الاحتلال: غارات على غزة واستيطان في الضفة

03-07-2012

الاحتلال: غارات على غزة واستيطان في الضفة

بدا أن الغزل والمديح المتبادلين بين حركتي فتح وحماس، وهما في طريقهما إلى آخر خطوات المصالحة الفلسطينية، لم يكونا سوى كلام خال من اي مضمون، فقد قررت حركة حماس تعليق عمل لجنة الانتخابات في قطاع غزة التي نص عليها اتفاق المصالحة، في خطوة تعكس حسب فتح «غياب الرغبة» لدى حماس بالالتزام بالاتفاق.
جاء ذلك في الوقت، الذي جددت فيه قوات الاحتلال غاراتها على قطاع غزة، ما أسفر عن إصابة مواطنّين فلسطينيين، فيما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عزمه الاستمرار في توسيع المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية، ومنطقة غور الأردن، وصادقت بلدية الاحتلال على بناء كلية عسكرية في جبل الزيتون في القدس الشرقية.
وأعلنت حركة حماس، أمس، تعليق أعمال لجنة الانتخابات المركزية في قطاع غزة عشية بدء عملية تحديث سجلات الناخبين، التي كان من المقرر أن تبدأ اليوم. ناشطة تساعد فلسطينيين على إعادة بناء منازلهم التي دمرها الاحتلال في قرية في القدس المحتلة أمس (أ ف ب)
وقال المتحدث باسم حماس سامي ابو زهري، إن الحركة قررت «تعليق عملية التسجيل بشكل مؤقت إلى حين التوافق بين الأطراف المعنية، لضمان عملية تسجيل سليمة ومتوازية في غزة والضفة والخارج»، مشيراً إلى أن الانتهاكات القائمة في الضفة منعت أعداداً كبيرة من أنصار الحركة من التسجيل، «بسبب سياسة القمع الأمني وعدم توفر الظروف الطبيعية».
وأضاف أبو زهري أن «المتفق عليه هو التزامن في الإجراءات الانتخابية بين المجلس الوطني والانتخابات الرئاسية والتشريعية للسلطة، إلا أنه تم فتح عملية التسجيل لانتخابات السلطة فقط، الأمر الذي يناقض الاتفاق ولذا يجب اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سير عملية التسجيل لكافة الانتخابات في الداخل والخارج»، مشيراً إلى أن المؤسسات الانتخابية «غير جاهزة وبحاجة إلى وقت إضافي لاختيار مراقبيها والاستعداد لعملية الرقابة على عملية التسجيل».
وتعليقاً على خطوة حماس، اعتبر مسؤول ملف المصالحة في حركة فتح عزام الأحمد أن هذا الإجراء هو «قرار من حماس لوقف المصالحة وإعاقتها»، معرباً عن أمله في أن «تعيد النظر بقرارها وتتوقف عن التدخل في عمل لجنة الانتخابات وأن تلتزم بنصوص اتفاق المصالحة وروحه». وأوضح أنه لم يفاجأ بقرار حماس «لأن تصريحاتها المتلاحقة لا تدل على رغبة وإرادة للالتزام بما اتفق عليه».
ونفى الأحمد حجة حماس، مشيراً إلى أن «لجنة الانتخابات تسجل الناخبين للانتخابات الرئاسية والتشريعية وللمجلس الوطني والبلديات، وهي مستقلة استقلالية تامة ولا يحق لأي حزب أو قوة سياسية التدخل بعملها».
وبدأت لجنة الانتخابات المركزية عملها في غزة، قبل أربعة أسابيع، اثر اتفاق بين حركتي حماس وفتح، تمهيداً لتنفيذ اتفاق المصالحة الذي ينص على إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية.
في هذا الوقت، جددت قوات الاحتلال الاسرائيلية انتهاكها للهدنة مع فصائل المقاومة في قطاع غزة، حيث شنّت غارة جوية على منطقة دير البلح شمالي قطاع غزة. وقال جيش الاحتلال في بيان إن «طائرة تابعة لسلاح الجو هاجمت صباح اليوم (أمس) مجموعة إرهابيين في شمالي القطاع، كانت بصدد إطلاق صواريخ على جنوبي إسرائيل».
وأصيب مواطنان بقصف استهدف جنوبي غرب مدينة غزة. وأفاد شهود عيان لوكالة «وفا»، أن «طائرة مروحية إسرائيلية أطلقت ثلاثة صواريخ تجاه أحد الموقع، ما أدى إلى وقوع إصابتين على الأقل في صفوف المواطنين، وصفت بالطفيفة». كما استهدفت طائرة مروحية أرضاً خالية في حي الزيتون، جنوبي شرقي غزة، من دون سقوط إصابات. كذلك، أطلقت قوات الاحتلال النار باتجاه المنازل والمناطق الواقعة شرقي خان يونس.
وعلى صعيد آخر، تعهد نتنياهو بالاستمرار في البناء في الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية، ومن بينها «بيت أيل»، و«الخليل»، و«كريات أربع»، بالإضافة إلى منطقة غور الأردن.
وتحدث نتنياهو أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، عن أهمية الحفاظ على الكتل الاستيطانية، مؤكداً أن مستوطنة «بيت ايل» شمالي رام الله ستبقى «ضمن حدود إسرائيل».
وفي السياق ، صادقت اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في بلدية الاحتلال في القدس، على مخطط لإقامة كلية عسكرية على مساحة 14 دونماً في حي الطور في جبل الزيتون في القدس الشرقية.
وقال الباحث في شؤون الاستيطان أحمد صب لبن، في حديث لوكالة «وفا»، إن الكلية ستجمع حوالي 400 طالب عسكري و130 أكاديمياً، مضيفاً أنه «يراد من هذا المخطط تعزيز مكانة القدس كعاصمة لإسرائيل حيث تحاول سلطات الاحتلال جاهدة نقل المقرات الحكومية إلى الجزء الشرقي من القدس».
وتابع صب لبن أن «سلطات الاحتلال والجمعيات الاستيطانية استطاعت فرض واقع جديد يحيط ببلدة القدس القديمة عبر حلقة شبه متواصلة من البؤر الاستيطانية والحدائق التوراتية التي تبدأ من حي الثوري وسلوان جنوباً، مروراً برأس العمود والطور وتنتهي في حي الشيخ جراح شمالاً»، مشيراً إلى أن الكلية العسكرية الجديدة ستشكل بؤرة جديدة في حي الطور الذي يعاني أصلاً من الاستيطان. كما طرحت البلدية مؤخراً إعلانا لبيع 24 وحدة سكنية تبنى الآن في مستوطنة «بيت اروط»، التي لا تبعد عن الكلية العسكرية سوى عشرات الأمتار.
إلى ذلك، هدمت الجرافات التابعة لبلدية الاحتلال مبنى على مدخل قرية العيسوية، بحجة عدم وجود ترخيص.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...