لقاء ميتشل ـ نتنياهو يكرّس فشلاً ثلاثياً:لاتفاهمات لااتفاقات ولا قمة

17-09-2009

لقاء ميتشل ـ نتنياهو يكرّس فشلاً ثلاثياً:لاتفاهمات لااتفاقات ولا قمة

لاحت في الأفق يوم أمس بوادر أزمة شديدة في العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، عندما أخفقت مساعي المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل في تحقيق المهمة الأبسط، وهي ترتيب قمة ثلاثية في نيويورك لتدشين العملية التفاوضية من جديد. وشرعت الأطراف في تبادل الاتهامات حول المسؤول عن هذا الفشل الذريع الذي سيلقي بظلاله على حاضر ومستقبل الرئيس باراك أوباما وعلى الوضع في المنطقة. فلسطينيات ينتظرن العبور من بيت لحم إلى القدس المحتلة لإحياء ليلة القدر في المسجد الأقصى، أمس
وقد حاولت أوساط إسرائيلية وأميركية التلميح بأن الأمل في عقد قمة ثلاثية على هامش انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة لم يتبدد بعد. وقالت إن الاجتماع الاستثنائي الذي سيعقده المبعوث ميتشل مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو غدا الجمعة سيقرر مصير انعقاد القمة الثلاثية أو عدمها. ومن المهم الإشارة إلى أن الإدارة الأميركية تعتبر عقد القمة الثلاثية نقطة تحول في المساعي لاستئناف المفاوضات وتحقيق رؤية أوباما بحل سياسي للقضية الفلسطينية خلال عامين.
وبرغم أن الأزمة لم تخرج بعد إلى العالم على شكل صخب وتبادل للاتهامات فإن خروجها مسألة وقت. فبعد جهد مكثف في الأشهر الستة الماضية تجد إدارة أوباما نفسها قبل أيام من الموعد «التاريخي» لتدشين العملية السياسية من دون تفاهمات، من دون اتفاقات، ومن دون قمة. ولا تنظر الإدارة الأميركية بارتياح لواقع عجزها عن جمع الطرفين ولو من أجل التقاط صورة، وهي في الغالب تحمل نتنياهو مسؤولية إفشالها أكثر مما تحمل السلطة الفلسطينية.
ويبدو أن تراجع المبعوث الأميركي بلغ يوم أمس الأول حد حمل رسائل وصيغ من نتنياهو إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وتتنافى هذه الصيغة مع الرؤية التي بدأ الأميركيون فيها جولة اتصالاتهم الحالية وفق مراحل ومتطلبات خريطة الطريق، والتي تقوم على مطالب واضحة من الفلسطينيين والإسرائيليين. وبدلا من الضغط على نتنياهو للوفاء بالتزام تجميد الاستيطان صار ميتشل يحاول لعب دور الوسيط لإقناع الرئيس محمود عباس بموقف أكثر ليونة وعلى قاعدة تسهيل القمة الثلاثية وبعدها لكل حادث حديث.
وتتهم إسرائيل الإدارة الأميركية بأنها عجزت عن «إنزال الفلسطينيين عن شجرة تجميد الاستيطان العالية» وهو ما عرقل انعقاد القمة. وتذهب إلى أبعد من ذلك فتقول إن من شجع الفلسطينيين على هذا الموقف هو تصريحات المسؤولين الأميركيين، بمن فيهم الرئيس أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، حول تجميد الاستعمار. ويتحدث الإسرائيليون كذلك عن أن إدارة أوباما عجزت عن توفير رزمة بوادر حسن نية عربية على شكل استعدادات تطبيعية يمكن عرضها لدى الجمهور الإسرائيلي كمقابل لـ«تضحية» التجميد.
في المقابل يتهم الفلسطينيون إسرائيل، وخصوصا نتنياهو، بالتنصل من الالتزام المحــــدد في خريطة الطريق بوجوب وقف الاستعـمار، بما في ذلك لما يسمى بأغراض النمو الطبيعي.
غير أن الاتهام الأميركي لإسرائيل أشد تعقيدا إذ يشير الأميركيون إلى أن الذنب يقع على نتنياهو الذي أثار الأجواء بكثرة أحاديثه عن البناء في المستعمرات وصعوده هو الآخر على شجرة رفض التجميد. ويشدد الأميركيون على أن نتنياهو يحاول إعادة تعريف مفهوم «التجميد»، بعدما كان قد أعطى تعهدات بالالتزام بتنفيذه.

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...