سوق الدروس الخصوصية: التسميع بـ500 ل.س والدرس بألف ليرة

18-05-2009

سوق الدروس الخصوصية: التسميع بـ500 ل.س والدرس بألف ليرة

مع اقتراب الامتحانات الدراسية يعيش سوق الدروس الخصوصية حالة من الازدهار الكبير والذي يمكن أن نسميه (أعظمي) حتى إن المدرسين يعتبرون هذه الأيام ذروة الموسم بالنسبة لهم غير مكترثين بمحاولات وزارة التربية الرادعة بهذا الخصوص فالعائلات السورية مستنفرة وخاصة تلك التي تحوي أولاداً يتقدمون للحصول على الشهادتين الإعدادية والثانوية فالدروس الخصوصية باتت تندرج في سوق مزدهر حتى إنه بات مشابهاً لأسواق المال والمصارف والعقارات ونظرية العرض والطلب حيث إن الطلب بلغ أعلى حدوده البيانية وبالتالي فإن أسعار الدروس قد ارتفعت بما يتناسب مع حدة الطلب وهذا من جهة التوزع الجغرافي وقدم الأستاذة وسمعتهم. 
 تؤكد أم بشار وهي ربة منزل أن ولدها الذي سيتقدم هذا العام للحصول على الشهادة الثانوية أنها تستعين بطاقم مدرسين (خصوصيين) لتدريس ولدها وخاصة هذه الأيام التي تسبق موعد الامتحان بنحو 20 يوماً وقالت: اعتقد أن الطالب هو استثمار طويل الأجل بمعنى أنه في الوقت الحالي قد يحملني الكثير من الأعباء المادية ولكن المستقبل سيعود بالفائدة على ولدي وخاصة إذا تمكن من تحقيق درجات عالية من العلامات تؤهله لدخول أفضل الفروع التعليمية في الجامعة، فمالياً أتحمل شهرياً أكثر من 30 ألف ل.س لقاء الدروس الخصوصية حيث يتقاضى أستاذ الرياضيات وهو مدرس أول للمادة وذو سمعة طيبة مبلغ 1500 ل.س على الساعة الواحدة وكذلك الأمر بالنسبة لمواد الفيزياء والكيمياء أما مدرسو مادتي العربي والإنكليزي فيتقاضون مقابل الساعة الواحدة 700ل.س أما بالنسبة للمواد الأخرى مثل العلوم فيتقاضى المدرس مبلغ 500 ل.س مقابل التسميع فقط.
وعند سؤالها إذا ما كانت الدروس في المدارس تحقق الغاية المطلوبة قالت: لا أعتقد أن المدرسة كافية بالنسبة للطالب وخاصة أن الأستاذ في الحصة المدرسية يتوجه لأكثر من 40 طالباً.

أما أبو جهاد الذي لديه ابن سيتقدم للامتحان لنيل الشهادة الثانوية فأكد أنه غير مقتنع بظاهرة الدروس الخصوصية إلا أنه قد اضطر للاستعانة بها لطمأنة ولده من باب عدم التقصير في حقه.
وقال: للأسف لقد تحول العلم إلى تجارة فالأستاذ يتقاضى مبلغ 1000ل.س مقابل الحصة الواحدة حتى إنه يجدول حصته لتنتهي عند الساعة الواحدة (60) دقيقة وذلك ليبدأ درسه الخصوصي الآخر كأن الموضوع عملية تجارية بحتة ولا مكان للمشاعر النبيلة التي يجب أن يقتدي بها المدرس.

وبدوره يؤكد محمد وهو أحد ساكني الأرياف أن ولده ليس بحاجة إلى دروس خصوصية حتى إنه في حال أراد الطالب الاستعانة بمدرس فهو يستطيع الذهاب إلى منزل مدرسه لسؤاله عما يريد دون أجر مادي.

ظاهرة الدروس الخصوصية لا تطول التعليم العلمي فحسب إنما امتدت للمناهج الأدبية حيث إن مدرسي الفلسفة والجغرافيا والتاريخ والعربي والإنكليزي باتوا يتعاملون كمدرسي المواد العلمية فتؤكد أم رفاه أن ابنتها تستعين بمدرسين خصوصيين في المنهاج الأدبي وخاصة مع اقتراب موعد الامتحانات حيث تتراوح قيمة الحصة الواحدة بين 1000-1500 ل.س.

حتى مناطق المخالفات لم تحرم طلابها من هذا الامتياز على الرغم من ضيق الحال حيث ابتدعوا أساليب اشتراكية في التعليم من خلال تشكيل مجموعات من الطلاب يتراوح عدد المجموعة بين 3 إلى 7 طلاب تستعين بمدرسين خصوصيين لتصبح التكلفة على الطالب الواحد 300 ل.س.

وفيما يتعلق بموقف الجهات التربوية سعت أخيراً إلى عقد ندوات ومحاضرات للحد من ظاهرة الدروس الخصوصية والاستفادة من الدورات التربوية للتنبيه من مخاطر تفشيها إلا أنها لم تتجاوز حد المحاولات اليائسة مع الذكر أن الوزارة حتى هذه اللحظة لم تتخذ أي إجراء رادع بهذا الخصوص على اعتبار أن المسألة تندرج في إطار المصالح المتشابكة فثمة معلومات تفيد بأن بعض الموجهين التربويين في الوزارة قد غرقوا بدوامة الدروس الخصوصية وعائداتها المغرية.

نورا حربا

المصدر: الوطن السورية


 

التعليقات

30 الف ليرة بالشهر ست ام بشار . الله يخليلك المحرووس

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...