مئات المتظاهرات بوسط القاهرة يطلبن الحماية من "السعار الجنسي"
تظاهر الخميس 9-11-2006 مئات السيدات والفتيات، بينهن عدد من طالبات الجامعة الأمريكية والجامعات الأخرى في القاهرة أمام مبنى نقابة الصحفيين احتجاجا على أحداث التحرش الجنسي التي شهدتها منطقة وسط العاصمة أمام بعض دور السينما في أول أيام عيد الفطر الماضي وهو ما أطلقت عليه بعض وسائل الاعلام حالة "السعار الجنسي".
ونظمت تلك المظاهرات عدد من الجمعيات والمنظمات النسائية وشارك فيها عشرات من الرجال، فيما ذكرت ناشطة نسائية أن التحرشات الجنسية تحولت إلى سلوك يومي يشهده الشارع المصري وبعض الأماكن ووسائل النقل العامة مثل الاتوبيسات، متهمة بعض رجال الشرطة في الدوريات الراكبة أو الثابتة بالتحرش أيضا بالنساء.
وقالت لمياء لطفي الناشطة في مؤسسة المرأة الجديدة- وهي منظمة حقوقية نسائية مصرية- لـ"العربية.نت" إن خوف النساء من السخرية والاستهزاء والتعرض للتحرش الجنسي داخل أقسام الشرطة وراء الإحجام عن عدم التقدم ببلاغات عما حدث لبعضهن في وسط البلد أو ما يتعرضن له يوميا في الشارع والاتوبيسات وفوق الكباري وفي أماكن التنزه بالحدائق.
ونظمت تلك المظاهرات الاحتجاجية التي تميزت بلافتات تنتقد التحرشات الجنسية كل من مؤسسة المرأة الجديدة، ومؤسسة قضايا المرأة، والمركز المصري لحقوق المرأة، ومنظمة المرأة العربية.
وتضمنت تلك اللافتات شعارات تطالب بتوفير الأمن النفسي والبدني للنساء في الشارع، من بينها "أنا وأنت من حقنا نمشي بأمان وكفاية معاكسة.. الشارع لنا.. اوقفوا التحرش الجنسي.. الكبت ليس عذرا.. أين دور الشرطة؟"".
وأكدت لمياء لطفي أن حالات التحرش الجنسي بالنساء أصبحت تجري يشكل اعتيادي يومي وليست مقصورة على أيام العيد فقط، لكن الجديد أنها تحولت من حالات يقوم بها أفراد بالألفاظ والاحتكاكات المباشرة، إلى شكل منظم جماعي أول يوم العيد في وسط البلد وصل لتقطيع ملابس النساء، وهو ما كشفته بعض وسائل الإعلام ومدونات الانترنت.
وقالت لمياء عبر الهاتف من مكان المظاهرة أمام نقابة الصحفيين: التحرشات الجنسية سلوك يومي نتعرض له سواء في العيد أو غير العيد. حوادث أول أيام العيد ليست السابقة الوحيدة في ذلك. الأمور وصلت لحد من الصعب السكوت عليه، فحتى رجل الشرطة في الشارع من خلال وجوده في دورية الأمن الراكبة أو الثابتة يتحرش بالنساء. هذا أمر معتاد ولا نتكلم بشأنه لأول مرة.
وأضافت: لم أكن من شهود عيان السعار الجنسي الذي اجتاح وسط البلد أمام دور السينما، لكني استمعت إلى شهادات من بعض صديقاتي جاء فيها: "كن داخل سيارات "التاكسي" عندما مررنا على المكان وسمعنا صرخات الضحايا اللاتي تم الامساك بهن وتعريتهن من بعض ملابسهن".
واستطردت: استمعت أيضا لشهادات أصحاب المحلات في المنطقة الذين أكدوا أنهم جعلوا من محلاتهم ملاذا للهاربات من تلك التحرشات.
وقالت لمياء: كما تم توزيع بعض الصور التي التقطت للتحرشات، اضافة إلى ما كتبه وصوره أصحاب المدونات مثل الصحفي وائل عباس وهم شهود ثقة عندنا وإن كانوا ليسوا كذلك عند الجهات الأمنية.
وواصلت لمياء لطفي: الكثيرون تساءلوا: لماذا لم تقدم الضحايا بلاغات حول ما تعرضن له؟.. المشكلة أنهن يخشين التحرش بهن في أقسام الشرطة أيضا، فهناك خبرة سابقة استقينها ممن ذهبن سابقا للشكوى من مثل هذه الأمور، بأنهن يواجهن سخرية واستهزاء وأسئلة سخيفة وتحرشات، وتحميلهن تبعات ما حصل لهن، كاتهامهن بارتداء ملابس مثيرة أو تعمد جذب الشباب لمعاكستهن والتحرش بهن.
ومضت تقول: رجال الشرطة لا يفرقون بين الشباب والفتيات في المظاهرات ويقومون بسحل الجميع على حد سواء. والمجتمع نفسه لا يرحم المرأة التي تتعرض للتحرش ويعتبرها مسؤولة عن جريمة الاعتداء عليها جنسيا أو نفسيا او لفظيا لأنها غير محجبة مثلا أو لا تغطي شعرها، مع أنه كانت محجبات ومنقبات أيضا بين من تعرضن لاعتداءات التحرش الجنسي في وسط القاهرة.
وتحدث الصحفي المصري عوض المغازي من موقع المظاهرة أيضا قائلا إن الملفت هو مشاركة أعداد كبيرة من طالبات الجامعة الأمريكية اللاتي أكدن أنهن عرضة للتحرشات الجنسية يوميا، وقد جئن حاملات لافتات مكتوبة باللغة الانجليزية تندد بهذا السلوك الذي يصفنه بأنه أصبح شائعا بصورة مخيفة.
وأضاف: يطالبن في تلك اللافتات بتوفير الأمن النفسي والبدني لهن واحترام أخلاق المجتمع، فهن على حد قولهن يسمعن كلاما فاحشا علنيا على مسمع من الجميع دون رادع، ويتطور هذا الكلام أحيانا إلى اللمس خاصة في الاتوبيس والمترو، وقد تتعرض الفتاة التي تحاول الاعتراض أو المقاومة للأذى والضرب دون أن يتدخل أحد لحمايتها.
وقرأ المغازي استمارة وضعها ووزعها المركز المصري لحقوق المرأة أثناء المظاهرة. وطرحت هذه الاستمارة عدة أسئلة من بينها: هل حدث لك أو لأي أحد من معارفك تحرش جنسي.. هل تعرضت من قبل إلى أي من التعليقات الجنسية التي تثير الاشمئزاز.. هل تم لمسك أو الامساك بك رغما عنك من قبل؟"".
وتضيف الاستمارة أن هذه السلوكيات تسمى بالتحرش الجنسي، وأن الآثار التي تترتب عليها هي الشعور بالخوف والانفعال والاحباط وفقدان الثقة بالنفس والصدمة وعدم الأمان والاحساس بالخيانة، ويخلق لديها نوعا من التوجهات المعادية للآخرين والتردد عن الدخول في مجالات العمل خوفا من التحرش بها، ومن الأثار الجسدية الشعور بالصداع والانتفاخ.
ونصحت الاستمارة المتحرش بهن باثارة الموضوع وسط العائلة والأصدقاء دون خوف وعدم التساهل مع حالة التحرش والابلاغ عنها فورا، وتشجيع النساء على الافصاح والاتصال بالمنظمة عن طريق بريدها الالكتروني.
ونقل عوض الغازي عن مروة مختار منسق البرامج فى المركزالمصرى لحقوق المرأة ان هذه المظاهرة ليست الأولى من نوعها، فقد نظم المركز مظاهرة احتجاجية عندما تم التحرش بالسيدات المتظاهرات أثناء الاستفتاء على المادة 76 من الدستور التي أتاحت لأول مرة مبدأ الانتخابات الرئاسية في عام 2005.
وقالت إن مظاهرة اليوم لا تأخذ الطابع السياسي، لكننا نظالب بحماية الشرف، واصدار تشريع يجرم التحرش الجنسى اقتداء بالصين التى شرعت قانونا بهذا الشأن، خاصة وان قانون العقوبات المصرى يعاقب على هتك العرض والاغتصاب فقط.
وعن تجربتها مع التحرش الجنسى قالت: مثلى وكثير من صديقاتي نتعرض للتحرش فى الشوارع والمواصلات، ومنذ عام 2000 زادت نسبة التحرش الجنسى بالبنات عموما ، ولم تسلم من التحرش السيدات المحجبات او السيدات فى سن الاربعين.
المصدر: العربية نت
إضافة تعليق جديد