تحذير ( قبل أن تتحول لعب ألأطفال إلى ممارسة جنسية )

10-10-2009

تحذير ( قبل أن تتحول لعب ألأطفال إلى ممارسة جنسية )

صُدمت ليلى حينما رأت ابنتها " 6 "سنوات ملتصقة بجسد صديقتها في مشهد جنسي أرعبها وأفقدها صوابها!! لم تتمالك نفسها ولم تملك غير أن تصرخ وتعاقب الطفلتين.
قد تمتلك ليلى نصف الحق لأنها تنظر للجنس من منطلقها على خلاف نظرتهن فهن لا يدركن أو يفهمن قضية الجنس ومحرماتها وشروطها المحددة بالقانون والعرف الاجتماعي.
الجنس عند الأطفال أو لعبة الجنس كما يسمونها هم، تبدأ بلعبة عند الأطفال في حدود الخامسة وغالبا ما تبدأ بــــ "تيجى نلعب عريس وعروسة" أو نلعب لعبة الدكتور"..الخ .
الجنس عند الأطفال أو محاكاته، يعتبره البعض من الكبائر التي تبدأ مبكرة عند الأطفال الذين "أغواهم الشيطان" وآخرون يرونها العُهر المبكر أو السقوط الأخلاقي قبل الأوان.
هل هي مسالة أخلاقية مع أطفال لا يعرفون الهيكل الأخلاقي الذي يستند عليه المجتمع أم تقمص شيطاني لأطفال يعيشون ويتلقون ويتصرفون بعفوية مطلقة نسميها البراءة.
براءتهم أنقى من الورق وأصفى من الأفق الذي لا يملك غير قدرة التلقي، تلقي أسراب الحمائم الجميلة أو الهواء الملوث، كأن تكون كلمة مبتذلة في أحياء المدينة أو صورة جنسية تم خزنه في جهاز انترنيت الأب أو أخوة مراهقين، وفي اغلب الأحيان يستلم الطفل خارطة لعبته عبر رسالة الجسد التي أرسلها الوالدين في غرفة نومهم وهو بجوارهم، يخزن في ذاكرته ومخيلته الكلمات والصورة، وفي النهار ولان الوالدين يمثلون المثل الأعلى للأطفال وبالذات في هذا العمر يكررون المشهد، فهي طبيعية من وجهة نظرهم ولا تُخلف عقوبة لان الوالدين لا يعقبان على فعل ارتكبوه.
نحلل تصوراتهم ونفسر سلوكياتهم لأنهم اصغر من أن يعطونا الإجابة حول تلك الممارسات والحركات المعبرة عنها بمشهد العريس والعروس أو غيرها، هل هي عملية اكتشاف للجسد أم رغبة جنسية أو تقليد لمشهد الوالدين.
قد تكون تلك العوامل كلها مجتمعة، فالطفل يعيش هاجس الاكتشاف في هذه المرحلة ورحلة البحث تبدأ بالأقرب أي جسده وجسد نظيره في الخلق، وقد تكون لعبة جنس الطفولة تقليداً للوالدين، فهو يقلدهم في تعلم الكلام وتناول الطعام، ولكن الأكيد إن للغريزة والنمو الجنسي دوره وان كنا لا نوافق التفسير الفرويدي للغريزة والذي وضع خطوته الأولى برضعة الطفل الأولى من ثدي أمه وسماها ( بالمرحلة الفموية).
الجانب الغريزي لا يمكن إلغاؤه وان كانوا صغارا ، فحسب الإحصائية التي أجريت من قبل العالمين جرينولد وليتنبرج عام 1989 وجدا فيه أن 17% من عينة أجريت عليها البحث وهى 526 طالباً جامعياً قد واجهوا الخبرة الجنسية مع أخواتهم وكانت أكثر سن مروا فيها بهذه التجربة هي سن الثامنة، إذن الأمر يتعلق بحالة لا يمكن التغاضي عنها أو تلخيصها بتقليد الكبار في غرف نومهم أو اكتشاف الجسد أو مواجهتها بالهروب وخاصة إن الإحصائيات في هذا المجال تكون مقاربة جدا بين دول العالم لان العوامل الاجتماعية والمؤثرات الخارجية محدودة في هذا العمر.
هي رسالة داخلية لجسد ينمو أعضاءه و لا يتحملون أوزار تلك الرسالة لأنها طبيعية لذا على الوالدين أن يتدخلا بغرض كتابة تلك الرسالة وعدم ترك الجانب الغريزي هو الذي يمتلك حق التصرف في نص أطفالنا، ولكن كيف؟
على الوالدين عدم النظر إلى القضية بأنها مسالة أخلاقية أو تمرد على الدين، فهم اصغر من أن يفهموا السلوك الجمعي ومعتقدات المجتمع، عليهم التعامل معهم والتحدث إليهم بهدوء و بلغة العقل وبأسلوب بسيط كان تفهم الطفل بان ما فعله شيء خاطئ مثلما تعلمه بان اللعب بالولاعة خطأ وخطر وعدم معاقبته على أساس إن الأمر انحراف خلقي أو تجاوز ديني.
تقول ( م) ( إنها لم ولن تنسى طفولتها وهي بجوار الوالدين وهم يمارسون لعبة الحب) لها الحق بعدم النسيان لأن ذاكرة الأطفال تختزن صوراً من الصعوبة أن تفارقها لمدة طويلة جداً، لذا فإن فصل الأطفال في عمر معين عن الوالدين يمثل نصف الحل.

لافا خالد

المصدر: مجلة الثرى

التعليقات

تتعلق قدرة المرء على تجاوز خبرات الماضي و اعادة انتاجها بطريقة صحية بشرط النمو اللاحق و التأثيرات المبالغ بأهميتها بالنسبة لخبرات الطفولة لن تكون حقاً بنفس الأهمية لو أن النضج الاجتماعي في السنين اللاحقة أخذ منحاً أكثر تنوعاً و غناً معرفياً و عاطفياً. فالخبرة الجنسية في الصغر قد تتحول الى عقدة او مصدر مشكلة في المراحل العمرية المتاخرة عندما يربى الفرد على التثبت على هذه القيمة و بشكل يؤكد على كارثية الحدث مما يؤدي الى سرطنة الذكريات . هذا لا يتعلق بالجنس وحده بل بالعلاقات العاطفية المتعثرة , فالأشخاص المنفتحون اجتاعياً و اكثر قدرة على الدخول في شبكات انتاج اجتماعي و معرفي سيكونون اكثر قدرة على التخطي و بالتالي اعتبار هذه الحوادث كمجرد خبرات عاثرة, في حين ان الأشخاص المنغلقون و المتثبوت على قيم نهائية- - عقائدية- سيكون من الصعب عليهم تجاوز الأزمة من دون تحويلها الى وشم عاطفي في هويتهم. فاللهو الجنسي للأطفال -و ليس ثمةطفل لم يختبره- سيتحول في الكبر لدى تكون الوعي الى شعور متكرر بالخزي إذ ان انا البالغ لا تنفصل عن تاريخه. أما لو ان الجميع دخل الى الفرص التي تتيحها الحياة من التنوع فإنه في الغالب سينسى ما أكل البارحة لأن الحياة كما يقولون تسير للأمام . هذا لمن يعيشها. أما من يريد تثبيتها بمسامير فإنه سيجد في خزان طفولته كل أشكال الخزي . و سيكون مثل هذا كارثة على الطفل لأنه سيحول اي تصرف صغير الى علامة فارقة في ذاكرة الطفل من خلال التهويل الذي سيصبغ اللحظة -أو الحدث- به من صراخ مفاجئ او ضرب او تحول في طريقة التربية .... فعلياً إنها خبرات الكبار ما يؤثر في الفرد و ليس خبراته الطفولية . إنها عملية المقارنة و القياس المتواصلة التي يجريها الفرد بلا توقف و هي ما يمكن ان تكون إحدى العمليات المشكلة للوعي او الضمير - بمعنى الكينونة و الأخلاق-

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...