رجال الدين إلى الخدمة العسكرية في روسيا لتخفيف معاناة الجنود

25-08-2011

رجال الدين إلى الخدمة العسكرية في روسيا لتخفيف معاناة الجنود

تنوي قيادة المؤسسة العسكرية في روسيا اللجوء إلى حلّ «مبتكر» لتقليص حجم المشكلات التي يعاني منها المجندون في الجيش، فقد بدأت معاهد متخصصة تدريب رجال دين للالتحاق بالخدمة العسكرية، بهدف توفير «حماية معنوية» للعسكريين.

وكانت مؤسسات حقوقية وأخرى مدنية بينها حركة «أمهات الجنود» دقت ناقوس الخطر بسبب الظروف التي يعاني منها العسكريون، وخصوصاً الشبان منهم الذين التحقوا لتوهم بالخدمة الاجبارية (راجع «الحياة» عدد 2011-03-17)*.

ومن بين المشكلات الأساسية التي تواجه المجندين في صفوف الجيش الروسي، الطريقة القاسية التي يُعاملون بها من جانب من سبقوهم إلى الخدمة من الضباط والجنود الأعلى صفاً، والتي تسفر سنوياً عن حوادث قتل أو انتحار، إضافة إلى حالات المرض النفسي التي يعاني منها كثيرون.

وحسب معطيات حركة «أمهات الجنود» فإن عدد الجنود الذين يقتلون سنوياً في «وقت السلم» يزيد أضعافاً عن حجم ضحايا روسيا في الحروب التي خاضتها منذ انهيار الإتحاد السوفياتي.

ولم تنجح كل التدريبات الأولية والارشادات الصارمة التي توزعها قيادة الجيش كل عام عند حلول دفعات جديدة من مجندي الخدمة الالزامية في تقليص حجم المشكلات التي غدت خطراً جدياً على المؤسسة العسكرية التي تشهد سنوياً مئات حوادث الانتحار، إضافة إلى عمليات القتل التي تُسجل في الغالب ضد مجهول.

في هذه الظروف، اضطرت المؤسسة العسكرية إلى البحث عن حلول جديدة، ووجدت غايتها في تقليد قديم كان متبعاً في روسيا القيصرية قبل أن يأتي الحكم السوفياتي ويلغيه عام 1918، وكان الحل يعتمد على رجال الدين لبثّ الحماسة في نفوس العسكريين ومعالجة مشكلاتهم اليومية.

ومن المرتقب أن تعود خدمة رجال الدين إلى الثكنات والمواقع العسكرية الروسية، بعد غياب قارب نحو قرن من الزمان شهدت روسيا خلاله تقلبات غيّرت وجهها أكثر من مرة.

وقال ممثل وزارة الدفاع بوريس لوكتسييف إن «قراراً اتُخذ بإرسال رجال دين يمثلون الأديان الثلاثة المعترف بها في روسيا: المسيحية الأرثوذكسية والإسلام واليهودية إلى دورات خاصة في جامعات روسية لتأهيلهم للخدمة في المؤسسة العسكرية.

وحسب معطيات وزارة الدفاع فإن قيادة الجيش تشاورت في الأمر مع البطريركية الروسية التي باركت الخطوة واعتبرت أنها سترفع من قدرة الجنود على تحمل أعباء الخدمة العسكرية.

ومن اللافت أن القائمين على المشروع أكدوا أن رجال الدين الذين سيتخلون عن لباسهم التقليدي ويرتدون الزي العسكري، لن يمروا بدورات تأهيلية نظرية فقط، بل سيحصلون على تأهيل عملي يتمثل في زيارات مباشرة ولقاءات مع العسكريين لتفهم مشكلاتهم والاطلاع على أوضاعهم.

ويشير القرار إلى أن رجال الدين لن يجربوا بموجب النظام الجديد أن يخوضوا مواجهات مباشرة، فهم، حسب مصدر عسكري، «يجب ألاّ يتعرضوا لإختبار القدرة على القتل فهذا محرم في الأديان»، ويستدرك: «لكن ذلك لا يعني أنهم لن يخضعوا لدورات خاصة للتدرب على السلاح... لأغراض الدراسة فقط». ومن المؤكد أنه لن يتم ارسال رجال الدين المنخرطين في الخدمة العسكرية إلى مناطق ساخنة، ولن يشاركوا في أي حروب تخوضها روسيا.

تأكيد يبدو مطمئناً للمقبلين على الخطوة التي أثارت نقاشات كثيرة، لكنه لا يهدّئ من روع الجنود الجدد الذين وجدوا في المبادرة متنفساً لهمومهم الكثيرة، وبديلاً من الهروب من القطعة العسكرية أو اللجوء إلى العنف واطلاق النار على زملاء السلاح.

رائد جبر

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...