دراسة أردنية لترسيخ مفهوم "الذل" في اللجوء السوري
قام مركز "دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية" التابع لجامعة "اليرموك" الأردنية، بإجراء دراسة حول "اتجاهات الأردنيين حول تبعات اللجوء السوري"، طلبت فيها من المشاركين من أصحاب الجنسية الأردنية الإجابة على مجموعة بنودٍ بلغ عددها الخمسين، حول رأيهم بتبعات اللجوء السوري، وتضمّنت معظم البنود المدرجة ضمن الدراسة مفاهيم مسيئة أُريد لها أن تنسب إلى اللاجئين السوريين في الأردن.
ومن بين البنود التي طُلب من المشاركين في الدراسة الإجابة عليها بالموافقة أو عدمها، إن كان لجوء السوريين إلى الأردن تسبب بازدياد ظاهرة التسوّل وعمالة الأطفال، أو إن كان تسبب بظهور مشاكل أخلاقية في المجتمع المضيف.
قضيةٌ أخرى طرحتها الدراسة، تمثّلت بـ" خلق خوفٍ لدى الأردنيات من إقدام أزواجهنّ على الزواج من لاجئة سورية "، فيما طرحت بشكلٍ موازٍ قضية الاعتراض على زواج أبناء الاردن من لاجئاتٍ سوريات، وزواج بنات المملكة من لاجئين سوريين.
بنودٌ أخرى للدراسة أشارت إلى ازدياد معدلات الجريمة بسبب اللاجئين السوريين، وبروز أنماطٍ جديدةٍ جاء بها السوريون إلى ميدان الجريمة في الأردن، سبقها بندٌ حول الخوف من تهديد الأمن القومي الأردني بسبب اللاجئين السوريين.
وتوجّهت الدراسة إلى الفئة المستهدفة بسؤالٍ حول رأيها بمسؤولية اللاجئ السوري عن نقص حصة المواطن الأردني في المياه، متناسيةً أن الحكومة السورية، وخلال الأزمة العاصفة بالبلاد، قامت بضخ مليوني متر مكعب من المياه لمساعدة الأردن على تجاوز أزمة الجفاف التي تجتاح المنطقة، وتم ضخ تلك الكمية إلى الأردن عبر نهر اليرموك الذي ينبع في سوريا، والذي سميّت الجامعة صاحبة الدراسة باسمه.
تعلّقت مجموعة بنودٍ بالوضع المعيشي والخدمي، لتسأل عن رأي المشاركين في الدراسة بتسبب اللاجئين السوريين في رفع الأسعار وغلاء الأسواق وازدحام الشوارع وتراجع الخدمات المقدّمة من حكومة المملكة، لتتوّج بسؤالٍ حول "النفايات".. "هل أسهم اللاجؤون السوريون بزيادة كمية النفايات في المملكة؟".
يذكر أن الأردن يستضيف حوالي 600 ألف لاجئ سوري، بحسب احصائيات مكاتب الامم المتحدة، ومنذ بداية توافد السوريين إلى المملكة المجاورة بعد تأزم الحال الأمنية في مناطقهم، عمل الأردن على استثمارهم في شتى المحافل الدولية والاقليمية، للحصول على دعمٍ من الدول المانحة للتصدي لأزمة اللاجئين في المملكة.
وفيما أعلنت المملكة الأردنية عن تلقيها مبالغ من المساعدات الدولية، واظبت في المقابل على التصريح بأن تلك المبالغ غير كافية لمواجهة أزمة اللاجئين المتنامية، فيما بقي اللاجؤون يعانون في مخيماتهم، التي انتشرت عشرات التقارير بأنها غير صالحةٍ للحياة الانسانية.
وكالات
إضافة تعليق جديد