حلب: أزمة المياه تلوح في الأفق مجدداً

06-06-2014

حلب: أزمة المياه تلوح في الأفق مجدداً

في فصل جديد من فصول معاناة حلب، التي دفعت وما زالت تدفع من تاريخها ودماء أبنائها ثمناً باهظاً للحرب التي اندلعت في سوريا قبل ثلاثة أعوام، واقتحمت المدينة قبل عامين، كشف مصدر متابع لملف المياه أن المدينة باتت «على شفير أزمة إنسانية جديدة تهدد المدينة بالعطش، بعد تعرض خطوط المياه الرئيسية لأضرار كبيرة، إثر تفجير نفق مفخخ وقع بالقرب من محطة ضخ المياه الرئيسية في حلب»، في وقت يتابع فيه الجيش السوري عملياته في ريفي المدينة الشمالي والجنوبي الذي تمكن فيه من السيطرة على عدة نقاط إستراتيجية.
المصدر الذي أشار، إلى أن المدينة تعيش على ما تبقى من مياه مخزنة في خزانات المدينة، أوضح أن التفجير الذي نفذه مسلحون متشددون قرب مقر فرع المداهمة في حي الميدان، تسبب بتدمير خطي جر مياه من أصل ثلاثة خطوط، في منطقة سليمان الحلبي القريبة، تبعه هجوم على الفرع، انتهى من دون أي تقدم يُذكر للمسلحين، الذين يتخذون من حي بستان الباشا المحاذي مقراً لعملياتهم، كما تسبب بأضرار في محطة الكهرباء المغذية لمحطة المياه.صورة نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر آثار الانفجار في الميدان في حلب والمياه المتسربة من خطي جر المياه
وشدد على ضرورة إيجاد حل سريع لهذه المشكلة قبل أن تنفد المياه من الخزانات، الأمر الذي سيؤدي إلى انقطاع المياه عن المدينة، ودخولها في موجة عطش جديدة، كانت قد عاشتها المدينة في أيار الماضي، إثر قيام مسلحين تابعين إلى «الهيئة الشرعية» المعارضة بقطع المياه من المحطة ذاتها وتحويلها إلى نهر قويق، قبل أن يعاد وصلها بعد 12 يوماً.
وبيّن المصدر أن إصلاح العطل سيتطلب جهداً كبيراً، كون المنطقة المتضررة واقعة على خط تماس مباشر بين قوات الجيش والمسلحين المتشددين، إضافة إلى كون العطل كبيراً جداً، سواء بخطي الجر أو بمحطة تحويل الكهرباء، مشيراً إلى أن الحكومة قامت بإجراء إسعافي أولي، حيث أدخلت كميات من الوقود لتشغيل قناة الجر المتبقية وضخ المياه إلى المدينة ريثما يتم إصلاح العطل.
وعلى صعيد العمليات العسكرية، كشف مصدر عسكري أن قوات الجيش و«الدفاع المحلي» أحكموا سيطرتهم على قرى عدة جنوب حلب، إضافة إلى تلال إستراتيجية وكتيبة دفاع جوي في منطقة عزان، وقرى عبطين ورسم الشيح وكفرعبيد وبلاس جنوبي المدينة وصولاً إلى مشارف منطقة الزربة غربا، والتي تعتبر أولى نقاط العبور على طريق حلب ـ دمشق الدولي، المغلق منذ أكثر من عام.
وأوضح المصدر العسكري أن قوات الجيش و«الدفاع المحلي» ستتابع سيرها على طول الطريق الدولي، وصولاً إلى ريفي إدلب وحماه، بالتزامن مع استمرار العمليات العسكرية لتأمين المدينة الصناعية في الشيخ نجار، والتي هدأت فيها وطأة الاشتباكات، فيما استمر القصف الجوي في المنطقة ومحيطها.
وبيّن أن من شأن سيطرة الجيش على مجموعة القرى في الريف الجنوبي وصولاً إلى الغرب إحكام الطوق الذي بات يفرضه الجيش على مدينة حلب، لضمان حصار المسلحين داخل مدينة حلب وعزلهم عن الريف، ما يمهد لدخول الأحياء في المنطقة الشرقية من دون اشتباكات بعد نفاد ذخيرة المسلحين، على غرار ما جرى في حمص وريف دمشق.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...