عن حقنا في أن نُنسى.. إلكترونياً

13-11-2009

عن حقنا في أن نُنسى.. إلكترونياً

ثمة مراهق كتب ذات مرة مقالاً «فظاً» ونشره على الإنترنت. شب المراهق، وبات شاباً يبحث عن وظيفة. أحد مستخدميه المحتملين مهووس بالإنترنت. يقع صدفةً على المقال. فهل يوظّفه؟
ولنفترض أن رجلاً خرج للتو من السجن، لإدانته بتعاطي المخدرات مثلاً. هو تعافى من إدمانه ويريد بدء حياته من جديد. فهل سيكون ذلك ممكناً عندما يتربص به الإنترنت ليفضحه أمام الناس؟
خلافاً للمطبوعات، يعد الإنترنت وسيلة إعلامية «تخزّن» معلوماتها، لـ«تسمم» حياة الكثيرين. انطلاقاً من هنا، انبثقت فكرة سن «قانون النسيان الإلكتروني»، في فرنسا، الذي لا يزال، على ما يبدو، عصياً على التنفيذ.
وقدّم عضوان في مجلس الشيوخ الفرنسي ايف ديتراين وان ماري اسكوفييه مشروع قانون يتعلّق بحماية خصوصية الأفراد على الإنترنت، فيما دعت وزيرة الدولة ناتالي موريزيت إلى ورشة عمل، اليوم، في باريس من أجل «تقديم مقترحات عملية من أجل تعزيز حماية الحياة الخاصة على الإنترنت».
وبحسب مؤسس معهد «اوروتكنوبوليس» دينيس ايتيغهوفر، فإن «الحق في أن ننسى إلكترونياً» معني بما يسمى «الذاكرة المطلقة» حيث «يحفظ كل شي: الصالح والطالح، الذكريات والأخطاء الماضية، كتابات لم نعد تؤمن بمضمونها، مقالات نرغب في محوها، أي كل ما يشكل تحدياً أمام حريتنا العامة». و«على الإنسان الإلكتروني أن يستند إلى هذا الحق من أجل محو المعلومات المتعلقة به على الإنترنت، التي قد تمس مصداقيته الأخلاقية وحريته الفردية وحرية عائلته، بشكل مؤثر على نشاطاته الخاصة أو المهنية».
من جهته، يشرح الخبير في شؤون الانترنت برنار بنهامو، الذي يشارك في ورشة العمل الباريسية، أن مستخدمي الإنترنت هم غالباً سبب المشكلة التي ستطاردهم لاحقاً، (كأن يضعوا لأنفسهم صوراً على «فايسبوك» سرعان ما تنتشر عند الكثيرين)، «لذا من الضروري أن يكونوا يقظين عندما يضعون معلومات متعلقة بهم على الشبكة، ويتعين أن يبقوا هذه المعلومات تحت سيطرتهم».
وحذّر بنهامو من شركات مهمتها جمع المعلومات الإلكترونية، من أجل «ابتزاز أصحابها»، الآن أو بعد سنوات.
وعن الأسس التي يرتكز عليها «الحق في أن ننسى إلكترونياً»، تشرح المفوضة الأوروبية المكلفة شؤون مجتمع المعلومات والإعلام فيفيان ديدينغ أن «القوانين الأوروبية واضحة. لا يمكن استخدام المعلومات الخاصة من دون موافقة صاحبها»، فضلاً عن إرغام المواقع التي تخزن معلومات شخصية عن مستخدميها على إلغاء بيانات الأفراد بعد عام عن توقفهم عن دخول الموقع.
أما المعوقات أمام تنفيذ قانون «الحق في أن ننسى»، فهي كثيرة، منها «النسخ واللصق»، حيث يقدم مستخدمون إلكترونيون على نقل معلومات تخص مستخدمين آخرين وحفظها لديهم، فضلاً عن أن هذا القانون ليس «عابراً للقارات»، ولا تعترف به العديد من الدول.


المصدر: السفير نقلاً عن موقع «رو.89» الفرنسي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...