حفرة أوسلو وصعود حماس على جثة فتح

01-07-2007

حفرة أوسلو وصعود حماس على جثة فتح

الجمل:  قبل بضعة أعوام كانت حركة فتح هي الأقوى والأكبر بين الفصائل الفلسطينية، وكانت حركة حماس الأصغر والأضعف، ولكن بعد مضي حركة فتح قدماً في خارطة الطريق وفك الارتباط وغيرها، انقلب سحر أوسلو على ساحر فتح، وتبادلت حماس وفتح المقاعد، فأصبحت حماس الأقوى والأكبر بدلاً عن فتح التي صارت أصغر وأضعف.
• ما هي حركة حماس:
تمثل حركة حماس الفصيل الرئيسي الموجود حالياً في الأراضي الفلسطينية، وقد استطاعت بفضل شعبيتها وتأييد الرأي العام الفلسطيني لها، الفوز بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني في انتخابات كانون الثاني 2006م.
• جذور حماس:
تمثل حركة حماس حركة سياسية تستمد أفكارها من المبادئ الدينية، وترجع نشأتها التاريخية إلى المجمع الإسلامي الذي أنشأه في عام 1973 الشيخ أحمد ياسين، لتقديم الخدمات في قطاع غزة والضفة الغربية، وفي كانون الأول 1987 وعلى خلفية الانتفاضة الفلسطينية تم الإعلان عن مولد حماس، وكان الجيل الأول المؤسس لها من المرتبطين حصراً بالمجمع الإسلامي.
• أولى عمليات حماس:
أول عملية استشهادية نفذتها حماس كانت في نيسان 1993م، وبرغم  أن هذه العملية كان لها مغزاها بالنسبة للشارع الفلسطيني واتجاهات تطور الرأي العام الفلسطيني، إلا أن الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وقادة منظمة فتح لم يلتقطوا الإشارة بشكلها الصحيح، وتمادوا في عملية سلام مدريد، التي أدت في النهاية إلى قيام ياسر عرفات بتوقيع اتفاقية أوسلو مع اسحق رابين.
• نطاق عمل حماس:
ظلت حركة حماس تركز على العمل حصراً داخل الأراضي المحتلة والتواجد المستمر إلى جانب السكان الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، وتقديم الخدمات لهم، وفي الوقت الذي كانت فيه الفصائل الفلسطينية الأخرى تنخرط مع ياسر عرفات ومنظمة فتح، في تقاسم المناصب في السلطة الفلسطينية والاستمتاع بمزايا المعونات الأمريكية والأوروبية، كانت حركة حماس تقود معارضة مزدوجة داخل الأراضي الفلسطيني وعلى محورين: معارضة ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومعارضة ضد حركة فتح المسيطرة على السلطة الفلسطينية.
• حجم ووزن حماس:
المعلومات المتاحة  حول الحجم الحقيقي لحركة حماس، غير دقيقة، ويعاني جهاز الموساد الإسرائيلي، ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وجهازا المخابرات الأردنية والمصرية المتحالفين معهما، من فجوة استخبارية كبيرة، على النحو الذي انعكس على تخمينات وتقديرات الموقف التي تقوم هذه الأجهزة بإعداده ، وكانت التقديرات تقول بأن لحركة حماس جيش يتكون من ب1000 مقاتل محترف، وبضعة آلاف من المتطوعين، ولكن عند تشييع جثمان الشيخ أحمد ياسين رصدت أجهزة الإعلام المسموع والمرئي قيام أكثر من 200ألف فلسطيني بالسير ضمن طابور التشييع، الأمر الذي أربك كل الحسابات السابقة.
قامت حركة حماس بدور كبير في مقاومة الإسرائيليين، وتقول بعض الإحصاءات أن حركة حماس نفذت أكثر من 350 عملية فدائية أدت إلى مصرع أكثر من 500 إسرائيلي، ونلاحظ أن عدد العمليات الفدائية التي نفذتها حركة حماس داخل الأراضي المحتلة في الفترة من لحظة عملية سلام مدريد واتفاق اوسلو وحتى الآن يفوق ما قامت بتنفيذه الفصائل الفلسطينية الأخرى مجتمعة. كذلك تميزت عمليات حماس الفدائية بالجرأة والشجاعة والتضحية لأنها كانت تركز على التفجيرات الاستشهادية التي شارك فيها حتى الأطفال والنساء.
• مستقبل حركة حماس:
وصف بعض المحللين السياسيين حركة حماس بأنها تمثل تنظيم (الاخوان المسلمين الفلسطينيين)، ولكن هذا الوصف غير دقيق إن لم يكن خاطئاً، وذلك لأنه يركز على أنشطة المجمع الإسلامي الذي أنشأة الشيخ أحمد ياسين في عام 1973م، ولكن ما هو واضح حالياً ان حركة حماس أصبحت تختلف اختلافاً كبيراً عن حركة الاخوان المسلمين، السلفية الطابع، فقيادات حماس معظمهم من الشخصيات المرموقة التي تميزت بالذرائعية والقدرة على المناورة والتعامل مع الأطراف  الأخرى، وهو أمر جعل من تنظيم حماس يختلف عن التنظيمات الأصولية الأخرى مثل تنظيمات القاعدة، الجهاد، والجماعة السلفية، وغيرها، وحتى الآن لا يوجد ما يؤكد أو يشير لوجود علاقات بين حركة حماس وهذه الحركات الأصولية المرتبطة بشكل أو بآخر بجماعة الاخوان المسلمين.
إن النزعة الدينية السائدة في أوساط حماس ترتبط بالنهوض الديني في الاراضي المحتلة والذي استشرى بين الفلسطينيين بسبب حالة فراغ المقاومة وانعدام الشعور بالأمن في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية التي ظل يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة والضفة الغربية.
مواقف حماس المتشددة ضد الإسرائيليين هي التي دفعت الفلسطينيين إلى دعم حركة حماس في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني، والسبب الرئيسي في حدوث ذلك يتمثل في يأس الرأي العام الفلسطيني من وعود عملية سلام الشرق الأوسط، وخارطة الطريق.. وغيرها سوف تخوض حركة حماس في الفترة القادمة، عدداً من الصراعات، ومن أبرزها:
- صراع ضد حركة فتح على مستوى الشارع الفلسطيني.
- صراع ضد السلطة الفلسطينية على مستوى المؤسسات.
- صراع ضد إسرائيل.
- صراع ضد المخابرات الأردنية في الضفة.
- صراع ضد المخابرات المصرية في غزة.
وعموماً، تتزايد يومياً تعقيدات الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي الدائر حالياً داخل الأراضي المحتلة، ولكن ما هو إيجابي يتمثل في أن توسيع دائرة الصراع، معناه زيادة شعبية حماس، وضعف شعبية فتح، واستنزاف القدرات العسكرية.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...