فيلم «الجهاد الثالث»: «المسلمون يدمرون الغرب»

26-01-2012

فيلم «الجهاد الثالث»: «المسلمون يدمرون الغرب»

«الجهاد الثالث» هو عنوان فيلم يبدو أنه يلقى رواجاً «مقيتاً»، في أوساط شرطة نيويورك، وإلا ما الذي يحدو قيادة هذا المركز إلى عرض هذا الفيلم «المناهض للمسلمين»، ضمن برنامج تدريبي لا مرات متفرقة، وإنما 1500 مرة!!
ووفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، عرضت شرطة نيويورك هذا الفيلم على ضباطها وعناصرها، من مختلف المستويات والرتب، «عرضا متواصلا»، في مدة تتراوح ما بين ثلاثة أشهر وعام واحد.ملصق الفيلم
رسالة الفيلم هي إيهام الرأي العام بأن «غالبية المسلمين في الولايات المتحدة والغرب عموماً، يسعون إلى تدمير المجتمع الغربي»، عبر ما أسماه الفيلم «الجهاد الثالث»، باعتبار أن الجهاد الأول كان في أيام النبي محمد والجهاد الثاني وقع في العصور الوسطى.
وأوضحت مجلة «ذا اتلانتيك» أن الفيلم، المموّل من مؤسسة «غير ربحية» تدعى «كلاريون فاند»، يبدأ بموسيقى «مخيفة»، ثم يظهر على الشاشة «إرهابيون» «مسلمون» يطلقون النار على مسيحيين، ثم نرى سيارات مفخخة تنفجر، وصور أطفال قتلى. ثمة صور لمتظاهرين يحرقون الأعلام الأميركية، بعدها يقوم «واعظ بلكنة أميركية» بـ«تمجيد المفجرين الانتحاريين»، واصفاً إياهم بـ«الأبطال».
ثم تُعرض صور فوتوغرافية «مفبركة بطريقة تكتيكية تهدف إلى بث الرعب»، كمثل تصوير رايات إسلامية سوداء ترفرف فوق البيت الأبيض. والأنكى هو أن الفيلم يتضمن مقابلة مع مفوض الشرطة راي كيلي.
في البدء أنكر كيلي تورّطه في الفيلم. وقال نائبه بول براون إن المخرج «زج» في فيلمه مقتطفات من مقابلات قديمة لكيلي، من دون مراجعته، ما استدعى رداً من المخرج رافائيل شور، وهو عضو في منظمة «نار التوراة»، التي تعارض «أي تنازل عن أراضي الضفة الغربية».
وأرسل شور إلى الصحيفة تفاصيل عن المقابلة التي أجراها مع كيلي، في 19 آذار 2007، والتي استغرقت 90 دقيقة.
عندها اضطر كيلي، للمرة الأولى، إلى الإقرار بأنه «أخطأ» عندما «تعاون شخصياً» مع منتجي الفيلم، فيما وصف عمدة نيويورك مايكل بلومبرغ «أياً كان من عرض هذا الفيلم» بأنه «قام بعمل فظيع»، متوعداً بـ«أننا سنعرف مَن».
لا لبس في رسالة «الجهاد الثالث»، حيث يقول المعلّق، وهو وهو طبيب مسلم وضابط سابق في الجيش الأميركي يدعى زهدي جاسر «هذه هي الأجندة الحقيقية لجزء كبير من الإسلام في أميركا»، هذه «استراتيجية للتسلل والهيمنة على أميركا... هذه هي الحرب التي لا نعرفها».
ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها شرطة نيويورك للانتقاد، ففي العام 2006، أعدّت وكالة «اسوشييتد برس» تحقيقاً كبيراً عن قيام شرطة المدينة بالتنصّت على مسلمي المدينة، ما دفع قادة هؤلاء إلى «مقاطعة» الفطور الذي دعا إليه بلومبرغ «للترويج لحوار الأديان». وحتى اليوم لم تعتذر الشرطة على انتهاكها حقوق مواطنيها... الأقل حظوة، فقط لأنهم مسلمون!
وختمت «ذا اتلانتيك» تقريرها بالقول إن «خبر عرض فيلم الجهاد الثالث قد يمنح منتقدي شرطة نيويورك حجة إضافية بأنها فعلاً معادية للمسلمين».

إعداد جنان جمعاوي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...