعات الصفوية والاثني عشرية.
وفي موازاة هذه التهدئة، ظهرت أول فتوى دينية لمقاتلة الحوثيين نشرتها صحيفة "الميثاق" الناطقة باسم حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم .
ونسبت الصحيفة إلى عضو هيئة علماء اليمن عضو الهيئة العالمية لاتحاد علماء المسلمين القاضي العلامة محمد بن اسماعيل العمراني تنديده بما وصفه بـ"الأعمال التخريبية التي تمارسها العصابات الإرهابية بدوافع من الهوى والعصبية والبغي. في بعض مديريات صعدة".
ورأى أن قتال هذه الفئة "يعتبر جهادا واجبا "لأنهم طغاة خرجوا على جماعة المسلمين، ومن واجب الدولة أن تردعهم حتى يعودوا عن غيهم ومن واجب المسلمين مساندة الدولة في ذلك، لافتا إلى أن "الحوثيين لا يمثلون المذهب الزيدي وهو منهم براء".
وتزامنت هذه الفتوى مع اشتعال حرب جديدة في المساجد، خصوصاً تلك التي يديرها سلفيون، رغم تعميم وزارة الأوقاف والإرشاد بتخفيف حدة الخطب في شأن الازمة.

أبو بكر عبد الله

المصدر: النهار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...