العنصرية الإسرائيلية في إعلان لـ«سوبارو»

09-02-2012

العنصرية الإسرائيلية في إعلان لـ«سوبارو»

قبل أيام قليلة، نأت شركة «سامسونغ» الكورية بنفسها عن الإعلان الإسرائيلي حيث يستخدم عميل من الموساد هاتفاً ذكياً من نوع «غالاكسي» ليفجّر منشأة نووية إيرانية.. ولكن ماذا ستفعل شركة «سوبارو» اليابانية إزاء إعلان ابتكرته بأيديها، تعتمد فيه على العنصرية الإسرائيلية لزيد مكاسبها؟
نشرت صحيفة «يديعوت احرونوت» الإسرائيلية مؤخرا إعلاناً «مدفوعا»، تصوّر فيه شركة «سوبارو» اليابانية إحدى سياراتها، وفي الخلفية يظهر جدار، لا لبس في كونه جدار مسجد في الضفة الغربية، وقد رشّت عليه بالرذاذ الأزرق، عبارة «جباية الثمن».
ومصطلح «جباية الثمن» أو «برايس تاغ» بالإنكليزية أو «تاغ ماحير» بالعبرية، استعمل بداية في مناطق الضفة الغربية، قبل أن ينتقل إلى المناطق التي يقطنها فلسطينيو الـ48 داخل الخط الأخضر، وجاء وصفا لاعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم، عندما تقوم المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بإخلاء جزئي لبعض المستوطنات التي تعتبرها غير قانونية، أو ردا على العمليات الفلسطينية المسلحة.
وجاء في إعلان «سوبارو» حول أحدث عروضاتها على السيارات في إسرائيل: «سوبارو تقدّم إليكم صفقة تبادل تجاري راديكالية. نستبدل السيارات القديمة بالسيارات الجديدة، بحسب سعرها اليوم. ستغادر بسوبارو جديدة. العرض قائم ما بين 3 و16 شباط».
قد يبدو الإعلان مغرياً، لكنه حتماً ليس مضحكاً، إذ يبدو استعمال كلمة «راديكالية» متماشياً مع تصميم الإعلان، فيما تبدو بوضوح عبارة «برايس تاغ» بالعبرية.
هو إعلان «مخزٍ»، يظهر، بحسب كبير المحررين السابقين في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية آمي كوفمان، «المدى الذي ستذهب إليه الشركات الرأسمالية من أجل نيل بضعة قروش إضافية»، مضيفاً أن «تجاوز الخطوط» كمثل ما فعلت «سوبارو» هو «أسهل الطرق لجذب الإنتباه».
في تعليقه، ينتقد كوفمان استخدام المصطلح الراديكالي «جباية الثمن» نفسه الذي يخلّفه المستوطنون وراءهم في كل مرة يعتدون فيها على مسجد أو مقبرة في الضفة الغربية أو غيرها، وحيث يضيفون أحياناً رقم الاعتداء أو المسجد المستهدف.
وكان وزير الدولة لشؤون الاستيطان والجدار في السلطة الفلسطينية ماهر غنيم، قد اعتبر في حديث مع قناة «الجزيرة» (في الخريف الماضي) توحيد شعارات المستوطنين بمثابة «عربدة وإرهاب منظم يتم في مناطق مختلفة من الضفة الغربية»، مضيفا ان هدفها هو «خلط الأوراق من أجل البحث عن ذريعة لتنفيذ الاعتداءات بحق المواطنين وممتلكاتهم».
وكان قد عزا تصعيد المستوطنين لاعتداءاتهم التي تحمل بصمة «جباية الثمن» إلى إحجام سلطات الاحتلال عن «اتخاذ أي إجراء بحق هؤلاء المتطرفين»، الذين نفذوا منذ بداية 2011 وحتى تشرين الثاني 2011، ما يقارب 713 اعتداءً.


جنان جمعاوي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...