الكشف عن شبكة مختلسين في عقاري حلب

فعلاً كما يقولون... من الصعب مراقبة «حرامي البيت»... فالتواطؤ الذي يحصل بين موظف في جهة عامة ومتعامل خاص لسرقة الأموال العامة بأية طريقة أو صورة، لا يفضي إلى تحقيق نتائج «مبهرة» بل هو يضمن الاستمرارية.. ولا تقع الفاس بالرأس إلا عندما تلعب الصدفة دورها أو تكون الرقابة متشددة إلى حد «قطع الأنفاس»... وعلى ما يبدو الاختلاس حط رحاله هذه المرة في المصرف العقاري...

فقد تمكن المصرف العقاري من كشف شبكة مكونة من بعض العاملين في فرع المصرف العقاري بحلب العزيزية ومن بعض الأشخاص غير العاملين حيث قام أفرادها باختلاس أموال عائدة للفرع المذكور... ‏

المعلومات الأولية التي حصلت عليها «تشرين» وتأكدت بتفاصيل قدمها الدكتور ملهم ديبو مدير عام المصرف العقاري، تفيد ان الشبكة المذكورة تمكنت من اختلاس ما يقرب من 68 مليون ليرة وذلك من خلال التلاعب بالاشعارات المصرفية وتزوير أرقام المبالغ المالية الخاصة بها، إلا ان عمليات التدقيق المستمرة التي قامت بها الجهات المعنية بالمصرف تمكنت من كشف بعض ضبوط هذه الاختلاسات وبتعاون مختلف الجهات والسلطات المعنية تم كشف ملابسات العملية برمتها والقاء القبض على المشتركين بعملية الاختلاس كافة واحالتهم إلى الجهات المعنية لاستكمال الاجراءات القانونية بحقهم. 
 وأكد الدكتور ملهم ان الشبكة المذكورة كانت تمارس عملها باتقان شديد، إذ كانت على سبيل المثال وخلال عمليات التدقيق والجرد المالي تقوم بتغطية مبالغ النقص لديها من خلال الأشخاص غير العاملين لكن التغطية تكون لفترة بسيطة لتعاد من جديد المبالغ إلى اصحابها مشيراً إلى القاء القبض على الشبكة وكشفها تم قبل يوم واحد من عملية اختلاس كانت تستهدف مبلغ 30 مليون ليرة. ‏

وفي سياق متصل بالموضوع فقد أصدر الدكتور محمد الحسين وزير المالية قراراً القى بموجبه الحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة العائدة لكل من «ع. ا» و «ر. خ» و«أ.ز» لاختلاسهم أموالاً عائدة لفرع المصرف العقاري بحلب ـ العزيزية دون ان يحدد القرار المبالغ التي تم اختلاسها تاركاً المجال على ما يبدو إلى نتائج التحقيقات التي ستسفر عنها والتي تجريها الجهات الرقابية والمعنية. ‏

زياد غصن

المصدر: تشرين

‏