إضراب تام في حماة وجزئي في الحسكة وأغلب المدن السورية عصية على الإضراب

13-12-2011

إضراب تام في حماة وجزئي في الحسكة وأغلب المدن السورية عصية على الإضراب

لليوم الثاني على التوالي بقيت أغلب المحافظات السورية عصية على دعوات لتنفيذ إضراب عام، في حين استمر الإضراب في إحياء مختلفة بحمص وعدد من بلدات ريف دمشق وحماة وإدلب ودرعا وإن بدت الحركة التجارية في الأخيرة أمس أفضل من اليوم الذي سبقه، كما نفذت بعض مدن محافظة الحسكة إضرابا جزئيا لساعتين فقط في مدن القامشلي وعامودا والدرباسية ورأس العين والمالكية، على حين ظل مركز المحافظة مدينة الحسكة بعيداً عن الإضراب.
 
وفتحت المحال التجارية في العاصمة دمشق ومحافظات حلب ودير الزور والرقة واللاذقية وطرطوس والسويداء والحسكة وعدد من مدن ريف دمشق، كما شهدت أسواق هذه المدن حركة تجارية طبيعية نشطة كالمعتاد وتوافد الطلاب إلى مدارسهم والموظفون إلى دوائرهم. كما توجه الناخبون في هذه المحافظات منذ ساعات الصباح إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في انتخابات مجالس الإدارة المحلية.

حلب عصية على محاولات استهدافها بالإضراب
وفي التفاصيل زاولت مدينة حلب نشاطها التجاري والخدمي كالمعتاد أمس في اليوم الثاني من الدعوة التي وجهتها جهات خارجية لتنفيذ إضراب عام، وفتحت المحال التجارية في جميع الأحياء أبوابها أمام حركة التسوق في ظل إقبال المتسوقين على شراء حاجاتهم اليومية ومستلزماتهم الحياتية.
ورفضت فعاليات تجارية وصناعية تحدثنا إليها عبر الهاتف الانصياع لدعوات الإضراب واستهداف لقمة المواطن والاقتصاد الوطني «العصي عن النيل منه مهما حاول المغرضون بفضل إيمان الفعاليات الاقتصادية بقضيتهم الوطنية التي تتجسد بالحفاظ على وحدة التراب الوطني واللحمة الوطني، فاقتصاد حلب قادر على الصمود وتلبية احتياجات السوق المحلية مهما بلغت حجم الضغوطات»، وفق قول أحدهم.
ولم تشهد الأحياء الشعبية، التي عوّل عليها بعضهم في تنفيذ الإضراب، أي تجاوب لإغلاق محالها التجارية التي افتتحت في أوقاتها المعتادة. وأكد أحد المصادر أن «لا صحة لتقارير بعض الفضائيات التي تحدثت عن إضراب في حي صلاح الدين الذي أعيش فيه، ولا أعتقد أن أحداً سيستجيب لدعوات الجهات الخارجية وليس لدينا مصلحة في تلبيتها».
ونشطت الحركة التجارية في وسط المدينة التجاري وفي الأسواق التجارية الأخرى مثل شارع القوتلي والتلل والنيل وسيف الدولة التي افتتحت محالها التجارية وأقبل المتسوقون عليها بشكل مألوف.
ولم يلحظ أي عزوف عن الدوام في المدارس والجامعات والمعاهد التي داوم الطلاب فيها بشكل طبيعي دون الالتفات إلى أي أجندات تنشد تنفيذ عصيان مدني مرتقب يشل حركة البلاد.

الإضراب خارج حسابات أهالي دير الزور
ولليوم الثاني على التوالي جاء التأكيد الصريح من أهالي دير الزور على رفضهم التام لجميع الدعوات المشبوهة المنادية لإعلان الإضراب، وشهدت أسواق المدينة ازدحاماً بدا في بعض الأحيان غير معتاد وجاء لتأكيد الرسالة الواضحة التي أراد المواطنون توجيهها إلى كل من يقف خلف هكذا دعوات ومفادها «لا للعبث برزقنا والمساومة على قوت يومنا».
هذه الرسالة جاءت بعد الأنباء التي أوردتها بعض القنوات الفضائية حول تنفيذ الإضراب في مدينة دير الزور ومدينتي البوكمال والميادين والتي ثبت أنها عارية عن الصحة تماما بعد الجولة الموسعة التي قمنا بها  على أسواق المدينة والتي كانت شاهداً على الإقبال الكثيف للمواطنين على البيع والشراء فيما تابعت المحال التجارية نشاطها المعتاد وسط توافر كامل للسلع والمواد الغذائية وبقية المستلزمات.
واستغرب بعض المواطنين ممن التقيناهم أن بعض القنوات التي لم يعد كذبها خافياً على أحد بثت أخباراً تؤكد وجود إضراب في المحافظة رغم أن واقع الحال يدل على عكس ذلك تماما، لأن هذه الدعوة لم تلق مجرد القبول لفكرتها فكيف بتنفيذها.
وتزامن بث مثل هذه الأخبار مع الحركة المعتادة التي شهدتها أسواق المحافظة والتي لم تلحظ على الإطلاق أي مظهر من مظاهر ذلك الادعاء.
ويعود سبب تأخر بعض المحال عن الافتتاح المبكر لأسباب خاصة بأصحابها وأشار البعض إلى فرضية عدم الاطمئنان من ممارسات البعض ممن لايتوانون في إجبار المحال التجارية على الإغلاق إلأ أن هذه المحال فتحت أبوابها مع مرور القليل من الوقت والتأكد من حركة الشارع الاعتيادية.

ريف دمشق منقسمة بين مؤيد ومعارض للإضراب
وفي ريف دمشق لم تشهد مدن جرمانا وأشرفية صحنايا وجديدة عرطوز وقطنا والمليحة والسيدة زينب والنشابية وغيرها من مدن وبلدات الغوطة الشرقية والغربية أي حالة من الإضراب، وعاش أهلها أجواء انتخابات محلية حرة ديمقراطية شفافة ومارس الأهالي عملية الاقتراع بكل بساطة ولم يقف أي عائق أمام هذه العملية.
وفي المقابل شهدت مدن أخرى في الريف ومنها دوما وحرستا وسقبا وحمورية وكفر بطنا وجسرين والزبداني ومضايا ورنكوس تواصل الإضراب حيث ساد الهدوء الحذر وإغلاق كافة المحلات التجارية والصناعية إضافة إلى عدم ذهاب طلاب التعليم الأساسي والثانوي إلى مدارسهم ولوحظ أيضاً تعطيل موظفي الشركات الخاصة وخلو شبه تام للطرقات من الأهالي الأمر الذي انعكس على مسير العملية الانتخابية.

الحركة التجارية في درعا أفضل
وفي درعا استمر الإضراب ليومه الثاني وان بدت الحركة التجارية أمس أفضل من اليوم الذي سبقه لكن الوساوس والمخاوف من القادم بقيت على حالها باعتبار وضع الطرق من وإلى المحافظة بوسطها التجاري والإداري بقي مشلولا، وحتى داخل المدينة نفسها قطعت الحارات بوضع الحجارة وترافقت مع إحجام الناس عن مشاركة واسعة في الاستحقاق الانتخابي رغم حضور قنوات فضائية عربي للمدينة.
ولعل بواقع الإضراب وما خلفه من آثار اقتصادية على واقع المحال التجارية والمدارس التعليمية التي أحجم طلبتها عن دروسهم أيضاً يفتح مساحات بالعودة لواقع معالجة الأحداث ومرافقتها في المحافظة التي أخذت بعدا امنيا بامتياز رغم مطارح حوارية بدت غير مجدية وغير فاعلة في كثير منها وهو ما يبرر أسئلة الشارع المحلي عن واقع وآفاق القيادة السياسية في المحافظة ودورها في تعميق أو تخفيف مزيد من الاحتقان.
وفي الحسكة لم يشهد مركز المحافظة أي إضراب على حين تم تنفيذ إضراب جزئي في مدن أخرى مثل القامشلي وعامودا والدرباسية ورأس العين والمالكية حيث أغلقت المحلات والأسواق التجارية من الساعة الحادية عشرة ظهراً حتى الساعة الواحدة بعد الظهر وتم فتحها بعد ذلك.

إضراب تام في حماة على وقع التهديد
ولليوم الثاني، استمرت مدينة حماة بإضرابها، الذي بدأ بتفجير العديد من القنابل الصوتية والعبوات الناسفة في أحياء متفرقة من المدينة، للاستمرار بترويع المواطنين، ومنع الموظفين من التوجه لدوائرهم الرسمية، والراغبين في المشاركة في انتخابات الإدارة المحلية من الانتخاب.
وترافق ذلك مع سماع رشقات نارية رشاشة متفرقة، اشتدت في وقت متأخر من نهار أمس، في منطقة الحاضر الكبير، لتصبح تبادلاً لإطلاق النار بين المجموعات المسلحة وقوى حفظ النظام التي دعت أصحاب المحال التجارية لإنهاء الإضراب وفتح محالهم ومواصلة النشاط التجاري، ولم يتسنّ التأكد من وقوع إصابات بين أي طرف حتى ساعة إعداد هذه المادة الصحفية.
وأكد مصدر مطلع أن الإضراب كبد المدينة خسائر مادية فادحة من جراء توقف كل نشاط فيها، ما انعكس بشكل سلبي على حياة فعالياتها الاقتصادية التي أغلقت معظم منشآتها، حتى المطاعم الشعبية والمقاهي الصغيرة ومحال الوجبات السريعة، التي كانت تعمل بشكل جيد قبل الإضراب، مثلما أثرت على مواطنيها الذين أصبحت حياتهم تتسم بضيق شديد، نتيجة «الحصار» المجتمعي، الذي يفرض عليهم يومياً قبيل المغرب.

دمشق–الوطن - حماة–محمد أحمد خبازي- دير الزور–وائل حميدي

المصدر: الوطن

التعليقات

لنفكر قلبلا هل نحن مستفيدون من هذا الإضراب أم تعطلت أعمالنا و مصالحنا ؟ هل فكرة الإضراب ولدت من عندنا أم أمرنا بها من خارج وطننا؟ هل من ابتكر هذه الفكرة أضرب معنا أم أنه جالس في باريس أو اسطنبول و ينعم بالأموال و باقي النعم ثم يستخدمنا لتحقيق مآربه؟ أرجوكم فليكن الحل لأزمتنا نابعا من أرضنا و عاداتنا و طيبتنا دون أن نصغي لمن كرهوا سوريا و اتصلوا بأعدائها و طالبو بتدخل عسكري فيها أعلم أن الشعب السوري طيب و أعلم أنه لو قامت حكومتنا بتطييب خواطر الناس لعدنا أخوة متحابين و حالنا أفضل من قبل أود أن أذكركم بقول الله تعالى (إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه ولي حميم) (و أن تعفوا أقرب للتقوى) طبعا كلامي موجه للنظام قبل الشعب اللهم احفظ بلدنا و ألف بين قلوب أهله و اصرف عنه من يريدون خرابه

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...