ساركوزي يبدأ زيارة ثانية لإسرائيل قبيل قمة المتوسطي

23-06-2008

ساركوزي يبدأ زيارة ثانية لإسرائيل قبيل قمة المتوسطي

اعتبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أمس، أنّ إقامة دولة فلسطينية أمرٌ أساسي بيريز يلقي كلمة بعد وصول ساركوزي الذي يظهر مع زوجته وإلى يساره أولمرتلضمان أمن إسرائيل، متعهداً بتوفير الدعم الأوروبي لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
وقال ساركوزي، لدى وصوله إلى مطار بن غوريون، في زيارة هي الأولى له كرئيس إلى إسرائيل، «إن كنت قد حضرت إلى هنا، فلأنني أكثر اقتناعا من أي وقت بأن امن إسرائيل لن يتحقق إلا بقيام دولة ثانية، الدولة الفلسطينية»، مضيفا «لأني أؤمن بأن طريق السلام هنا أمامنا، وبأنه ليس مسدودا، جئت لأعرب عن تضامني، وعن تضامن فرنسا والاتحاد الأوروبي مع الشركاء في المفاوضات».
ورأى ساركوزي أن التوصل إلى «اتفاق (بين إسرائيل والفلسطينيين) ممكن غداً، وهذا الاتفاق سيتيح للشعبين العيش جنبا إلى جنب بأمن وسلام».
من جهته، توجه الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز إلى ساركوزي بالقول إنّ «فرنسا تركت أثراً كبيراً على إعادة إحياء إسرائيل، وهو أمر اعتبرتَه أحد أهم أحداث القرن العشرين»، معتبراً أنّ «مساهمة فرنسا في إقامة دولة إسرائيل لم ينبع من إحساس انتهازي، بل جسّد أنبل القيم الإنسانية».
بدوره اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أنّ «فرنسا أعربت، سواء داخل الإتحاد الأوروبي وفي كافة المحافل الدولية، عن موقف عادل وجدير بالاحترام تجاه المسائل المتعقلة بسياسة إسرائيل في المنطقة»، مشيراً إلى أنّ زيارة ساركوزي إلى إسرائيل «إشارة صداقة من رجل يتفهم التحديات التي تواجه إسرائيل وملتزم على المستوى الشخصي بأمنها والمحافظة على ميزتها النوعية في المنطقة».
إلى ذلك، دعا ساركوزي، خلال حفل استقبال أقامه بيريز في مقر
إقامته في القدس المحتلة، الدولة العبرية إلى «المجازفة من اجل السلام على الفور»، معتبراً أنّ «انتظار الغد يحمل مزيدا من المخاطر».
وأشار ساركوزي إلى أنّ «فرنسا تعتقد أن أمد المعاناة والقتل قد طال كثيرا. لقد عانت هذه المنطقة كثيرا جدا، فما جدوى انتظار سنوات وسنوات أخرى، والمزيد المزيد من القتلى؟»، مضيفاً أنّ «الناس في هذه المنطقة يتقاتلون منذ وقت طويل، وحان الوقت لطي الصفحة».
وذكرت «هآرتس» ان ساركوزي قال لبيريز «إذا لم نتحدث الى (الرئيس السوري بشار) الأسد، لن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط».
وأضافت ان الرئيس الاسرائيلي اشاد بالدعوة التي وجهها نظيره الفرنسي الى الأسد للمشاركة في مؤتمر «الاتحاد من اجل المتوسط» المقرر إجراؤه في باريس في 13 تموز المقبل. وقال بيريز لساركوزي «قُلْ للأسد إنه يتعين عليه ان يتعلم من (الرئيس المصري الراحل أنور) السادات وأن يأتي الى القدس لإجراء محادثات وجهاً لوجه مع أولمرت».
وتابعت الصحيفة ان ساركوزي وافقه الرأي، قائلاً «اعتزم ان أذكر ذلك للأسد خلال لقائنا في اليوم الذي يسبق المؤتمر»، معتبراً انه «بالإضافة الى المفاوضات، ثمة حاجة الى تغيير في الذهنية في سوريا».
وحول طهران، قال ساركوزي ان «الازمة الايرانية هي الاكبر في العالم. اسرائيل ليست وحيدة في هذه المسألة. سنحمي اسرائيل وسنقف دوماً الى جانبكم».
ومن المتوقع أن يلقي ساركوزي، الذي ترافقه في الزيارة زوجته كارلا بروني ووفد يضم عددا من الوزراء ورجال أعمال ويهود فرنسيين، كلمة في الكنيست، اليوم، قبل أن يلتقي عائلة الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليت، الذي يحمل الجنسية الفرنسية، على أن يجتمع بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيت لحم في الضفة الغربية غداً.
وسيوقع ساركوزي وعباس على اتفاق بقيمة 21 مليون دولار لإقامة منطقة صناعية في بيت لحم. وقال رئيس مجلس إدارة غرفة التجارة والصناعة في بيت لحم سمير حزبون إنه «بمجرد التوقيع على الاتفاق سنباشر العمل على الأرض، موضحاً أنّ «الفرنسيين يريدون إنهاء المشروع قبل نهاية العام الحالي».
وخصت الصحف الإسرائيلية زيارة ساركوزي بتغطية وافية عكست الأجواء العامة السائدة حاليا، والتي عبر عنها أولمرت حين تحدث في أيار الماضي عن «شهر عسل» مستمر منذ عام بين الدولتين.
وكتبت صحيفة «هآرتس» في افتتاحيتها «من النادر أن يستقبل رئيس أوروبي في إسرائيل بهذا القدر من الحفاوة والاحتفالية، فيما حظي حضور بروني بتغطية إعلامية لا تقل أهمية عن زوجها، حيث عنونت صحيفة «إسرائيل حايوم» بروح الفكاهة «كارلا في إسرائيل ومعها زوجها»، في حين نشرت «هآرتس» رسما كاريكاتوريا يظهر فيه ساركوزي مستاءً من تهافت المصورين على زوجته.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...