صوفي شيفارداندس: صورة الأسد مختلفة تماما عما يقدمه الإعلام الغربي

10-11-2012

صوفي شيفارداندس: صورة الأسد مختلفة تماما عما يقدمه الإعلام الغربي

RT حصلت على لقاء حصري للرئيس السوري الذي مازال يحكم البلاد من دمشق على الرغم من النداءات الخارجية التي دعته للتنحي.
انتقد بشار الأسد هذه النداءات الخارجية رافضا" التدخل الخارجي في شؤون سوريا
و الآن تشاركني الحديث ( صوفي شيفاردادندسي) مراسلة RT التي اجرت المقابلة منذ عدة أيام فقط مع الرئيس في العاصمة و التي ستبث قريبا"على شاشة RT.


* ماذا كان إنطباعك الأول عن الأسد كشخص و كرئيس؟


سنحت لي الفرصة للتحدث مع الأسد لمدة 15 دقيقة قبل المقابلة و أستطيع أن أقول بأنه كشخص هو متعلم جدا" و متواضع جدا" على عكس ما صورته لنا وسائل الإعلام كقاتل, و هو واسع الإطلاع لدرجة قد تدهشك.
عندما أجرت معه شاشة ال ABC المقابلة أحسسنا بأنه لا يعلم ما يحدث لأنها سألته عن أمور دقيقة جدا" و كان رده لا أعلم عن هذا أو ذاك و لكنه في الواقع على علم بكل شيء.
و في الواقع فإن تلك الأشياء كان لها تأثيرها الكبير عليه, أعتقد بأنه ينظر لما يحدث و كأنه ورم سرطاني إما أن تغلبه و تعيش أو أن تموت بسببه و ليس هناك سبيل آخر.
و عندما تحدثنا عن رؤساء الغرب و طلبهم منه أن يتنحى بدا ذلك أمرا" سخيفا" لأنه لا يوجد مكان آخر يذهب إليه و قد سألته هذا السؤال في المقابلة..
لقد استمعنا لمقطع صغير من مقابلة الأسد عندما سألته صوفي حول الإلحاح بالتدخل الخارجي.
أعتقد بأن الثمن لهذا التدخل إن حدث سيكون كارثيا" على الجميع. لأنه إذا كان هناك مشكلة في سوريا و فقدنا في المنطقة من حالة الإستقرار و التعايش فإن ذلك سيكون له عظيم الأثر على كل المنطقة من المحيط الأطلنطي إلى المحيط الهادي مما سينعكس تأثيره على باقي العالم
و لا أعتقد بأن الغرب ذاهب في ذلك الإتجاه و إن فعل فلا أحد يمكنه التكهن بما سيحصل بعد ذلك.


* صوفي.. ظهر الأسد هادئا" جدا" في هذا المقطع الصغير الذي شاهدناه, كم كانت مدة المقابلة؟


كانت مدة المقابلة 26 دقيقة تماما" و ذلك وفقا" للعقد الذي وقعناه, لأن ما حدث إثر مقابلة ال ABC مع باربرا والترز قد أزعجهم كثيرا", فقد كانت مدة المقابلة ساعة و نصف و قد بث منها 45 دقيقة أو ما يقارب و برأيهم قد تم تحريفها بشكل كامل و منذ ذلك الحين فإن كل مراسل يذهب إلى هناك كالمراسل الألماني الذي كان هناك منذ بضعة أشهر عليه أن يوقع مثل ذلك العقد الذي وقعناه.
كان هناك خياران إما أن تكون المقابلة لمدة ساعة و علينا أن نقوم بالمونتاج بحضور السكرتير الإعلامي في مبنى التلفزيون السوري، و نقرر معا" ما سيعرض و ما سيحذف أو أن نقوم بالمقابلة كاملة و نوقع عقد بأننا سنقوم كامل المقابلة بدون أي عملية مونتاج على شاشة RT
و هذا ما فعلناه فقد صورنا المقابلة لمدة 26 دقيقة تماما" و سيكون ذلك كأنه بث مباشر لم يحذف منه شيء.


* هل أحسستي بأنك تكلمين شخصا يفقد سلطته؟ أو يفقد السيطرة على بلده؟


هو يعلم جيدا" بأنه ليس في الموقع نفسه الذي كان فيه منذ سنتين أو سنتين و نصف و هو يعلم ما يجري حوله, من خلال ما رأيناه ظهر و كأنه ما زال مسيطرا" على الوضع و هو يعلم تماما" بأنه لا خيار آخر أمامه، هو من اختار بألا يكون هناك خيار آخر أمامه. لا مجال أمامه سوى أن يحارب للنهاية و أنا أؤمن بأن هذا ليس من أجل السلطة بالنسبة له, كما أؤمن بأن هذا الخيار ليس من أجله أو من أجل عائلته فأولاده مازالوا يذهبون للمدارس في دمشق و زوجته مازالت هناك.
فقد أخبرني أنا مازلت شابا" أحب الرياضة و أحب الحياة كان بإمكاني أن أجمع أمتعتي و أرحل، فهو ليس كالقذافي مثلا"
و ما أثر في فعلا" هو أن الوضع داخل سوريا أكثر تعقيدا" مما تعرضه لنا وسائل الإعلام
فقد تكلمت مع العديد من الناس، نعم إن البلد مقسم و لكن حتى الأشخاص الذين لم يكونوا مؤيدين للأسد من قبل بداية الأحداث خائفون جدا" من وصول الأصوليون المتعصبون للحكم، و الذين يحاربون الآن إلى جانب الجيش الحر.
الناس في سوريا ليسوا هكذا إطلاقا"، فهي عبارة عن دولة عربية علمانية تحتوي على الكثير من الأديان و الطوائف الذين يعيشون بسلام مع بعضهم سواء كانوا سنة أو شيعة أو علويين أو مسيحيين, هم فعلا" خائفون من أن يذهب الأسد فيتهاوى الجيش و يأتي المسلمون المتشددون ليجبرونهم على أن يكونوا مثلهم.
شاهدنا على موقع تويتر صفحة للجيش الحر حيث يقومون بعرض أسماء الأشخاص الذين سيتم استهدافهم, وعلى سبيل المثال ذلك الممثل الذي قتل خلال وجودنا هناك.. فقد قتل لأنه قال بأنهم لا يخيفونه و رفع العلم السوري و لم يقل أي شيء عن الأسد، فوضعوا عليه علامة ( تم ***)
و كان هناك ممثل مشهور آخر قد حضر مراسم تشييع ذلك الممثل و قال بأننا جميعا" بمثابة الممثل الذي قتل فظهرت صورته مباشرة" على تويتر مكتوب بجانبها أنت التالي أو ما شابه.
هم يستهدفون المشاهير أيضا" الذين لا يريدون أن يصل الأصوليون إلى الحكم, فالأمر ليس متعلقا" فقط برحيل الأسد أو بقائه لأن رحيله يعني استمرار العمليات الإجرامية و وصول الأصوليين المتعصبين إلى الحكم و هم حائفون جدا" من ذلك.


* تحدثنا باختصار قبل رحيلك و لم تكوني متحمسة جدا" للذهاب إلى هناك فهو يعتبر مكان خطر، لقد كنتي خائفة أليس كذلك ؟


نعم لقد كنت خائفة فأنا مراسلة و لست معتادة على الذهاب إلى الأماكن الساخنة, عند وصولنا إلى هناك بدأ التصعيد على ما أعتقد، فالعمليات الإرهابية كانت قد بدأت في دمشق و كانت تحدث كل أسبوعين مرتين أو ثلاث مرات, خلال الأيام الثلاث التي قضيناها هناك حصلت عمليتان أو ثلاث إرهابية, فعلى سبيل المثال لقد نزلت إلى السوق و كنت أتحدث مع الناس و قد ارتديت العبائة و كان ذلك حوالي الساعة الثانية بعد الظهر فأطفال المدارس الإبتدائية كانوا يملؤون الشوارع آنذاك و قد كان منظرهم جميل جدا" و هم يرتدون زيهم الأزرق و قد قمت بالتقاط بعض الصور لهم ثم رجعنا إلى مكان إقامتنا لنعلم بأنه في نفس التوقيت الذي كنا نتواجد فيه في ذلك المكان حصل إنفجار في مكان يبعد ما يقارب العشر دقائق عن المكان الذي كنا نتواجد فيه و قد قتل إثر ذلك 11 طفلا" كالأطفال الذين كنت أنظر إليهم.
عندما تمشين في تلك الشوارع لا يمكنك تخيل بأن تستهدفي أو تموتي في لحظة, فالناس هناك ليس لديها مكان آخر لتذهب إليه أو عمل آخر لتقوم به حتى لو أرادوا الرحيل فلا يمكنهم ذلك
تسمعين أصوات تفجير و قصف طوال النهار و الليل و هو صوت مخيف فأنا غير معتادة عليه . و لكن من جانب آخر رأينا عروس جميلة جدا" مع عريسها في قاعة الفندق الذي كنا نقيم فيه. يقيمون عرسهم بينما القذائف و المدافع في الخارج.. من المدهش حقا" كيف تستمر الحياة.

 

                                                                                                            المصدر: أوقات الشام

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...