الدجاجة النووية

07-03-2009

الدجاجة النووية

لنفترض أن دجاجة محلية مورثاتها ذكية تبيض بيضتين في اليوم، وأن الحكومة العليّة قررت حماية ورعاية هذه الثروة الوطنية فكلفت السيد وزير الفلاحة والدواجن الإشراف عليها، فماذا سيحصل؟
أولاً سيجتمع السيد الوزير مع مستشاريه لوضع أفضل الخطط الاستثمارية لتنمية الدجاجة الوطنية، ثم يعقدون مؤتمراً صحفياً يشيدون فيه بإنجازات الثورة الزراعية، وستظهر صورة السيد الوزير في الصحف وهو يحتضن دجاجة الوطن المظفرة .. بعد ذلك سيكلف السيد الوزير اللجان المالية بوضع ميزانية لدعم وتطوير الدجاجة البلدية، بعدما يتم تنسيبها إلى الجمعية الفلاحية، وسيصدر قراراً بتعيين مهندس زراعي وطبيب بيطري وحارس ليلي وسائق ولجنة مبايعات وثلاثة موظفين (محسوبية) واحد من قبل اتحاد الفلاحين وواحد من قبل شعبة الحزب وثالث من قبل وزير الزراعة مع مراقب دوام وديك. وستعلن الوزارة عن مناقصة بالظرف المفتوح لبناء مقر للموظفين تحت اسم «المختبر الوطني لأبحاث الدواجن» وسيتم تخصيص سيارة بيك آب لنقل علف الدجاجة وميكروباص لنقل الموظفين. وبعد عدة أشهر ستنعقد "ندوة الثلاثاء الاقتصادي" لبحث ظاهرة مضاعفة الإنتاج الزراعي وسياسة الاكتفاء الذاتي عبر تجربة الدجاجة البياضة، وسيختلف الاقتصاديون حول تقويم إنتاجها ضمن اقتصاد السوق الاجتماعي أم الاشتراكي، وسيقررمستشارنا د. الدردري إدراج الدجاجة ضمن خطته الخمسية الرابعة والعشرين.. ثم وبمناسبة حلول عيد العمال سيشارك سائر موظفي «المختبر الوطني لأبحاث الدواجن» في مسيرة عفوية، وستخلو المنشأة من موظفيها باستثناء الحارس الطرطوسي الذي سينشغل عن الدجاجة بتجهيز عدة المتي، وسيستغل الجقل (الثعلب بالفصحى) انشغاله ويخطف الدجاجة ثم يأكلها.. مع ذلك سيستمر موظفو المختبر بتوريد بيضتين يومياً إلى خزينة الوزارة من أجل استمرار وجود «المختبر الوطني للأبحاث» وتحقيقاً لشعار «يا عمال المداجن اتحدوا».. ولن يستمروا طويلاً لأن إسرائيل ستقدم على قصف المدجنة باعتبارها منشأة نووية، بعدما يصور قمرها الصناعي البيض النووي الذي تبيضه الدجاجة السورية الإرهابية.. وسينشغل العالم وهيئة الطاقة الذرية بطموحات سورية النووية، وسيزور الدكتور البرادعي القطر مع محققي الوكالة ويقول بأنهم لم يعثرو على الدجاجة النووية، وإنما فقط عثرو على ديك سوري يشتبه بقدرته على إنتاج بيض نووي !؟

 

نبيل صالح

 

هامش: مازالت مؤسسات الدولة مستمرة في الإعلان عن مناقصاتها بالظرف المختوم والواقع يقول أن الظرف مفتوح بدليل أن أغلب المناقصات ترسو على أقربائها وشركائها ..في الوطن ..
                                     

التعليقات

أعجبتني مقالتك ومصطلحاتها وخاصة وزير الفلاحة وهنا المعلومة قبل البدء من التخلص من الفلاحة وطرحها للمزاد العلني على شكل كتل بشرية في محيطات المدن العشوائية والفقيرة. كان وزير الفلاحة يريد أن يقضي على الدجاجة وفقستها.

والله اعجبني اخر كلمتين حيث ذكرتهما ..في الوطن... نسيت انه وطن وقد ظننت انه صار مدجنة او صار ****** او صار ملوثة او صار معلكة مع كل احترامي لهذاالوطن... وعلى ذكر الوطن لابد ان نستذكر ونقول: وكاسك ياوطن

لو كان ذلك صحيحاً لكانوا قتلوا الدجاجة وكسروا بيضاضتها وشنقوا الديك كما يفعلوا بكل شيء

مرحبا كانت دائما سورية بلد زراعي وبيفتخر بزراعتو بس هلا لما منروح عالساحل منشوف الفلاح عايف حالو ما حدا عم يدعمو بالعكس يعني بيتعب الموسم كلو وبيدفع مصاري لحتى آخر شي يكون المردود ما بغطي التكاليف عداك عن التعب والجهد والوقت يلي بدي قولو انو الفلاحين طفشو وما عادو مستعدين يتعبو صار كل واحد يدوبك بطلع خضراواتو واكلاتو وهاد الشي يمكن عم يسبب هالغلا كلو. مع الشكر

على سيرة المنتجات الزراعية، وبما اني شاب اتسوق حاجات بيتنا شديد الاستهلاك( وانا غير متزوج) اكتشفت منذ الصغر كلمة بلدي، بدليل ان دائما المنتج البلدي هو ظريف والغير بلدي مو ظريف وبهذه البساطة تربينا وكبرنا، واليوم اذهب الى السوق واكتشف انني اشتري الثوم السعودي او الصيني، والبيتنجان والكوسا الاردني، والبطاطا السعودية والبرتقال المصري والليمون اللبناني والموز الللبناني والفاصولية الاردنية يعني وين هو المنتج البلدي؟ كل المنتجات المذكورة هي منتجات تنتجها سوريا "بلدي" وبكل فخر من اجود الانواع فاين اختفت؟ واعلمني احد البائعين عندما سئلته لمذا كل منتجاتك عربية وخصوصا اردنية، وجارك الملاصق لك يبيع نفس المنتجات ولكن سورية؟ وعليك اقبال اكبر رغم ان منتجاتك ليس بلدية والاسعار مرتفعة، فقال لان منتجات جاري سورية وبيسقوها بالخر*** لان مافي مي - وذهلني هذا الكلام مع انني اعلم اننا ندعم الاردن بالماء - شورايكون بكل هذا الكلام؟ وتحية للاستاذ نبيل

لكلّ وزير في هذه الحكومة بييضا... أعني دجاجته "النووية" ولكل مدير أو متنفّذ أو مسؤول كذلك، ولا تزال الحقبة "الدّردرية" تتحفّظ علينا مصنّفين إلى مجموعتين، مجموعة "دجاجات نوويّة" على شاكلة دجاجة نبيل صالح، ومجموعة "ديوك" جاهزين للذّبح الحلال كي يعمّروا موائد الحكومة بما لذّ وطاب من التّشفّي..!! من جهتي لا آسف على بيضات الدّجاجة، ولا طمع لي بها، المهم لدي الحفاظ على بيضات الدّيك، حتّى نضمن تكاثرنا، واستمرارية نسلنا بالقدر الكافي لإعمار موائد الحكومة... عشتم، وعاشت..!!!

بعد قراءتي لهذه المقالة بحثت مطولاً عن هذه الدجاجة وبيضاتها النووية ومصيرهما فوجدتها تسرح وتمرح بكل حرية بلا قيود أو ضوابط في معظم دوائر الدولة ومكاتبها وخاصة مكاتب العقود والمناقصات والصفقات ولجان الشراء وكشوفها وفواتيرها وفهمت بالرغم من سماكة مخي وساذجة تفكيري بأن هذه القصة تعبيرية مجازية برسم السادة أصحاب الأقلام الخضراء وماسكي الأختام ومفاتيح الخزنات. وما أحلى هذه الدجاجة التي ليس لها وجود وتبيض ذهباً للبعض وتصبح اسلحة دمار شامل للبعض الآخر.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...